ليس من السهل معرفة العدد الدقيق للشيعة في مصر، إلا أن تقرير "الحرية الدينية في العالم"، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2006، يذكر أن المسلمين الشيعة
أقل من(1) في المائة من إجمالي عدد السكان، الذي يقارب 74 مليون نسمة، بينما يدعي محمد الدريني، أحد أبرز الشخصيات الشيعية في مصر، ورئيس ما يسمى المجلس الأعلى لرعاية آل البيت، أن عدد الشيعة في مصر يبلغ
مليون ونصف مليون، أما المصادر غير الرسمية فلا تزيد عددهم عن عدة آلاف.
ويذكر أنه يوجد في مصر أفراد ينتسبون إلى ذرية النبي محمد من حفيديه الحسن والحسين، ويطلق عليهم "السادة الأشراف"، ويزعم الدريني أن عددهم يصل إلى نحو ستة ملايين، أربعة ملايين منهم يقطنون الصعيد، ومعظم
هؤلاء الأشراف، إن لم يكن كلهم، هم من أهل السنة، وليسوا شيعة كما قد يتوهم البعض.
يدين الشيعة في مصر بالمذهب الجعفري (الإثنى عشري)، وهو معترف به من قبل أعلى مرجعية دينية في مصر، وهو الأزهر.
فكان شيخ الأزهر، العلامة محمود شلتوت، قد أصدر فتوى في العام 1959 تجيز التعبد بالمذهب الجعفري (الإمامي) كسائر مذاهب أهل السنة. وقد أكد شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد سيد طنطاوي استمرار العمل بالفتوى
في يناير/ كانون الثاني 1997، حين ألقت قوات الأمن القبض على مجموعة من الشيعة في مصر.
ومع ذلك فالمذهب الجعفري غير معترف به رسمياً، فلكي يتم الاعتراف رسمياً بجماعة دينية يجب أن يتم التقدم بطلب لإدارة الشؤون الدينية بوزارة الداخلية، والتي تحدد بدورها إن كانت هذه الجماعة تشكل خطراً على
"الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي."
ويصدر قرار الاعتراف بالجماعة الجديدة من رئيس الجمهورية، وفقاً للقانون رقم 15 لسنة 1927. وفي حالة تجاهل أي جماعة دينية لعملية التسجيل الرسمية على هذا النحو، فإن أعضاءها يكونون عرضة للاعتقال، وقد
يواجهون حكماً بالسجن، وفقاً للمادة 98 (و) من قانون العقوبات.
وفي أوائل العام 2004 تقدم بعض الشيعة، وعلى رأسهم المتشيع المعروف الدكتور أحمد راسم النفيس، بطلب إلى وزير الداخلية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون، إلا أن الوزارة لم تقم بالرد على
الطلب حتى الآن.
ولا يوجد لشيعة مصر مراجع دينية، أو حتى وكلاء لمراجع في الخارج، مثلما هو قائم في بعض دول الخليج، وغيرها من الدول العربية التي توجد فيها طائفة شيعية. كما لا يوجد لهم أي مسجد خاص بهم، بعد أن وضعت
الحكومة يدها على مسجدهم الوحيد، مسجد آل البيت، وضمته في العام 1979 إلى المساجد التابعة لها.
مع أنه يوجد في مصر - بحسب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المذكور سابقاً - نحو 74500 مسجد قائم بذاته، و18000 مسجد ملحق بمبان خاصة، وكلها مساجد سنية.