يقول علماء وظائف الأعضاء ( الفسيولوجيا ) إن الشعر يساعد في حماية الرأس من الشمس ، ويمنع فقدان الحرارة من الجسم . ولكنهم ينسون ، بل ربما يتناسون ،
وظيفة أسمى وأجل من هذا وذاك ، ألا وهي إسباغه على الإنسان جمالا وجاذبية وسحرا .
فالشعر النظيف البراق يجعلك تبدو نظيفا وجميلا ، ويدخل في نفسك السعادة والسرور . ولكن قد يصاب الشعر في مرحلة من مراحل الحياة بمشاكل متنوعة ؛ فالتقصف والجفاف، والخشونة ، والمبالغة في استعمال السشوار
والدهانات والزيوت كلها عوامل تؤثر على صحة الشعر وسلامته ، و قد تصيبه بالضعف والتساقط .
ولا شك أن اضطرابات الشعر مشكلة تؤرق الجنسين ، خاصة بنات حواء . والواقع أن أنواع الاضطرابات متعددة ، وتختلف حسب نوعية الشعر وأسلوب التعامل معه والظروف البيئية والعوامل الوراثية .
و قبل الدخول في تفاصيل نوعية الاضطرابات التي تصيب الشعر والأسلوب الأمثل لعلاجها ينبغي الإشارة إلى أن كل إنسان يعد حالة خاصة ، وأن المبالغة في القلق على الشعر قد تؤدي إلى إصابته بالضرر ، وأن الابتعاد
عن العنف والقسوة عند التعامل مع الشعر يساعد على استمراره جميلا زاهيا وناعما .
تقـــصف الشعـر :
وهي شكوى شائعة جدا بين النساء ، أعراضها تقصف الشعر بسهولة عند نهايته . وعادة ما ينجم هذا الاضطراب عن الإفراط في استعمال الشامبو ، أو المبالغة في تمشيط الشعر أو استعمال مجفف الشعر " السشوار " .وقد
ينجم أحيانا عن نقص شديد في بعض أنواع المعادن أو الفيتامينات أو نقص نشاط الغدة الدرقية .
ويلاحظ أن أغلب حالات تقصف الشعر تحدث نتيجة للمعاملة الخاطئة للشعر . فشد الشعر المستمر والضغط عليه باستعمال بكرات الشعر " رولو " ، أو ترك الشعر ملفوفا عليها طوال الليل ،أو استعمال بعض
المواد الكيماوية لبسط الشعر ، أو تصفيفه بشدة ، كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تقصف الشعر ، كما قد يحدث التقصف نتيجة عيب خلقي.
وعموما يظل السبب الرئيسي وراء تقصف الشعر معاملة الشعر السيئة ، كما أن الشعر الجاف أكثر قابلية للتقصف من الشعر الطبيعي .
الشعـر الـجــاف :
تحدث ظاهرة جفاف الشعر عادة بسبب الإفراط الشديد في استعمال لفافات الشعر الساخنة ، أو كي الشعر ، أو نتيجة الإفراط في استعمال صبغة الشعر أو المواد المبيضة ، أو سوء التغذية .
وينصح المصابون بالشعر الجاف باستخدام الشامبو الخاص بالشعر الجاف ، كما يمكن خلط قليل من زيت الزيتون مع الشامبو قبل وضعه على الشعر ثم يغسل جيدا .
الشعـر الدهــنـي :
كثير من الناس يعاني من ارتفاع نسبة الدهون في الشعر . ويحتاج الشعر الدهني إلى عناية خاصة لمنع حدوث القشرة الدهنية ، التي قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في فروة الرأس. وينبغي غسل الشعر مرتين ، أو مرة على
الأقل في كل أسبوع . وليس صحيحا أن غسل الشعر يؤدي إلى سقوطه . كما ينبغي أن يرغى الشامبو على الشعر مرتين ، ويغسل جيدا بعد كل مرة . وينصح البعض بوضع قدر من عصير الليمون على الشعر بعد كل مرة يغسل فيها ،
ويدلك العصير في الشعر ثم يغسل .ويساعد عصير الليمون على التخلص من بقايا الدهون العالقة .
