كيف اعرف اني عقيمة
خلق الله سبحانه وتعالى هذه الدنيا بقدر قدّره هو، وكتب للبعض إنجاب الإناث، وللبعض الذكور، وجعل البعض الآخر عقيماً.. فالعقم أساسه من الله عز وجل، لحكمة أرادها، تخفى علينا فلا نعرفها. إلا أن الطب توصل
إلى بعض الأسباب الفيزيولوجية في الجسم، التي تؤدي إلى العقم، والتي _كغيرها من الحالات الأخرى_ يمكن أن تتم معالجتها، بصورة طبيّة.
أنا أم هو؟
كثيراً ما تسأل الزوجات في بداية حياتهن الزوجية، عن السبب في عدم إنجاب الأطفال، هي أم الزوج؟، قبل أن تمر فترة طويلة، يضطر فيها الزوجان لإجراء فحوص طبية تبين لهم سبب المشكلة، وحجمها، وإمكانية معالجتها
من عدمه.
والعقم هو عدم المقدرة على الحمل بعد مرور عام كامل من الزواج، دون استخدام أي من موانع الحمل، مع وجود معاشرة بين الزوجين، وعدم وجود موانع مباشرة.
وطبيّاً، تبلغ نسبة إمكانية حمل الزوجة، خلال الأشهر الأولى من الزواج 25%، وترتفع إلى 85% بعد مرور عام كامل على الزواج. وتتقاسم هي وزوجها نسبة العقم المحتمل، قبل إجراء الفحوص. حيث تبلغ نسبة كون المشكلة
من الزوج 35 – 40%، وتبلغ لدى المرأة نفس النسبة تقريباً، وهناك نسبة 10 – 20 % تكون لأسباب مشتركة بين الزوجين، ونسبة 10% لأسباب غير معروفة.
ما أسباب العقم الأكثر شيوعاً:
إن كانت الزوجة هي السبب في العقم، فإن هناك عدّة احتمالات لسبب ذلك، منها على سبيل المثال:
- عدم وجود إباضة لديها أو خلل في وظيفة المبيضين: ويحدث الاضطراب أو ينعدم نتيجة لخلل في إفراز الهرمونات النخامية والمبيضية التي تؤثر في نمو ونضج البويضة، ويمنع ذلك تحررها وتحركها من المبيض، عبر قنوات
فالوب وصولاً إلى الرحم. وأحياناً يحدث ذلك بسبب عيب خلقي في التكوين النسيجي للمبيضين أو وجود تكيسات حوله.
- تقدّم عمر الزوجة وعدم قابلية رحمها للحمل.
- انسداد في الرحم أو قنوات فالوب: قنوات فالوب هي كالأنابيب التي تقوم بنقل البويضة من المبيض وصولاً إلى الرحم، حيث تلتقي بالنطفة الذكرية خلال هذه الأنابيب. ويحدث الخلل إن كان هناك تشوه خلقي بغياب
الأنبوب مثلا أو وجود التهاب حوضي سابق أدى إلى انسداد في الأنبوب بشكل كلي أو جزئي من طرفيه، أو من طرف واحد.
فضلاً عن وجود أسباب عديدة أخرى، منها خلل في عنق الرحم، أو تليف أو أورام في الرحم، أو وجود زوائد لحمية أو التصاقات نتيجة التهابات أو مداخلات جراحية سابقة أو تشوهات خلقية، وهو ما من شأنه أن يمنع
البويضة الملقحة من التعشيش في غشاء باطن الرحم لتنمو وتكبر.
كما توجد أسباب مناعية، سببه وجود أجسام مناعية ضد النطاف الذكرية.
ومرد أسباب اضطراب التبويض وبعض حالات العقم إلى وجود مبايض متعددة الأكياس، أو ارتفاع في هرمون الحليب، أو نقص في نشاط الغدّة الدرقية، أو ارتفاع نسبة هرمون الغدة النخامية.
العلاج:
الكثير من الأسباب السابقة، يمكن أن تحلّ بالطرق العلاجية، والتي يمكن الكشف عنها، عبر إجراء الفحوص لدى المراكز المتخصصة.
وتستدعي بعض الحالات وجود عمل جراحي، والبعض الآخر يمكن الركون فيه إلى أخذ الأدوية المناسبة لكل حالة، كالغلوكافاج والبارلوديل وبعض الهرمونات وغيرها، والتي تتم تحت إشراف طبي مباشر.