رحيل العسكر من المشهد السياسى:
فقد أصدر الرئيس الدكتور محمد مرسى عددًا من القرارات المهمة فى 12 أغسطس 2012 فى مقدمتها إحالة كل من المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان للتقاعد، إضافة إلى تعيين اللواء عبد الفتاح
السيسى، قائدًا عامًا للقوات المسلحة، وتعيين المستشار محمود مكى نائبًا للرئيس.
وقرر مرسى إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، الذى أصدره المجلس العسكرى، بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الماضية، وبذلك انتهى دور الجيش من المشهد السياسى.
تعاظم دور مصر الخارجى فى عهد الرئيس محمد مرسى:
كان من أهم نتائج ثورة يناير 2011 أن أطاحت بنظام حسنى مبارك وتولى القيادة فى مصر الرئيس محمد مرسى بعد انتخابات حرة نزيهة شهد بها العالم بأكمله، ولأنه رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة بدأ الرئيس مرسى
فور توليه حكم مصر القيام بعدة جولات خارجية هدفها استعادة مصر مكانتها الدولية على الساحة العالمية، وقد شملت جولات الرئيس مرسى الخارجية عدة دول إفريقية وأوروبية وآسيوية منها إثيوبيا، وإيطاليا، والصين،
وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيران، والسعودية.
وقد كانت جولات الرئيس مرسى إيجابية وفعالة ووضعت اللبنة الأولى لاستعادة مصر مكانتها الدولية، فقد ألقى الرئيس مرسى بخطاب تاريخى فى قمة عدم الانحياز بإيران شهد له الجميع ووجه انتقادات عنيفة
للنظام السورى وبشار الأسد وكان خطابه من دولة حليفة لسوريا وهى إيران، وأعلن مرسى فى خطابه أن مصر دولة قوية ولا تخضع لأحد، وأن القيادة المصرية الآن من الشعب وإلى الشعب وستعمل على تحقيق مصالحه، ثم تبع
خطاب مرسى فى إيران خطابه التاريخى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى أعلن فيه أيضًا استنكاره الفيلم المسىء للرسول ووقوف مصر إلى جانب الشعب السورى، وأن مصر تتخذ قرارها
بمحض إرادتها دون إملاءات من أحد.
كما أعلن مرسى وقوف مصر إلى جانب الشعب الفلسطينى، والعمل على حل أزمة القضية الفلسطينية، وكان للقيادة المصرية مجهود كبير فى وقف العدوان الإسرائيلى على غزة، وركزت زيارات الرئيس مرسى
لإيطاليا والصين والسعودية وتركيا على زيادة التعاون الاقتصادى بين هذه الدول ومصر، كما قدمت تركيا قرضًا لمصر بقيمة مليارى دولار.
وجاءت زيارة الرئيس مرسى لإفريقيا لرأب الصدع فى العلاقات المصرية الإفريقية التى سببها النظام السابق.
إقرار أول دستور بإرادة شعبية:
أثبتت ثورة يناير قدرة الشعب المصرى ورغبته فى اتخاذ خطوات جادة نحو التحول الديمقراطى تمثلت فى الانفتاح على مختلف القوى السياسية بهدف الوصول إلى توافق وطنى حول المرحلة القادمة، وهى الخطوة التى مهدت
لاحقًا لإجراء مؤتمرات الحوار الوطنى بمشاركة ممثلى مختلف الأحزاب والقوى السياسية وشباب الثورة والمفكرين والشخصيات العامة وصولًا إلى انتخاب جمعية تأسيسية وضعت الدستور وعملت على التواصل ليلًا ونهارًا
فيما يقرب من 300 ساعة عمل لإخراج دستور الثورة بنجاح وقد تم لها ما أرادت .
ثم جاء الاستفتاء على الدستور ليسطر مرحلة جديدة فى تاريخ مصر، بعد أن قال الشعب كلمته فى دستوره الذى حظى بأغلبية قالت نعم للدستور بلغت نسبتها 63.8% لم تحدث فى أية دولة فى العالم وتخطى بذلك نسبة
الموافقة على الدستور الفرنسى والإيطالى والأمريكى ، وبذلك يكون الشعب المصرى للمرة الأولى فى تاريخه يضع الدستور لنفسه بعد أن كان الدستور قبل ذلك منحة من الحاكم .