العوامل الخارجية :
إن الشعرة التي في رأسك ليست بالبساطة التي يمكن أن تتخيلها ، وإن تركيبها الدقيق يجعلها عرضة للتأثر بالعوامل الخارجية من أشعة فوق بنفسجية أو مادة الكلورين التي توضع في أحواض السباحة أو بعض المواد
الكيماوية في صبغات الشعر أو أدوات التجميل أو بعض أنواع الشامبو المنظفة .
وتغطي الخلايا السطحية من الشعرة بعضها البعض لتحمي الجزء الداخلي من الشعرة الذي يدعى" قشر الشعرة "، وفي الحالات الطبيعية يغطى ساق الشعرة بمادة مزلقة تدعى الزهم
( Seban ) وهي مادة دهنية تفرزها الغدد الدهنية ، ويمكن لأشعة الشمس أو الملح أو الماء المضاف له الكلورين أن يمتص الرطوبة من ساق الشعرة ، مزيلا المادة الدهنية منها مما يجفف الشعرة ويخربها .
والأسوأ من ذلك أن ماء أحواض السباحة - في حالات خاصة - يمكن أن يعطي الشعر الأشقر مسحة من اللون الأخضر . ويحدث هذا عندما تحتوي المادة المبيدة للطحالب المستخدمة في الحوض على معدن النحاس ، أو حين يتسرب
النحاس من أنابيب المياه فيلتصق بالشعر ويعطيه شيئا من اللون الأخضر .
الدهانات الخاصة :
بعض الناس يستعمل دهانات خاصة بتسبيل الشعر ونعومته . وهذه النوعية قد تؤدي إلى ضرر في بعض الأحوال خاصة عند استعمال درجات عالية من الحرارة . وبعض أنواع الدهان تحتوي على مواد كيميائية تغير تركيب الشعر
الداخلي مما قد يسبب ضعفا في الشعر وسهولة تكسره وتقصفه ، وقد تؤدي إلى ما يسمى بالحرق الكيميائي للشعر ، كما هو الحال عند استعمال مصادر حرارية عالية مثل " السشوار " لفترات طويلة ومتكررة . ويمكن
الاستعاضة عن كل ذلك باستخدام الزيوت النباتية بصورة منتظمة وعمل حمامات بهذه الزيوت على أوقات متباعدة نسبيا ولمدة طويلة
الشامبو .. والشعر :
كانت أنواع الشامبو في الماضي تقتصر على كونها منظفة للشعر ، أما الآن فقد اتسع نطاقها فظهرت أنواع مكيفة للشعر و أخرى لعلاج أمراض الشعر وفروة الرأس .
ويحتوي الشامبو أساسا على مادة منظفة ، وبعض المواد الدهنية والمواد الأخرى، ويشترط فيه ألا يخرش الجلد والعينين
والهدف من استخدام الشامبو هو إزالة الدهون وما تحتويه من أوساخ بدون إحداث أي تغيير في الشعر من جفاف أو تهيج أو حساسية مفرطة . والشامبو السائل هو الأكثر شيوعا من أنواع الشامبو ، ويحتوي على ثلاث مكونات
الهدف منها عمل الرغوة والتنظيف الأولي ، ثم استمرارية الرغوة وزيادة التنظيف ، كما يزيل القشرة إن كانت موجودة . أما الشامبو الطبي فيحتوي على زنك البيريتون أو السلينيوم أو قطران الفحم .
مكيفات الشعـر conditioners:
يفتقد الشعر الجاف إلى البريق واللمعان ، كما يصعب تمشيطه ، ويحتاج الشعر الجاف إلى مكيف للشعر يعطيه بريقه وجاذبيته . وتحتوي مكيفات الشعر على مواد دهنية مثل زيت اللوز وزيت الأفوكانة وزيت الذرة والزيتون
، ومواد شمعية مثل شمع النحل واللانولين ، ودهون فسفورية مثل صفار البيض وفول الصويا وفيتامينات ( E , B , A)
والجلاتين وبروتينات أخرى .
