هود (آية:28):
قال يا قوم ارايتم ان كنت على بينه من ربي واتاني رحمه من عنده فعميت عليكم انلزمكموها وانتم لها كارهون
قال صاحب الظلال ما ملخصه: واللفظ فى القرآن قد يرسم بجرسه صورة كاملة للتناسق الفنى بين الألفاظ، ومن أمثله ذلك قوله - تعالى - فى قصة نوح مع قومه { أَنُلْزِمُكُمُوهَا... } فأنت تحس أن كلمة انلزمكموها
تصور جو الإِكراه، بإدماج كل هذه الضمائر فى النطق، وشد بعضها إلى بعض كما يدمج الكارهون مع ما يكرهون، ويشدون إليه وهم نافرون، وهكذا يبدو لون من التناسق فى التعبير أعلى من البلاغة الظاهرية، وأرفع من
الفصاحة اللفظية.
أضف إلى ما فيها من إدماجٍ للضمائر؛ الاستفهام الإنكاري الذي يفيد هنا الإكراه على القبول .
قال ابن عاشور :
والاستفهام في { أنلزمكموها } إنكاري، أي لا نكرهكم على قبولها، فعُلق الإلزام بضمير البينة أو الرحمة. والمراد تعليقه بقبولها بدلالة القرينة.
وقال في موضع أخر :
والاستفهام إنكاري، أي ما كان لنا ذلك لأن الله لم يأمره بإكراههم إعراضاً عن العناية بهم فترك أمرهم إلى الله، وذلك أشد في توقع العقاب العظيم.