الأسمدة والمضافات الغذائية والأدوية ومواد التنظيف والوقود وما إلى هنالك من مواد كيميائية تنجم عنها مخاطر جسيمة في حالة استخدامها غيرالآمن على صحة
الإنسانوالبيئة معا .
ـ فماهي طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم؟
ـ وما هي أشكال التأثيرات الصحية ؟
ـ هل يجب تصنيف وتعريفوعنونة المواد الخطرة منها حتى يكون استخدامها آمن ؟
لقد أصبحت المواد الكيميائية جزءا من حياتنا , تدعم العديد من الأنشطة , فهيضرورية لغذائنا « الأسمدة , المضافات الغذائية » .ولصحتنا « الأدوية ومواد التنظيف » ولراحتنا « الوقود .. » الا أن هذه المواد قد
تعرضصحتنا للخطر وتلوث بيئتنا في حال عدم استخدامها بالشكلالملائم .
يستخدم حوالي مائة الف مادة كيميائية على نطاقعالمي , ويدخل إلى الاسواق كل عام حوالي ألف مادة كيميائيةجديدة، إذ اصبح انتاج واستخدام المواد الكيميائية منالعوامل الأساسية في التطور الاقتصادي لجميع الدول
النامية و المتطورة .
ان زيادة الانتاج تعني زيادة في عملياتالتخزين والنقل و التداول والاستخدام والتخلص من النفاياتودورة الحياة الكاملة هذه للمادة الكيميائية يفترض أنتؤخذ بعين الاعتبار لدى تقييم اخطارها وفوائدها .
ولا تقتصر مخاطر المواد الكيميائية على العمالالذين تتطلب مهنتهم التعامل مع هذه المواد فقد نكون نحنمعرضين للأخطار الكيميائية في منازلنا عبر سوء الاستخدامأو بشكل عرضي أو نتيجة لتلوث البيئة بها اذ أن
المواد الكيميائية قد تلوث الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطعامالذي نتناوله .
ويمكن القول انه لا توجد مادة آمنة , فجميعالمواد الكيميائية قد تكون سامة وقادرة على إحداث أذية أوتأثير غير مرغوب على صحة الفرد و بدرجات مختلفة ويرتبط ذلكبخصائص المادة الكيميائية وجرعة التعرض وطريقة
دخول المادةإلى الجسم ومقاومة الشخص وتأثيرات المواد الكيميائية الاخرى عند التعرض المشترك لها ، وهذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤثر على فعاليةسمية المادة ، الا انه يمكن التوصل إلى مستوى التعرضالآمن للمادة
الكيميائية عبر اتخاذ إجراءات السيطرةالملائمة في بيئة العمل ما يجنب حدوث تأثيرات سلبية للمادةفي حدود هذا المستوى أو دونه .
طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم
الطريق التنفسي : تدخل المواد المحمولة فيالهواء إلى الجسم بالطريق التنفسي وتشمل المواد المستنشقةوهي الغازات الابخرة , الرذاذ , الادخنة والغبار ، ويتم امتصاص الملوثات الكيميائية في جميع اقسامالطرق
التنفسية بما فيها الاغشية المخاطية للانف ويتوقفذلك على الخواص الفيزيائية و الكيميائية للملوث الكيميائيوعلى البنية الفيزيولوجية للجهاز التنفسي .
الطريق الجلدي : على الرغم من أن الجلد يعملكحاجز لاغلب المواد المتواجدة بشكل طبيعي الا أن الكثير منالمواد المنحلة في الدهون تستطيع اختراق خلايا ظهارة الجلدالمغطاة بالمفرزات الدهنية والوصول إلى الادمة
وبذلك تشكلبعض المواد الكيميائية الصناعية كالمذيباتخطرا على الصحة بسبب الامتصاص الجلدي وخاصة في حال وجود الجروح والخدوش أو جفاف الجلد.
