( باب كيف آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه ) تقدم في مناقب الأنصار " باب آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار " قال ابن
عبد البر : كانت المؤاخاة مرتين : مرة بين المهاجرين خاصة وذلك بمكة ، ومرة بين المهاجرين والأنصار فهي المقصودة هنا . وذكر ابن سعد بأسانيد الواقدي إلى جماعة من التابعين قالوا : لما قدم النبي - صلى الله
عليه وسلم - المدينة آخى بين المهاجرين ، وآخى بين المهاجرين والأنصار على المواساة ، وكانوا يتوارثون ، وكانوا تسعين نفسا بعضهم من المهاجرين وبعضهم من الأنصار ، وقيل : كانوا مائة ، فلما نزل : وأولو
الأرحام بطلت المواريث بينهم بتلك المؤاخاة . قلت : وسيأتي في الفرائض من حديث ابن عباس " لما قدموا المدينة كان يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه بالأخوة التي آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بينهما ، فنزلت " وعند أحمد من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحوه ، قال السهيلي : آخى بين أصحابه ليذهب عنهم وحشة الغربة ويتأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة ويشد بعضهم أزر بعض ، فلما عز الإسلام
واجتمع الشمل وذهبت الوحشة أبطل المواريث وجعل المؤمنين كلهم إخوة وأنزل إنما المؤمنون إخوة يعني في التوادد وشمول الدعوة .
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=7157&idto=7162&bk_no=52&ID=2188