تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ):
الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس، وعلى هذا هما بمعنى وقال أبو العالية، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح: الهمزة الذي يغتاب الرجل في وجهه، واللمزة: الذي يغتابه من خلفه.
تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ):
قال ابن هشام في تهذيب السيرة: الهمزة الذي يشتم الرجل علانية، ويكسر عينيه عليه ويهمز به، واللمزة الذي يعيب الناس سراً.
تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ):
قال ابنُ عبَّاس: ((نَزَلَتْ فِي الأَخْنَسِ ابْنِ شُرَيْقٍ، كَانَ يَهْمِزُ النَّاسَ وَيَلْمِزُهُمْ مُقْبلِينَ وَمُدْبرِينَ)). وقال مقاتلُ: ((نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ)). وحرف (كُلِّ)
يقتضي أنَّ هذا الوعيدَ لكلِّ كافرٍ يغتابُ الناسَ ويَعيبُهم. والويلُ كلمةٌ تقولها العربُ في كلِّ مَن وقعَ هَلكةٍ، ويقالُ: إنه وادٍ في جهنَّم مملوءٌ من القيحِ والصَّديد مما يسيلُ من أهلِ النار.
والْهُمَزَةُ: الطاعنُ على غيرهِ بغير حقِّ بالسَّفَهِ والجهلِ، واللُّمَزَةُ: الْمُغتَابُ الْمِعيَابُ، وعن أبي العاليةِ قال: ((الْهُمَزَةُ: الَّذِي يَلْمِزُ مِنْ خَلْفٍ، وَاللُّمَزُ: هُوَ الْعَيْبُ،
قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ }
[الحجرات: 11] أي لا يعيبَنَّ بعضُكم على بعضٍ)). وقال ابنُ عبَّاس: ((الْهُمَزَةُ اللُّمَزَةُ: هُمُ الْمَشَّاءُونَ بالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ)).
وَقِيْلَ: الْهُمَزَةُ: الذي يأكلُ لحومَ الناسِ ويغتابُهم، واللُّمَزة: الطعَّان عليهم. وَقِيْلَ: اللُّمَزة: الذي يُكرِمُ الناسَ بلسانهِ ويهمِزُهم بعينهِ، وقال ابنُ كَيسان: ((الْهُمَزَةُ: الَّذِي
يُؤْذِي جَلِيسَهُ بسُوءٍ اللَّفْظِ، وَاللُّمَزَةُ: الَّذِي يَكْسِرُ عَيْنَهُ عَلَى جَلِيسِهِ، وَيُشِيرُ برَأسِهِ، وَيُومِئُ بعَيْنَيْهِ، وَيَرْمِزُ بحَاجِبهِ)).
تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ):
{ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } هو على الجملة الذي يعيب الناس ويأكل أعراضهم، واشتقاقه من الهمز واللمز، وصيغة فعلة للمبالغة، واختلف في الفرق بين الكلمتين فقيل: الهمز في الحضور، واللمز في الغيبة،
وقيل: بالعكس. وقيل: الهمز باليد والعين، واللمز باللسان، وقيل: هما سواء. ونزلت السورة في الأخنس بن شريق لأنه كان كثير الوقيعة في الناس وقيل: في أمية بن خلف، وقيل في الوليد بن المغيرة.
تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ):
قوله تعالى { وَيْلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } فيه أربعة تأويلات:
أحدها: أن الهمزة المغتاب، واللمزة العيّاب، قاله ابن عباس
الثاني: أن الهمزة الذي يهمز الناس، واللمزة الذي يلمزهم بلسانه، قاله ابن زيد.
الثالث: أن الهمزة الذي يهمز في وجهه إذا أقبل، واللمزة الذي يلمزه من خلفه إذا أدبر، قاله أبو العالية
الرابع: أن الهمزة الذي يعيب جهراً بيد أو لسان، واللمزة الذي يعيبهم سراً بعين أو حاجب، قاله عبد الملك بن هشام.