ينتمي البصل الى عائلة عريقة تضم أكثر من 500 نوع. والبصل مصدر غني بالعناصر الغذائية ويحتوي على فيتامينات عدة مثل “B” و”C” و”G”،
والبروتين والنشا وغيرها من العناصر الرئيسية. وأشار العديد من الدراسات الى ان العناصر الكيميائية في هذا النبات فعالة جدا في مكافحة الفطور والبكتيريا، كما انها تقي من سرطان المعدة والقولون والجلد، فضلا
عن أنها تحتوي مواد مضادة للالتهاب والحساسية والربو والسكري. والبصل يقي ايضا من اضطرابات الأوعية القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني وزيادة السكر وارتفاع نسبة الدهون في الدم من خلال منع تراكم
الصفيحات الدموية.
لكن حتى نحصل على تلك الفائدة لا بد من ان نذرف قليلا من الدموع، إذ يحتوي البصل على زيت متطاير يمنحه نكهة مميزة، إضافة الى جزيئات عضوية تعرف باسم احماض سلفوكيد الأمينية، وعليه، عند تقشير أو تقطيع أو
سحق الياف البصل تتحرر انزيمات تدعى الأنزيمات البصلية التي تقوم بدورها بتحويل تلك الأحماض تلقائيا الى “أوكسيد بروبان”، وهو المركب الكيميائي الذي يثير الدمع. وعندما تتكاثف هذه الأحماض تشكل مادة كبريتية
تقف وراء الرائحة النفاذة للبصل التي يعتقد خطأ أنها السبب في ذرف الدموع، أما الحمض السيليفوني في الثوم فيأخذ مساراً كيميائياً مختلفاً فلا يؤثر في العين. ويتكون أوكسيد بروبان خلال 30 ثانية من قطع الياف
البصل، ويكمل دورته الكيميائية خلال 5 دقائق.
دور قرنية العين
وهنا يبرز دور قرنية العين التي تتولى وظائف متعددة منها حماية العين من المؤثرات الكيميائية والفيزيائية. فهي تحتوي على عدد هائل من الألياف الحسية المتصلة بالعصب الهدبي المتفرع عن العصب الثلاثي الكبير،
الذي يستشعر الملمس والحرارة والألم في الوجه والجزء الأمامي من الرأس.
كما تتصل القرنية بعدد صغير من الألياف الحركية اللاإرادية التي تنشط عمل غدد الدمع. وعندما تستشعر النهايات العصبية الحرة في القرنية أوكسيد البروبان، ينشط العصب الهدبي، بينما يترجم الجهاز العصبي المركزي
هذا النشاط كإحساس بالحرقة. ونشاط العصب يدفع ألياف الحركة اللاارادية الى ارسال أمر الى غدد الدمع يقضي بغسل المنطقة المتهيجة.
وهناك حلول عديدة لتجنب الدموع اثناء التعامل مع البصل، إذ يمكن تسخين البصل قبل تقطيعه لكبح نشاط الأنزيمات، أو تقطيعه في الهواء الطلق أو في وسط مائي لتفادي وصول الابخرة الى العين.