تجديد الخطاب الإعلامى بعد ثورة يناير:
لم ترتبط نتائج ثورة 25 يناير بحدود التغيير السياسى فقط بل تخطت تلك الحدود لتؤثر على خريطة الإعلام المصرى وإعادة رسمها، سواء كان ذلك على مستوى الإعلاميين أنفسهم ومواقعهم، أو مكانة الوسائل
نفسها، والأهم هو حدود الحرية الممنوحة للإعلام بعد الثورة وغياب عديد من المحاذير والضغوط التى مورست فى الفترات السابقة على الإعلام.
ويشهد الإعلام الرسمى حاليًا وعلى رأسه الإعلام الحكومى والصحف القومية اختلافًا فى المحتوى، حيث تعمل هذه الوسائل لكى تخطو نحو أداء إعلامى متحرر ومعظم للقيم المهنية فى ظل محاولات لإصلاح السياسات
الإعلامية والهياكل المالية بها.
فخريطة الإعلام أخذت فى التغيير ليس بسبب المنافسة التى تفرض تقديم خدمة إعلامية متميزة فقط، وإنما لأن مساحة الحرية فى مصر باتت أكبر بعد ثورة 25 يناير، حيث تشهد الساحة الإعلامية المصرية ظهور
كيانات جديدة تعبر عن تيارات سياسية وفكرية مختلفة لم يكن لها منابر إعلامية للتعبير عنها، وكذلك ظهرت مشاريع عديدة لقنوات تعبر عن الأحزاب السياسية المختلفة، وتزايد المساحة المتاحة للمناقشات السياسية
والمجتمعية الجادة بشكل مضطرد بالنسبة لقنوات عديدة أخرى ظهرت قبل ثورة يناير، وكذلك رفع القيود الأمنية والإدارية التى كانت تقف عائقًا أمام إصدار الصحف فى كثير من الأحيان.
وعلى المستوى الاجتماعى والاقتصادى نستطيع أن نرصد هذه النقاط:
حقوق المعاقين:
تم إنشاء مجلس قومى للمعاقين، والذى طال انتظاره لسنوات طويلة والذى تم إنشاؤه فى عهد حكومة الجنزورى بقرار رقم 410 لعام 2012, وقد طالب الرئيس مرسى المجلس القومى للمعاقين بإجراء حصر رسمى
معبر عن الأعداد الحقيقية للمعاقين وتحديد إعاقاتهم, هذا بسبب الفجوة الكبيرة بين الأرقام التى أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية من وجود 13 مليون معاق فى مصر وبين التعداد الرسمى التابع للجهاز المركزى
للتعبئة والإحصاء والذى لا يتعدى نصف مليون شخص فقط. و قد أصدرت رئاسة الوزراء بطاقة لخدمة المعاقين ومعاش للمعاقين فوق الـ 18 سنة من أجل توظيفهم بالجهاز الإدارى للدول كل حسب إعاقته و ذلك بنسبة 5%
فى القطاع العام و الخاص، ويبحث حاليًا إصدار قانون جديد للمعاقين مناظر للقوانين العالمية, وضمان كافة حقوقهم من سكن ومعاش ضمان أجتماعى لغير القادرين وغيرها من الحقوق التى يقرها كل من المجلس القومى
لشئون المعاقين و مجلس الوزراء.
ولأول مرة فى تاريخ الدساتير المصرية منذ دستور 1923 وحتى دستور 1971, يتضمن مادة تضمن حقوق المعاقيين "الدولة تلتزم برعاية ذوى الإعاقة صحيًا واقتصاديًا واجتماعيًا ونفسيًا.. و توفر لهم فرص العمل و
ترتقى بالثقافة الاجتماعية، وتهيئ المرافق العامة لهم بما يناسب احتياجاتهم".
