ما يلي هي وجهة نظر الكاتب .. ولا تعبر إلا عن رأي الكاتب الشخصي
بسم الله الرحمن الرحيم
سألني صديقي الملحد : لماذا تريدون أن تطبقوا النظام الإقتصادي الإسلامي الذي عفى عليه أزمنه سحيقة ؟ فما الفائدة التي يمكن أن تعود على الأغنياء إذا أخذنا بعضا من أموالهم وأعطيناها للفقراء ..؟؟
حقيقة .. لم أكن أملك أي إجابة وقتها وبحثت حتى إنبرت أصابعي بحثا و بدأت أفقد أي أمل في العثور على أي إجابه
بحثت في كتب كثيرة منها كتب الدكتور عمر عبد الكافي و زغلول النجار وغيرهما من الدعاة و العلماء
إلى أن أتت الإجابة ناطقة مصورة معبرة محققة في فيلم قصير عن البنوك الإسلامية
قال الباحث الألماني لفظة: ليس هناك في العالم الإقتصادي شئ أسوأ من أن يكون هناك طبقتين مختلفتين فقط في المجتمع .. طبقة معدمة الفقر و طبقة الصفوة التي تملك كل شئ, فالنظام الإقتصادي في أي دولة في العالم
قائم على أساس تدوير رأس المال, فأنا أشتري بضاعة بثمن ما ثم أبيعها لتاجر آخر أو لمستهلك بثمن أعلى .. فأنا دفعت أموال لأشتري تلك البضاعة من شخص ما ثم قمت ببيعها لشخص آخر بمقابل مادي
في هذه العملية البسيطة التي ربما تحدث في اليوم الواحد آلاف المرات, لم نكسب أنا و التاجر الذي إشتريت أنا منه و التاجر الذي بعت له فحسب
فالمكسب مقسم لأشخاص لا حصر لهم.
فالمصنع الذي أنتج السلعة قد كسب كل عامل و محاسب و مدير و سائق وممول و ساعي و مسوق في آن واحد, وأنا عندما بعت هذه البضاعة نفسها فقد كسبت أنا و العمال الذين يعملون معي.
الذي حدث هنا ببساطه هو عملية بسيطة لتدوير الأموال التي ذكرت من قبل أنها تحدث في اليوم الواحد ملايين المرات على سطح الكرة الأرضية بأحجام مختلفه و بمكاسب مختلفه أيضا.
والآن إجعلنا نفرض أن هذا المنتج هو أي شئ, على سبيل المثال ألعاب كمبيوتر:
إذا لم يكن هناك طبقه متوسطه في المجتمع فلن يوجد في المجتمع أشخاص كافيين لشراء هذا المنتج , فالمعدومين ماديا ليس عندهم ما يكفي لسد جوعهم فحسب. فما بالك بشراء أي شئ ترفيهي آخر.
فإذا طبقنا الشريعة الإسلامية على أموال الأغنياء فقط , وبدون تلك الضرائب الغبية التي تُفرض على كل من قرش و كل مليون دولار في آن واحد. فستتحول نسبة ضئيلة جدا من أموال الأغنياء دون عناء إلى الفقراء
المحتاجين إلى هذه الأموال الذين بدورهم سيذهبون مباشرة لشراء كل ما سيحتاجونه من حاجيات البيت الغذائية على الأقل ولو بقى من الأموال شئ فسيفكرون فوراً في جهاز ترفيهي للأسرة كالتلفزيون على سبيل المثال,
وما يُلاحظ هنا أن الفقراء يصرفون أموالهم مباشرة إذا ما حصلوا عليها بينما الأغنياء ولأنهم بالفعل لا يحتاجون لشراء الكثير لأنهم يمكلونه بالفعل فإنهم نادراً ما يفتحون محفظة نقودهم لشراء أي شئ.
إذا تم تطبيق الشريعة الإسلامية على الأنظمة الإقتصادية سنبني من جديد تلك الطبقة الوسطى التي تمثل دائما زيت الترس الإنتاجي في أي دولة في العالم.