بداية فإن الشعر أصلآ لونه ابيض ، ولكن يوجد مواد صبغية توجد في بصيلات الشعرة تعطيها اللون الذي تظهر به
فمثلآ صبغة الميلانين الموجودة في بصيلات الشعر هي التي تعطي للشعر لونه الأسود الطبيعي العادي.
ومع تقدم العمر للإنسان يقل إفراز مادة الميلانين الملونة للشعر بسبب إصابة الخلايا المفرزة لها بالشيخوخة فيبدأ الشعر الأبيض في الظهور في راس الإنسان ويتحول الشعر على بقية جسمه إلى اللون الأبيض
بالتدريج.
وهناك بعض الحالات من الأفراد قد تجاوزا الستين من عمرهم ولا يزال شعرهم اسود نتيجة لذلك.
بينما قد نشاهد بعض الشباب والأطفال دون العاشرة من العمر وقد بدأ الشعر الأبيض يغزوا رؤوسهم
لقد عرف العلماء الكثير من المعلومات عن شيب الشعر لكنهم لم يتوصلوا حتي الان الي معرفة سبب ذلك.
فالشعر مادة معقدة جدا , و لم تظهر الأبحاث حول بنيته و طريقة تكوينه إلا مؤخرا ويتكون الشعر من ألياف رقيقة مركبة من البروتينات التي تسمى " الكيراتين ". و هي مادة تدخل في تركيب الشعر و الأظافر . و عند
فحص شعرة تحت مجهر قوي , تبدو لنا مغطاة بأشكال كالحراشف , و هي طبقة تسمى البشرة الميتة أو الإهاب. و ينمو الشعر من حفر في الأدمة , الطبقة الخارجية من البشرة , و يمتد داخل الطبقة الداخلية من البشرة. و
في نهاية الشعرة توجد بصيلة تحتوي على الأوردة الدموية الصغيرة التي تمد الشعر بالغذاء. حين ينمو الشعر يكون محاطا بطبقة واقية مصدرها الجذور , و كلما ابتعدت الخلية عن الشعرة , كلما جف الشعر و ازدادت
قساوته , و مات في
بعض الأحيان. تستمر عملية نمو الشعر نحو4سنوات عند الرجال و6عند النساء. حتى يبلغ طول الشعر نحو 80سم فتصبح الشعرة قادرة على حمل 80 جرام. أي أن ألف شعرة ملتفة حول بعضها البعض , كافية لتعلقشخص متوسط
الحجم. و عملية النمو ليست دائمة إلى الأبد , فبعد النشاط الحاد تبدأ البصيلة بمرحلة الراحة التي تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تبدأ بالعمل ثانية. فتكون شعرة جديدة و تدفع القديمة خارجا فتسقط.
و شكل شعره من رأس الانسان تحت الميكروسكوب
يقدر العلماء أن الإنسان يفقد يوميا نحو مائة شعرة , و هو معدل طبيعي , لأن 90 بالمائة من هذه الكمية تعود لتنمو من جديد. و يعتمد لون الشعر على صبغة خاصة تسمى الميلانين , يتم إنتاجها في خلايا خاصة تسمى
ميلانوسايتس , و الميلانين نفسه بني اللون , سواء كان لون الشعر أشقرا أو داكنا , لأن اللون نفسه يعتمد على كمية الميلانين المنتجة و طريقة توزيعها. أما الشعر الأحمر فيحتوي على صبغة إضافية , غنية بالحديد.
و يبدأ الشعر بفقدان لونه حين يخمد نشاط الميلانوسايتس. و في الواقع , لا يوجد شعر رمادي و آخر أبيض. فالمظهر الرمادي ينتج من الشعر الأبيض الذي يتخلله الشعر الذي ما زال يحافظ على لونه الأساسي. أما سبب
تعب خلايا الميلانوسايتس فما زال مجهولا. و عندما يحدث الأمر عند المسنين , فلا بد أن يكون لذلك علاقة ببطء عملية الأيض بشكل عام. و إلى الآن لا يزال غامضا إن كان الشعر الأبيض وراثيا , و كذلك إن كان فقدان
خلايا الميلانوسايتس
لقدرتها الطبيعية نتيجة صدمة أو ضغط عصبي أو نفسي. و يوجد الكثير من الوثائق التي تشير الي ان بعض الأشخاص فقدوا لون شعرهم بين ليلة و ضحاها