(يرفع الستار)
(يدخل الأستاذ إلى الصف حاملا حقيبة يد وفي الصف ثلاثة تلاميذ – صبيين و بنت. الصف هو الثالث الإبتدائي. الأستاذ كبير في السن و شعره أبيض ويلبس بدلة عتيقة. يقف التلاميذ إحتراما للأستاذ)
- الأستاذ: أعدو … شو نشاء الله تكونو حافظين لأنو المش حافظ يا ويلو.
(يجلس الأستاذ على طاولته و يفتح دفتر العلامات)
- الأستاذ: يلا سكرو الكتب .. ما بدي شوف ولا كتاب على الطاولة. الكتب بتتسكر و بتنحط بالشنط. (يلبي التلاميذ الأوامر. ويبدو عليهم أنهم خائفون من التسميع.)
- الأستاذ: عبير
- عبير: نعم إستاذ
- الأستاذ: أومي سمعي .. والله مش حافظة ؟
(تقوم عبير و يبدو أنها ليست واثقة كثيرا من نفسها و تقف إلى جانب طاولة الأستاذ مواجهة الجمهور)
- الأستاذ: وصفيلي الدجاجة
- عبير(تسكت لحظة و يبدو عليها أنها مرتبكة قليلا): الدجاجة هي طائر أليف يمشي على الأرض يربيه الإنسان للإستفادة من بيضه … آآآ … آآآآ … آآآ …
- الأستاذ (ينظر إلى عبير نظرة حادة ويقول بصوت حاد): لها منقار …
- عبير: لها منقار … وعندها جناحين صغيرين. تقعد الدجاجة على بيضها أحيانا … آآآ … تقعد الدجاجة على بيضها أحيانا … آآآ … وتحضنه 21 يوما وتسمى في هذه الحالة "قرقة". عندما يفقص البيض يخرج الصياصين …
آآآ
- الأستاذ: الصياصين ؟؟ … (بنبرة عالية) الصيصان.
- عبير (تخجل وتنظر إلى الأستاذ و تسكت للحظة ثم تُكمل): تخرج الصيصان من البيض … (هنا تسكت عبير إلى الأبد)
(بنتظر الأستاذ ولا يقول شيئا)
- الأستاذ: مش حافظة .. وهيدا إسمك رح ينزل على دفتر المخالفات
- عبير (تنفجر بالبكاء): وحياة الله حافظة … مبارح سمعتلي الماما ..
الأستاذ: لمحلّك
(تذهب عبير إلى مقعدها و هي تبكي و تلقي رأسها على الطاولة … يضحك خالد عليها و يعمل ضجة بين أصدقائه ثم يتذكر أنه يمكن أن يختاره الأستاذ للتسميع)
- الأستاذ: خالد
(يقوم خالد للتسميع)
- الأستاذ: حكيلي عن دودة الأرض
- خالد (ينظر إلى أصدقائه في الصف ثم إلى الأستاذ. يبدو عليه الحيرة): الدجاجة … آه … الدودة … (يحك رأسه) … الدودة هي حيوان أليف … تعيش … تحت التراب. تعيش تحت التراب …
- الأستاذ: فهمنا تعيش تحت التراب … تأكل –
- خالد: تأكل … آآآ … تأكل ..
- الأستاذ: بتاكل كف ؟؟
- خالد (ينظر إلى الأستاذ وكأنه متفاجىء ثم يقوم بصوت عالي): بتاكل التراب.
- الأستاذ: إي طيب .. أكيد بدا تاكل تراب .. شو لكن بتاكل همبرغر ؟؟ .. لعما شو إنك حمار.
(خالد يحتار بين أن يضحك أو يخاف على نفسه ونسمع صوت ضحكة فادي الذي يجلس في مقعده)
- الأستاذ (ينظر إلى فادي): إي ضحاك .. جاييك الدور. (ينظر إلى خالد): شو كمان
- خالد: تعيش تحت التراب .. آآآ .. و … هي مفيدة للتربة لأنها تفتت التربة … تفتت التربة … (بصوت منخفض) .. ويمكن سلقها ؟؟
- الأستاذ: شووووووووووو ؟؟ سلقها ؟؟ .. شو مفكرا بيضة. يلا إمشي من إدامي أحسن ما إخلعك كف أسلئلك وجك . وإسمك كمان رح ينزل على الدفتر … فادي .. شرف يا إستاذ فادي.
(يقوم فادي وهو متأكد أنه سيكافئه الأستاذ بكف مرتب لأنه سبق و أكل الكثير منها)
- الأستاذ: البزّيئة
- فادي: البزّيئة ؟؟!! ليش عنا ياها ؟
- الأستاذ: شو لكن .. شكلك ما كنت بالصف لما حددنا شو عنا لليوم. طيب حكيلي عن البقرة.
- فادي (وكأنه إستحى أن يقول وهيدي كمان عنا ياها ؟): البقرة ... حيوان ... أليف ... تعيش في المراعي. يستفيد منها الإنسان في صنع الجبنة واللبنة.
- الأستاذ: كيف ؟ كيف ؟ ما فهمت !! البقرة منستفيد منها بصنع اللبنة والجبنة ؟؟ .. خليها المرتديلا كمان. تيس إنت تيس ؟ البقرة نستفيد من حليبها الذي نصنع منه اللبنة والجبنة.
- فادي: والمرتديلا ؟
- الأستاذ: أرب لهون. شفلي وين مكتوب مرتديلا عالكتاب.
(يقترب فادي بحذر وينظر إلى الكتاب الموجود أمام الأستاذ و يظل ينظر وكأنه يتذاكى)
(ترتفع يد الأستاذ و تنزل بكل قواها على خد فادي)
- الأستاذ: مرتديلا يا حمار. روح مش حافظ و جايي تتذاكي عليّي.
- فادي (يقف أمام الأستاذ عاجزا عن الكلام. تنزل دمعته و "يتنهنه"): طيب ... س .. س .. سمعلي .. غ .. غ .. غيرا .. وحياة .. الله .. حافظ .. الباقيين.
- الأستاذ: روح على مطرحك ولا – بهيم. العما شو إنك أهبل .. كل مرة بتعملّي عذر.
(ينزل الستار)