السلام عليكم :-
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
أن الإجماع استقرّ بعد ذلك على منع الخروج على الحاكم ؛
إلا في حالة الكفر الصريح فقط .
وفيه من الله برهان، كما جاء في الحديث، هذا وقد وضع أهل العلم للخروج على الحكام ضوابط وشروطا يجب أن تكون متوفرة في الحاكم المراد الخروج عليه، وهذه الشروط مأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في
حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: )إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم
فيه من الله برهان
اتقوا عذاب الله فإن عذاب الله شديد، قال تعالى:
﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاََ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
واعلموا أن الخروج عن طاعة الحاكم المسلم وتهييج الناس عليه والثورة عليه حرام، بل كبيرة من الكبائر، وإليكم الأدلة:
1ـ قال الله تعالى:
﴿يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاًَ﴾
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان:
«تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ»
(ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة: أنهم لا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف؛ وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الفساد في القتال
والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فيدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي
أزالته)
اله المستعان