الخيزران بنت عطاء
وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة هارون الرشيد والهادي, والخيزران هي جارية عربية أستقدمت من اليمن. أشتراها المهدي وأعتقها وتزوجها، وأصطحبها معه إلى بلاد العجم، وكان طبيبها الحكيم عبد الله
الطيفوري، ولم تلد لإمرأة خليفتين غيرها، سوى ولادة أم الوليد وسليمان إبني عبد الملك بن مروان.
وقد روت الخيزران عن زوجها المهدي حديثاً مسنداً عن النبي محمد، حيث قالت: حدثني أمير المؤمنين المهدي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله: (من أتقى الله وقاه من كل شيء).
وفي شهر رمضان سنة 161هـ، ذهبت الخيزران إلى مكة وأشترت الدار المعروفة باسمها وأضافتها إلى المسجد الحرام، وأقامت في مكة إلى موسم الحج وحجت، وقد أستوحش الخليفة المهدي لفراقها فكتب إليها مع الحجاج
يتشوق:
نحن في غاية السرور ولكن ليس إلا بكم يتم السرور
عيب ما نحن فيه يا أهل ودي إنكم غيب ونحن حضور
فأجدوا في السير بل إن قدرتم أن تطيروا مع الرياح فطيروا
فأجابته الخيزران بأبيات وقالت:
قد أتانا الذي وصفتم من الشوق ولكن ما قدرنا نطير
ليت إن الرياح ينقلن شوقي إليكم وما يكن الضمير
كانت الخيزران ذات شخصية قوية ولها رأي وتدبير في أمور الرعية، وكانت ترعى العلماء وتشجعهم وتصلهم بالعطايا والهبات.
وتوفيت ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادي الآخرة عام 173هـ/ 789م، وخرج الخليفة هارون الرشيد خلف جنازتها وعليه جبة وطيلسان، قد شد به في وسطه، وهو آخذ بقائمة السرير، حافياً يمشي في الطين، وصلى عليها ونزل
في قبرها، ودفنت في الأعظمية ببغداد في المقبرة التي سميت بأسمها مقبرة الخيزران.
وتوفي يوم وفاتها إمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي بالبصرة.