الطريق الهضمي : يتم التسمم المهني عن الطريقالهضمي بتناول الطعام أو الشراب أو التدخين بأيدي ملوثةبمواد كيميائية اثناء العمل أو لدى الابتلاع الخاطئ كما فيالحوادث ، وأخيرا الانتقال عبر مشيمة المرأة
الحامل إلىالجنين .
أشكال التأثيرات
تعتمد التأثيرات المؤذية للمواد الكيميائية علىسميتها وكذلك التعرض اذ يعتمد مستوى التعرض على طريقةاستخدام وتركيز المادة الكيميائية و فترة التماس معه.
التأثيرات الحادة والمزمنة : اذ تظهر التأثيراتالحادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة جدا من التعرض للمادةالكيميائية بعد دخولها إلى الجسم بتركيز عالي نسبيا دفعةواحدة أو عدة دفعات كبيرة خلال فترة قصيرة ، أما
التأثيرات المزمنة فتظهر نتيجة التعرضالمتكرر إلى تركيز منخفض من المواد السامة ولفترة طويلةمن الزمن وهو غالبا مهني المنشأ .
التأثيرات الموضعية والجهازية : وتنجمالتأثيرات الموضعية عن استجابات فيزيولوجية في موقع التماس(الطرق التنفسية الجلد , العين , الاغشيةالمخاطية ) ،أما التأثيرات الجهازية فهي تأثيرات معممة تؤديإلى حدوث
تغيرات في الوظائف الطبيعية لاجهزة الجسم المختلفة .
الأعضاء والأجهزة المستهدفة : إن درجة التأثيرالسمي للمادة لا تكون واحدة لدى جميع الاعضاء اذ يتأثر عضوأو اثنان اكثر من غيرهما لذا فهي تسمى بالاعضاء أو الاجهزةالمستهدفة لسمية مادة معينة فالجهاز العصبي
المركزيغالبا ما يكون مستهدفا في التأثيرات الجهازية للمواد الكيميائية،تليه اجهزة دوران الدم والكبد والكلىوالرئة والجلد ، وأما العضلات والعظام فهي الاعضاء المستهدفةلقليل من المواد ، بينما تكون اجهزة
التكاثر الذكريةوالأنثوية حساسه للعديد من المواد .
التداخلات : إن تأثير التعرض المتزامن لاثنين أو اكثر من المواد يمكن أن يختلف عن تأثير جميع بسيط كأن يكون التأثير المشترك للمواد اكبر من مجموع التأثيرات المستقلة لها أو يمكن لاحدى المادتين أن تبطل
تأثير الاخرى أو يمكن للمادة في بعض الاحيان الا تسبب اذية بحد ذاتها لكنها تجعل تأثيرات المادة الاخرى اس
تأثير المواد الكيميائية على التنسيق الوظيفي العصبي
الأسمدة والمضافات الغذائية والأدوية ومواد التنظيف والوقود وما إلى هنالك من مواد كيميائية تنجم عنها مخاطر جسيمة في حالة استخدامها غير الآمن على صحة الإنسان والبيئة معا ..
فماهي طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم ? وما هي أشكال التأثيرات الصحية ? وهل يجب تصنيف وتعريف وعنونة المواد الخطرة منها حتى يكون استخدامها آمن ? تصنيف وتعريف وعنونة المواد الكيميائية الخطرة
والضارة بالصحة هي عنوان المحاضرة التي تطرقت إلى جميع هذه المسائل والتي شارك في تقديمها الدكتور محمود ابراهيم مدير المعهد العربي للصحة والسلامة المهنية بدمشق والصيدلانية صبا حاتم في المعهد العربي أيضا
وذلك في مؤتمر التنمية المستدامة بجامعة تشرين وفيما يلي نعرض أهم ما جاء فيها :
مدخل
لقد أصبحت المواد الكيميائية جزءا من حياتنا , تدعم العديد من الانشطة , فهي ضرورية لغذائنا « الأسمدة , المضافات الغذائية » .ولصحتنا « الأدوية ومواد التنظيف » ولراحتنا « الوقود .. » الا أن هذه المواد قد
تعرض صحتنا للخطر وتلوث بيئتنا في حال عدم استخدامها بالشكل الملائم ..
