قسم الفلكيون منذ قرون بعيدة الكرة السماوية إلى عدد من الكوكبات النجمية كي يسهل عليهم تحديد مواقع الأجرام السماوية فمثلا , قسم
العالم المسلم " أبو الحسين الصوفي " في كتابه الشهير ( صور الكواكب ) الكرة السماوية إلى 48 كوكبة . وقدم صورا دقيقة لهذه الكوكبات .
أما في العصر الحديث , فقام " الاتحاد الفلكي العالمي " بتقسيم الكرة السماوية إلى 88 كوكبة . والكوكبة عبارة عن : تجمع نجمي وهمي في السماء
ونشير هنا أن النجوم التابعة لكوكبة معينة لا تشكل بالضرورة حشدا نجميا مترابطا بواسطة الجاذبية . فقد تكون هذه النجوم التابعة لكوكبة معينة على مسافات متفاوتة من المشاهد . ولكن من زاوية رؤيته يتوهم
المشاهد أن هذه النجوم تشكل تجمعا نجميا . كذلك فإن النجوم التابعة لكوكبة معينة غالبا ما تكون سرعتها الذاتية متفاوتة . مما يعني أنه بعد مرور آلاف السنين قد يطرأ بعض التغير على أشكال هذه الكوكبات
ومن بين الكوكبات الثماني والثمانين هناك 12 كوكبة اشتهرت بين الناس باسم الأبراج . وهذه الأبراج ما هي إلا الكوكبات التي تمر خلالها الشمس في رحلتها السنوية الظاهرة حول الأرض . إذ أن للشمس مدارا ظاهريا
حول الأرض يعرف بدائرة البروج . ولكن ما يغقله الكثيرون ومن بينهم ما ينشر في الصحف والمجلات عن " الحظ والأبراج " أن عدد الأبراج حاليا يساوي 13 وليس 12 كما هو شائع بين الناس والسبب في ذلك أن دائرة
البروج ليست ثابتة ولكنها تدور نتيجة لترنح محول دوران الأرض حول نفسها
لذلك في عصرنا الحالي تمر الشمس خلال 13 منزلا أثناء رحلتها السنوية الظاهرية حول الأرض . وهذا البرج الجديد يسمى " الحوّاء والحيّة " إضافة لهذا فإن تواريخ الأبراج المألوفة بين الناس قد تغيرت أيضا لنفس
السبب الذي سبق ذكره . ويقارن لنا الجدول التواريخ الحقيقية وفقا للعام 2000 مع التواريخ التقليدية المشورة بين الناس
التاريخ وفقا لسنة 2000 التاريخ التقليدي البرج
2/16 - 1/21 1/ 21 - 12/ 22 الجــدي
3/11 - 2/17 2/21 - 1/ 22 الدلــو
4/18 - 3/11 3/21 - 2/22 الحـوت
5/13 - 4/18 4/21 - 3/22 الحمــل
6/22 - 5/13 5/21 - 4/22 الثـور
7/21 - 6/22 6/21 - 5/22 الجوزاء
8/10 - 7/21 7/21 - 6/22 السرطــان
9/16 - 8/10 8/21 - 7/22 الأسد
10/31 - 9/16 9/21 - 8/22 العذراء
11/23 - 10/31 10/21 - 9/22 الميــزان
11/29 - 11/23 11/21 -10/22 العقــرب
12/18 - 11/29 ----------------- الحــوّاء
1/21 - 12/18 12/21 - 11/22 القــوس
فمثلا الشخص الذي ولد يوم 15 / 10 من المفترض أن يكون من برج الميزان . ولكن في الحقيقة تكون الشمس يوم 15 / 10 في برج العذراء وليست في برج الميزان مما يعني أن شخصية هذا الانسان وفقا لما يقوله المشعوذون
. الذين يؤمنون بالطالع يدعون أن هناك علاقة بين شخصية الإنسان وبرجه . قد تغيرت في طرفة عين ! فكيف لإنسان عاقل أن يصدق هذا الهراء كما يبين لنا الجدول أن من ولد بين 29 / 11 و 18 / 12 يتبع البرج الجديد "
الحوّاء " ولكن المشعوذين الذين يدعون الدراية الفلكية ربما لم تصل إليهم هذه المعلومات بعد
بروج السماء
قال تعالى : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) وقال سبحانه : ( تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) في هاتين الآيتين يطلعنا المصور البارئ على خاصية من خواص السماء
الدنيا التي زينها الخلاق العظيم بالكواكب والنجوم والمجرات ووصفها المصور في آية أخرى بالمصابيح ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) وكلمة مصابيح تشمل كل الأجرام السماوية من نجوم ومجرات عديدة وتشير إلى
الفائدة التي تعود علينا من هذه الأجرام وهي إنارة ظلمة الليل وإضافة جمال هادئ إلى سكون الليل وإلى جانب ذلك فهذه المصابيح رتبت في مجموعات لنهتدي بها في ظلمة الليل الحالكة ولنتأملها بعمق ونجول فيها
بنظراتنا مرة ومرات لنرى في كل مرة شكلا جديدا أو برجا لم نره من قبل
والبروج التي نعرفها اليوم هي مجموعات من نجوم ليس من الضروري أن يربطها أي علاقة فيزيائية . أي أن أغلب هذه النجوم لا تكون في العادة متقاربة بل ولا تقع في مجموعة نجمية واحدة . فبعض نجوم البرج الواحد قد
تكون قريبة نسبيا من الأرض بينما يقع البعض الآخر على مسافة بعيدة نسبيا كل ما نعرفه عن نجوم البرج الواحد أنها تبدو من الأرض في نفس الاتجاه
وكما قسم القدماء السماء إلى بروج لسهولة الرجوع إليها ومعرفة النجوم ما زال الفلكيون يستخدمون هذه البروج حاليا لتقسيم النجوم ولتحديد موقعها بحيث يدخل كل نجم في برج واحد فقط وما زالت أهميتها عند
الفلكيين وذلك بالرغم من أن العابثين من المنجمين سولت لهم أنفسهم استخدام هذه البروج الجميلة في أطماع رخيصة لابتزاز أموال البسطاء والجهلاء الذين يعتقدون أن مستقبلهم مكتوب في برج معين . ومن العجيب حقا
أن نرى في القرن العشرين من لا يزال يعتقد أن حركة النجوم التي يستطيع العلم أن يحسبها بدقة متناهية قد تحمل إليه نبأ ثروة طائلة
هذه هي البروج الي لفت الخالق نظرنا إلى جمالها في الآية الكريمة : ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ) ثم أخبرنا بفائدتها في التعرف على الجهات ودراسة النجوم : ( وهو الذي جعل لكم النجوم
لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) ( وعلامات وبالنجم يهتدون ) واخيرا أقسم بها ليعكس لنا أهميتها للإنسان منذ الأزل : ( والسماء ذات البروج )