** أهداف الألفية للتنمية :
لقد صادقت المجموعة الدولية على إعلان الألفية الذي حدد مجموعة من الأهداف المتضمنة لغايات خاصة ومؤشرات محددة بوضوح تسمى كما قلت أهداف الألفية للتنمية وعددها ثمانية وتتمثل في:
-الهدف الأول: تقليص عدد الأشخاص ضحايا الفقر المدقع والجوع إلى النصف.
التزمت الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة بتحقيق بيئة مواتية للتنمية وللقضاء على الفقر وذلك عن طريق معالجة الاحتياجات الخاصة لأقل البلدان نموا, ودعوة البلدان الصناعية إلى اعتماد سياسة تسمح أساسا
بوصول صادرات أقل البلدان نموا إلى أسواقها دون فرض رسوم أو حصص عليها, وكذا تخفيف ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون والموافقة على إلغاء جميع الديون الرسمية المستحقة على تلك البلدان مقابل تحملها
التزامات قابلة للإثبات بالتقليل من الفقر.كما قررت منح المساعدات الإنمائية بقدر أكبر من السخاء ولاسيما للبلدان التي تبذل جهودا حقيقية لتوظيف مواردها للتقليل من الفقر. كما التزمت أساسا بالتخفيض إلى
النصف بحلول سنة 2015نسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد, ونسبة سكان العالم الذين يعانون من الجوع ونسبة السكان الذين لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة للشرب أودفع ثمنها. لقد مرت
ست سنوات على إعلان الألفية فماذا تحقق منه إلى حدود الآن؟ لقد أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2005 على التقدم البطيء جدا في مجال القضاء على الفقر والفاقة. فما زال أكثر من مليار/بليون إنسان في فاقة مذلة
بأقل من دولار واحد للفرد في اليوم, وما زالت التفاوتات واللامساواة تجد مكانا مريحا لها في هذا العالم الذي ما فتئ يفتخر بإنجازاته وتقدمه في مختلف الميادين, فلنتمعن في هذه الأرقام: دخل أغنى 500 إنسان في
العالم يفوق دخل أفقر 416 مليون من أبنائه , 5/1 بني البشر يعيشون في بلدان يستهين الكثر فيها بإنفاق دولارين يوميا على فنجان من قهوة الكابوتشينو فيما يبقى خمس أخر من البشر على قيد الحياة بأقل من دولار
واحد في اليوم, وفي زامبيا معدل العمر 30 عام وهو أقل من معدل عمر إنسان إنجليزي ولد سنة 1840.
أرقام تؤكد استمرار تفاقم الفاقة واللامساواة الفاحشة في عصرنا الحاضر.قال نيلسون مانديلا سنة 2005: "الفاقة الهائلة واللامساواة الفاحشة هما في عصرنا الحاضر العصر الذي يفاخر فيه العالم بتقدمات مثيرة في
العلوم والتقانة بليتان رهيبتان إلى حد وجوب تصنيفهما جنبا إلى جنب مع العبودية والفصل العنصري شرين اجتماعيين."
وتعول العديد من الدول على هذا العقد للقضاء على الفقر والفاقة بنسبة النصف والتخفيف من حدة التفاوتات وهذا رهين في نظري المتواضع ببذل الدول خصوصا النامية كل الجهود دون إغفال منظمات وهيئات المجتمع المدني
للقضاء على الفقر في صفوف مواطنيها وأيضا رهين بزيادة المساعدات الإنمائية من طرف الدول الكبرى بعيدا عن كل الحسابات والمصالح للدول التي تعبر عن إرادة حقيقية لمواجهة الفقر المدقع , فللبلدان الغنية
والفقيرة على السواء مصلحة في تغيير هذا الوضع, كما أن إبعاد مليار إنسان يعيشون بأقل من دولار في اليوم من عتبة الفقر المدقع يكلف 300 مليار دولار وهو مبلغ لا يمثل سوى 1.6 في المائة من دخل أغنى 10 في
المائة من سكان العالم.
-الهدف الثاني: ضمان التعليم الابتدائي للجميع :
قررت المجموعة الدولية بحلول 2015, تمكين الأطفال في كل مكان سواء الذكور أو الإناث منهم من إتمام مرحلة التعليم الابتدائي وأن يتمكن الأولاد والبنات من الالتحاق بجميع مستويات التعليم على قدم
المساواة.
