وفي السلسلة الصحيحة للعلامة الالباني رحمة الله برقم 831 الجزء الثاني صفحة 483 باسناد حسن
قال رسول الله r " اتاني جبريل فقال : يا محمد عش ما شئت فانك ميت واحبب من شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك مجزي به واعلم ان شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس
- قال تعالي " اقترب للناس حسابهم فهم في غفلة معرضون"
غفلة عن حقيقة الموت غفلة عن القبر غفلة عن السؤال وشدته غفلة اين اغتنام الحياه قبل الممات
" الهاكم التكاثر حتي زرتم المقابر"
- تزود من الدنيا فانك لا تدري :- اذا جن ليل هل تعيش الي الفجر
- فكم من عروس زينوها لزوجها :- وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر
- وكم من صغار يرجي طول عمرهم :- وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
- وكم من سليم مات من غير علة:- وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
- وكم من فتي يمشي ويصبح لاهيا :- وقد نسجت اكفانه وهو لايدري
- وكم من ساكن عند الصباح بقصره :- وعند المسافر كان من ساكن القبر
- فكن مخلصا واعمل الخير دائما :- لعلك تحظي بالمثوبة والأجر
- وداوم علي تقوي الإله فإنها :- أمان من الأهوال في موقف الحشر
يقول الامام ابن الجوزي رحمه الله يجب علي من لايدري متي يبغته الموت ان يكون مستعدا ولا يغتر بالشباب والصحة فان اقل من يموت الاشياخ واكثر من يموت الشباب ولهذا يندر من يكبر فالحذر الحذر من المعاصي
فاعواقها سيئة فكم من معصية لايزال في هبوط ابدأ من تعثر اقدامه وشدة فقره وحسراته علي ما يفواته من الدنيا.
وجاءت الايات في القرءان العظيم كثيرة في تأصيل هذا المعني وللاستعداد للدار الاخرة.
- قال تعالي " كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور" قال تعالي " كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال
والاكرام
- قال تعالي " انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون" الكل سيموت طويل وقصير نحيف وبدين كبير وصغير رجل وامراءة - قال تعالي " وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افان مت فهم الخالدون"
وروي مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز من حديث ابي هريرة t قال زرار النبي r قبر امه فبكي وابكي من حوله رسول الله يبكي حبيبي وسيدي ونور قلبي فداك ابي وامي / فداك روحي ونفسي
فقال " استاذنت ربي أن استغفر لها فلم يؤذن لي واستاذنته في ان ازور قبرها فاذن لي فزوروا القبور فانها تذكر الموت"
وقد عد القران كثيرا مشاهد من مشاهد الدار الاخرة لماذا للعمل لما بعد الموت لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزج الي يوم يبعثون"
مشهد الحسرة ماذا ننتظر الي متي تؤجل التوبة والطاعات الي هذا المشهد آخر " فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الارض والجبال فدكتا دكتا واحدة فيؤمئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فهي يؤمئذ واهية والملك علي
ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يؤمئذ ثمانية يؤمئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية"
مشهد آخر" كلا اذا دكت الارض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يؤمئذ بجهنم يؤمئذ يتذكر الانسان وانمي له لذكري يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد يا ايتها النفس
المطمئنة ارجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
- قال تعالي " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال قرينه هذا ما لدي عتيد
القيا في جهنم كل كفار عنيد مناع للخير معتد مريب الذي جعل مع الله الاها ءاخر فالقياه في العذاب الشديد قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل
القول لدي وما انا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم هل امتلاتي وتقول هل من مزيد وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد"------
"وجاءت سكرة الموت" سكرة الموت التي لا مناص منها ولا مهرب
"ذلك ما كنت منه تحيد" أي ذلك الذي ما كنت منه تهرب تحيد الي الطبيب تحيد الي القريب تحيد الي الحبيب ولكنها جاءت بالحق ولا مناص ولا مهرب
- وفي الحديث الذي رواه احمد من حديث البراء ابن عازب قال خرجنا مع رسول الله r في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الي القبر ولما يلحد فجلس رسول الله r وجلسنا حوله كأن علي رؤسنا الطير وفي يده عود ينكت به
في الارض فرفع راسه فقال " استعيذوا بالله من عذاب القبر- مرتين أو ثلاثة- ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوهم الشمس معهم