وتعطي مكيفات الشعر طلاوة ولمعانا للشعر وتجعله سهل التصفيف ، وأكثر أنواع المكيفات شيوعا هي الكريمات والمستحلبات حيث توضع على الشعر لمدة دقائق قبل أن تغسل بالماء ، وهناك مكيفات أعمق للشعر تترك على
الشعر لمدة تصل إلى 30 دقيقة . وتعد زيوت الشعر مكيفات تقليدية ، فبعض الرجال يستخدمون البريليانتين أو زيوت الشعر الأخرى لتجعل الشعر براقا وأملس .
وتقول دائرة معارف جامعة كاليفورنيا للصحة :
" واستعمال مكيفات الشعر هو إحدى الوسائل التي تحافظ على سلامة الشعر عند التعرض للعوامل الخارجية ، وبرغم أن بعض الادعاءات المروجة لمكيفات الشعر ما هي إلا دعاية تجارية ، فإن هذه المكيفات تستطيع تغطية
الشعر - بصورة مؤقتة - بمادة مزلقة أو مرطبة للشعر تعوض عن المادة الدهنية والطبيعية التي كانت تغطي الشعر ، وهناك مواد أخرى في مكيفات الشعر تلتصق بالشعر وتلطف ساق الشعرة مما يعيد لها البريق واللمعان
.
ومن مكيفات الشعر ما هو حمضي خفيف يساعد في تعديل قلوية الشامبو ".
سقوط الشعر :
في فروة رأس كل إنسان حوالي مائة ألف شعرة ، ومعظمها في حالة نمو . وتستمر الشعرة في النمو لثلاث سنوات على الأقل ، يعقبها فترة استقرار تستمر عدة شهور ، ومن ثم تبدأ عملية السقوط التي تستمر عدة أسابيع .
ويفقد الإنسان بصورة طبيعية ما بين 60 - 100 شعرة يوميا ، فإذا زاد العدد عن ذلك ، وجب استشارة الطبيب .
وسقوط الشعر المزمن شائع عند الجنسين ، إلا أنه يزداد حدوثا عند النساء فوق سن الخامسة والعشرين ، فمن المعروف أن عدد بصيلات الشعر يتناقص بدءا من العقد الثالث من العمر .
وهناك أسباب أخرى عديدة لسقوط الشعر ، منها سقوط الشعر الناجم عن هرمون الأندروجين ، وهو ما يسمى بـ ( الصلع من النمط الذكري ) ، وفيه يسقط الشعر في مقدمة الرأس وفي الصدغين . وهناك حالات عابرة تؤدي إلى
سقوط الشعر لدى تعرض الإنسان لأنواع من الإجهاد والتوتر المختلفة ، كالحمى والعمليات الجراحية والنزف ، أو بعد التعرض للضغوط النفسية العاطفية ، أو بعد 3 - 4 أشهر من الولادة ، أو عند التوقف عن استعمال
حبوب منع الحمل بعد استعمالها لفترة طويلة . وما لم يتعرض الإنسان لحالات الإجهاد السابقة مرة أخرى ، فإن الشعر يعاود النمو ، ويعود إلى طبيعته ثانية بعد حوالي ستة أشهر . وهناك عدد من الأمراض الغدية التي
تؤدي إلى سقوط الشعر كأمراض الغدة الدرقية ومرض السكر وغيره ...
قشرة الرأس :
وقشرة الشعر مشكلة يعاني منها الكثيرون ، فهي تصيب 60 % من الناس في أمريكا وأوروبا . وكثيرا ما تكون القشرة خفيفة ولكنها قد تسبب الإزعاج للملايين من الناس . وهناك اعتقاد خاطئ بأن القشرة تنجم عن عدوى .
والحقيقة أنها لا تعدي ، وبمعنى آخر فإنك لو استعملت مشط إنسان مصاب بالقشرة لما أصبت بالقشرة من جراء ذلك . وعندما تطرح فروة الرأس ما عليها من جلد متموت تظهر قشور صغيرة على فروة الرأس عند المصابين بها .
وتبلغ القشرة قمة حدوثها حوالي سن العشرين من العمر . وحدوثها في هذا العمر يوحي بوجود تأثير هرموني . والدلائل المتوفرة في الوقت الحاضر توحي بأن الفطور لا تلعب دورا في إحداث قشرة الرأس ، ولكنها تتواجد
بكثرة في فروة رأس المصاب . ولكن هناك