أعمدة
يحيى الملا: كان لآل خليفة دوراً أكبر في الأحساء
بشار الحادي
بعد أن أشرت إلى أسرة الملا الإحسائية في المرة الماضية وما قدمته من جهود جبارة على مدى 400 عام لخدمة طلاب العلم في البحرين، فقد قمت قبل بضعة أيام برحلة إلى مدينة الإحساء وقابلت هناك العالم الفاضل
الشيخ يحيى بن محمد بن أبي بكر الملا أحد أبرز علماء هذه الأسرة الكريمة، ودار معه بعض النقاش، ومما تكلمنا فيه الدور المهم الذي لعبته أسرة آل خليفة الكرام على مدى أكثر من قرنين من الزمن في خدمة العلم
وطلبة العلم بمدينة الإحساء، وقد أشار فضيلة الشيخ يحيى إلى أنه ومنذ العام 1195م (1781) كان لآل خليفة دور مهم في الإحساء حيث مر بها في ذلك العام جد آل خليفة الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة وأقام بها مدة،
كما أوقف مكتبة علمية من المخطوطات والكتب النفيسة على أسرة علمية إحسائية تدعى بأسرة آل عبداللطيف وما زالوا وإلى يومنا هذا يقطنون الإحساء.
كما ويشير الشيخ يحيى بن محمد الملا إلى أن الشيخ عبدالرحمن بن راشد آل فاضل آل خليفة قد قام مشكوراً ببناء مدرسة علمية بالإحساء، استفاد منها المئات من طلاب العلم من شتى البقاع، وما تزال موجودة إلى
اليوم. أضف إلى ذلك المراسلات الكثيرة والاستفتاءات التي ترد من حكام البحرين آل خليفة إلى الشيخ عبدالله بن أبي بكر الملا المتوفى العام 1309هـ (1891) ونجله الشيخ أبو بكر بن عبدالله الملا المتوفى العام
1366هـ (1947) يسألونه عن أمور دينهم، وعما يشكل عليهم من أمور الدنيا، أضف إلى ذلك دور آل خليفة المهم والبارز في إرسال البعثات العلمية من الطلاب المجدين لطلب العلم بالإحساء كما هو الحال عندما أرسل صاحب
العظمة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الشيخ أحمد بن مهزع لتلقي العلوم الشرعية في الإحساء، وشقيقه الشيخ قاسم بن مهزع، كذلك فقد كان لآل خليفة دور مهم وبارز في النهضة العلمية التي قامت في الإحساء وذلك
من خلال إنشاء الأوقاف ودعم العلماء والمدرسين والأربطة، ومن المطبوعات القديمة التي قام بطبعها آل خليفة واستفاد منها أهل الإحساء التقويم المسمى (تقويم جمال وراشد) وهو من تأليف عبدالرحيم العسكري، فقد
طبع على نفقة كل من الوجيه محمد أحمد جمال الليل، والشيخ راشد بن محمد بن خليفة آل خليفة، طبع الهند - بومبي، مطبعة المظفري، سنة 1332هـ (1913م). كذلك (تقويم عبدالعزيز العيوني) وقد طبعه الحاج إبراهيم محمد
عبدالله عبيد سنة 1369هـ (1949) على نفقة حاكم البحرين صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة إلى غير ذلك من جهود قام بها حكام البحرين في الإحساء جزاهم الله خيراً.
كما ولا أنسى هنا جهود تجار البحرين الذين قاموا بطباعة كتب أجدادي آل ملا فقد قام الحاج سلطان المناعي بطباعة كتاب (قرة العيون المبصرة بتخليص كتاب التبصرة) من تأليف الشيخ أبو بكر الملا وذلك سنة 1304هـ
في الهند، كذلك رسالة (وسيلة الفلاح في أذكار المساء والصباح) من تأليف الشيخ أبي بكر بن محمد الملا، قام بطبعها الحاج يوسف بن أحمد الخاجة في مطبعة البحرين، وكذلك كتاب (ملخص من الكوكب المنير في الصلاة
على البشير النذير) من تأليف الشيخ أبي بكر بن محمد الملا ، طبع على نفقة المحسن الكبير الحاج محمد طيب خنجي وجعله وقفاً لله تعالى، طبع البحرين - المنامة، مطبعة البحرين 1357هـ (1938). كذلك قام تجار
البحرين في نحو العام 1920 بالتبرع بمبلغ ضخم لإصلاح وتعمير مدرسة آل عمير بالإحساء جزاهم الله خيراً وممن ساهم في ذلك الحاج سلمان بن حسين بن مطر، والحاج شاهين بن صقر الجلاهمة، والحاج عبدالله بن خليل
الحسن، وأخيراً وليس آخراً سمو الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة وزير المعارف فقد كان له دور وأي دور في حث التجار على دعم هذا المشروع النبيل.
رحم الله الجميع.