هدف طموح فعلا وتحقيقه سيشكل قيمة مضافة ودفعا للتنمية البشرية والإنسانية بالعالم. إن نظرة بسيطة إلى أوضاع التعليم بالعالم تحيلنا إلى مفارقة عجيبة, فرغم الجهود الحثيثة التي تبذلها منظمات المجتمع المدني
وبعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة كاليونسف واليونسكو من أجل تعميم التعليم على جميع الأطفال إلا أن عددا كبيرا من الأطفال يصل إلى 30مليون طفل في العالم مايزالون خارج المدرسة. وفي المغرب مثلا لا يزال
ثلث الأطفال محرومين من الدراسة وأغلبيتهم من بنات الريف بالرغم من أن الالتحاق بالمدارس قد زاد.
-الهدف الثالث: تشجيع المساواة بين الجنسين والعمل على تحقيق استقلالية النساء :
يعتبر تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وسيلتين فعالتين لمكافحة الفقر والمرض ولحفز التنمية المستدامة فعلا.
لقد أمن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية دوما بضرورة المساواة الكاملة بين الجنسين ومكافحة جميع أشكال العنف ضد المرأة ودعت غير ما مرة إلى تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدها.
غير أن وضعية المرأة في العديد من بقاع العالم ما زالت سيئة جدا, فما زالت النساء ضحايا الهيمنة الذكورية والعنف الزوجي حتى في الدول الأكثر ديمقراطية , وما زالت بعيدة عن الحماية القانونية من العنف
والمعاملة اللاإنسانية والاستغلال الجنسي .
الهدف الرابع: تقليص نسبة وفيات الأمهات عند الوضع بثلاثة أرباع.
-الهدف الخامس: تخفيض معدل وفيات الأطفال:
قرر إعلان الألفية تخفيض معدل الوفيات في صفوف الأمهات بحلول عام 2015 بمقدار ثلاثة أرباع ووفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار ثلثي معدلاتهما الحالية. لقد أكد تقرير التنمية البشرية لسنة 2005 أن عدد
وفيات الأطفال دون سن الخامسة بلغ 10 ملاين و 700 ألف طفل كل عام وهو رقم غني عن كل ملاحظة. وما زال عدد وفيات الأمهات عند الوضع مرتفعا وخصوصا في القرى.
-الهدف السادس: مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة / الايدز والملاريا وغيرهما من الأمراض:
قد أحدث فيروس الإيدز أفدح ارتداد منفرد في تاريخ التنمية البشرية في العالم , حيث أودى عام 2003 بحياة ثلاثة ملايين إنسان وخلف 5 ملايين آخرين مصابين بالمرض, كما يتم ملايين الأطفال. أكيد أنه ثمة إجراءات
عملية وتعبئة على المستوى الدولي لوقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة خصوصا من قبل منظمة الصحة العالمية والمنظمات والهيئات الدولية, لكن هذه الإجراءات وهذه الجهود لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب
الكفيل بالقضاء على هذا المرض وأمراض أخرى. ونتمنى أن تتحقق التزامات الدول بوقف انتشار فيروس الإيدز وتقديم مساعدة خاصة إلى الأطفال الذين أمسوا يتامى بسبب هذا الفيروس بحلول عام 2015.
الهدف السابع: حماية البيئة وكفالة الاستدامة البيئية:
التزمت الدول الموقعة على الإعلان ببذل قصارى جهودها لضمان بدء نفاذ بروتوكول كيوتو في موعد لا يتعدى سنة 2002 تاريخ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية , وتكثيف الجهود الجماعية لادارة
الغابات وحفظها وتنميتها والحث على تنفيذ مجمل الاتفاقيات ذات الصلة بحماية البيئة والتعاون من أجل خفض عدد ,آثار الكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب فيها الإنسان.
-الهدف الثامن: إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية :
في مؤتمر إعلان الألفية وفي المؤتمرات والقمم التي تلته أكدت الدول الصناعية الكبرى التزامها بتقديم المساعدات الإنمائية من أجل محاربة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة في العالم . كما دعت الدول المنضوية
تحت لواء الأمم المتحدة الى تعزيز التعاون بين هذه الهيئة والحكومات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والقطاع الخاص للإسهام في تنفيذ أهداف الألفية للتنمية.