ويستخدم حوالي مائة الف مادة كيميائية على نطاق عالمي , ويدخل إلى الاسواق كل عام حوالي ألف مادة كيميائية جديدة , إذ اصبح انتاج واستخدام المواد الكيميائية من العوامل الأساسية في التطور الاقتصادي لجميع
الدول النامية والمتطورة .
وان زيادة الانتاج تعني زيادة في عمليات التخزين والنقل والتداول والاستخدام والتخلص من النفايات .. ودورة الحياة الكاملة هذه للمادة الكيميائية يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى تقييم اخطارها وفوائدها
..
ولا تقتصر مخاطر المواد الكيميائية على العمال الذين تتطلب مهنتهم التعامل مع هذه المواد فقد نكون نحن معرضين للأخطار الكيميائية في منازلنا عبر سوء الاستخدام أو بشكل عرضي أو نتيجة لتلوث البيئة بها اذ أن
المواد الكيميائية قد تلوث الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والطعام الذي نتناوله .
ويمكن القول انه لا توجد مادة آمنة , فجميع المواد الكيميائية قد تكون سامة وقادرة على إحداث أذية أو تأثير غير مرغوب على صحة الفرد وبدرجات مختلفة ويرتبط ذلك بخصائص المادة الكيميائية وجرعة التعرض وطريقة
دخول المادة إلى الجسم ومقاومة الشخص وتأثيرات المواد الكيميائية الاخرى عند التعرض المشترك لها .. وهذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤثر على فعالية سمية المادة .. الا انه يمكن التوصل إلى مستوى التعرض الآمن
للمادة الكيميائية عبر اتخاذ إجراءات السيطرة الملائمة في بيئة العمل ما يجنب حدوث تأثيرات سلبية للمادة في حدود هذا المستوى أو دونه ..
طرق دخول المواد الكيميائية إلى الجسم
الطريق التنفسي : تدخل المواد المحمولة في الهواء إلى الجسم بالطريق التنفسي وتشمل المواد المستنشقة وهي الغازات , الابخرة , الرذاذ , الادخنة والاغبرة ..
ويتم امتصاص الملوثات الكيميائية في جميع اقسام الطرق التنفسية بما فيها الاغشية المخاطية للانف ويتوقف ذلك على الخواص الفيزيائية والكيميائية للملوث الكيميائي وعلى البنية الفيزيولوجية للجهاز التنفسي
..
الطريق الجلدي : على الرغم من أن الجلد يعمل كحاجز لاغلب المواد المتواجدة بشكل طبيعي الا أن الكثير من المواد المنحلة في الدهون تستطيع اختراق خلايا ظهارة الجلد المغطاة بالمفرزات الدهنية والوصول إلى
الادمة وبذلك تشكل بعض المواد الكيميائية الصناعية كالمذيبات خطرا على الصحة بسبب الامتصاص الجلدي وخاصة في حال وجود الجروح والخدوش أو جفاف الجلد ..
الطريق الهضمي : يتم التسمم المهني عن الطريق الهضمي بتناول الطعام أو الشراب أو التدخين بأيدي ملوثة بمواد كيميائية اثناء العمل أو لدى الابتلاع الخاطئ كما في الحوادث ... وأخيرا الانتقال عبر مشيمة المرأة
الحامل إلى الجنين .
أشكال التأثيرات
تعتمد التأثيرات المؤذية للمواد الكيميائية على سميتها وكذلك التعرض اذ يعتمد مستوى التعرض على طريقة استخدام وتركيز المادة الكيميائية وفترة التماس معها ..
التأثيرات الحادة والمزمنة : اذ تظهر التأثي