كفن من اهل أكفان الجنة وحنوط من حوط اهل الجنة حتي يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتي يجلس عند راسه فيقول : اخرجي ايتها النفس المطمئنة الى مغفرة من الله ورضوانا فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في
السقاء فياخذها فاذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حين ياخذونها فيجعلونها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت علي وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون علي ملأ من الملائكة الا
قالوا: ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا حتي ينتهوا بها الي السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل سماء مقربوها الي السماء التي تليها حتي
ينتهي به الي السماء السابعة فيقول الله U " اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوه الي الأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة اخري قال فتعاد روحه فياتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك
فيقول ربي الله U فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو محمد رسول الله فيقولان له: وما عملك فيقول قرات كتاب اللهU فامنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن
صدق عبدي فافرشوا له من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له باب الي الجنة قال فياتيه من روحها وطيبها ويفتح له في قبره مد بصره
- قال : وياتيه رجل حسن الوجة حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول له من انت فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول : رب اقم الساعة ثم رب اقم الساعة حتي ارجع الي اهلي ومالي
قال: وان العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت، حتي يجلس عند راسة فيقول : ايتها النفس
الخبيثة اخرجي الي سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينزعها كما ينزع السفود –من الصوف المبتل فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتي يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت علي
وجة الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها علي ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان بن فلان بأقبح اسمائه التي كان يسمي بها في الدنيا فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله r " لا تفتح
لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتي يلج الجمل في سم الخياط"
- فيقول الله U اكتبوا كتابه في سجين في الارض السفلي فتطرح روحه طرحا ثم قرأ" ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفة الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق" فتعاد روحه في جسده وياتيه ملكان فيجلسان
فيقولان له:
من ربك؟ فيقول : هاه، هاه لا ادري فيقولان له : ما دينك فيقول: هاه هاه لا ادري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه هاه فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا
الي النار
فياتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتي تختلف اضلاعه وياتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: ابشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : ومن انت فوجهك الوجه الذي يجئ بالشر فيقول
أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة وفي لفظ لاحمد ايضا" ثم يقيض له أعمي اصم ابكم في يده مرزبه لو ضرب بها جبل كان ترابا فيضربه ضربه فيصير ترابا ثم يعيده الله U كما كان فيضربه ضربه أخري فيصيح صيحة
يسمعها كل شئ الا الثقليين قال البراء" ثم يفتح له باب الي النار ويمهد له فرش من النار. (كلمات علي فراش الموت) كفي بالموت واعظا
كان بعض الصالحين ينادي بالليل علي سور المدينة الرحيل الرحيل فلما توفي فقد صوته أمير المدينة فسأل عنه فقيل انه قد مات
فقال مازال يلهج بالرحيل وذكره....... حتي اناخ ببابه الجمال
فأصابه متيقظاً متشمرا.......... ذا اهبة لم تلهه الامال
- ورأي الحسن شيخا في جنازة فلما فرغ من الدفن قال له الحسن البصري يا شيخ أسالك بربك أتظن أن هذا الميت يود أن يرد الي الدنيا فيزيد من عمله الصالح ويستغفر الله من ذنوبه السالفة فقال الشيخ اللهم نعم فقال
الحسن فما بالنا لانكون كهذا الميت ثم انصرف وهو يقول أي موعظة؟ وما انفعها لو كان بالقلوب حياه ولكن لا حياه لمن تنادي
- وكان يزيد الرقاشي يقول لنفسه ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت ثم يقول ايها الناس الا تبكون وتنوحون علي انفسكم باقي حياتكم؟ من الموت طالبه والقبر بيته والتراب فراشة والدود ا نيسه وهو مع هذا
ينتظر الفزع الاكبر كي يكون حاله ثم يبكي رحمه الله
- قال التميمي ( شيئان قطعا عني لذة الدنيا ذكر الموت وذكر الموقف بين يدي الله تعالي