الرواتب والمعاشات:
تم زيادة مرتبات العاملين بالطيران بنسبة 100%, كما زادت رواتب الأطباء من 380 جنيهًا إلى 1500 جنيه.
زيادة العلاوة الثانوية إلى 11% وزيادة لضمان الاجتماعى من 200 إلى 300 جنيه, وصدر قرار جمهورى برفع العلاوة السنوية 15% لمعاشات الجيش أيضًا، ووجه الرئيس بزيادة رواتب جنود وضباط القوات المسلحة
بنسبه 50% لأن أفراد الجيش المصرى تحملوا كثيرًا من الضغوط فى الفترة السابقة، وتم رفع معاش الأطباء والصيادلة والبيطريين إلى 500 جنيه .
الاقتصاد:
اجتازت مصر أكبر العقبات وتسدد 700 مليون دولار من ديونها المُجدولة منذ زمن النظام السابق دون الإخلال باحتياطى البنك المركزى، وإعداد مجموعة من التشريعات لتحقيق انطلاقة كبيرة للاقتصاد، وسجلت قناة
السويس رقمًا قياسيًا فى عبور السفن, بدء تنفيذ عملية شق وحفر القناة الجانبية بقناة السويس.
التوظيف:
يتم حاليًا إعداد برنامج وطنى متكامل للتشغيل يستهدف خفض معدل البطالة إلى 9.5% بحلول 2017 مقارنة بنسبة 13% فى العام الحالى، وبنسبة 6 % فقط بحلول عام 2022 . قائم على توفير فرص عمل فى عديد من
القطاعات فى إطار شراكة متكاملة بين الحكومة والقطاع الخاص، ويتضمن البرنامج طرح أراضٍ جديدة تصل مساحتها إلى 5 ملايين م2 تستوعب عدد 1000 مصنع وتوفر ما يقرب من 50 ألف فرصة عمل ، بالإضافة إلى طرح 15 مليون
م2 بنظام المطور الصناعى تستوعب ما يقرب من 3000 مصنع، وتوفر ما يقرب من 150 ألف فرصة عمل خلال العام الحالى.
كما قرر ديوان المظالم إجراء قرعة كل 3 أشهر لتعيين 1000 من مدرسى الحصص وصرف إعانة لمن لم يصبه الدور، وتم توفير 20 ألف فرصة عمل فى مجال التصنيع من إجمالى 150 ألف فرصة عمل فى القطاع الصناعى فى
خطة 2013 ، ومن جانبها وفرت وزارة القوى العاملة 345 ألف فرصة عمل خلال 6 أشهر
الزراعـة:
اقتراب مصر من الاكتفاء الذاتى للقمح فى عهد الرئيس مرسى:
لا شك أن القمح هذا العام كان فخرًا للفلاح، فقد حرصت وزارة الزراعة على تكريم أفضل 50 فلاحًا إنتاجية لهذا العام حيث وصلت الإنتاجية إلى 9.5 ملايين طن تم توريد منها ما يقرب من 3.8 ملايين طن
لمخازن وشون بنك التنمية والائتمان الزراعى بوزارة الزراعة، مع وضع وزارة الزراعة خططًا طموحة لتطوير الشون وإنشاء صوامع للقضاء على الفاقد من القمح.
وقد سعت وزارة الزراعة لزيادة الرقعة الزراعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية، منوهًا إلى تقديمه كل الدعم والإمكانات وتذليل كافة العقبات للوصول إلى المستهدف من التنمية الزراعية.
وقد اتخذت الوزارة عدة إجراءات لتحفيز المزارعين لزراعة القمح بتقديم مجموعة من الخدمات المتميزة تتمثل فى تطهير المجارى المائية التى تخدم زراعات القمح، وخفض تكلفة الزراعة وتوفير المعدات اللازمة للحرث
ومبيدات الحشائش، كما تم تكليف آلاف المهندسين الزراعيين ومشرفى المديريات للإشراف على زراعات القمح فى كافة قرى ومراكز مصر.
ـ قرر الرئيس محمد مرسى وقف بيع أراضى