واشنطن: كشفت شركة "مايكروسوفت" للبرمجيات عن جهودها لخوض معركة التنافس مع "جوجل" عبر التودد للعملاء التجاريين بطرحها برنامج "أوفيس
365" الذي يمثل جيلاً جديداً من التطبيقات التي يمكن إنزالها وتشغيلها عن طريق شبكة الإنترنت.
ويجمع برنامج "أوفيس 365" ما بين تقنيات برامج "مايكروسوفت أوفيس" و"شيربوينت أونلاين" و"إكستشينج أونلاين" و"لينك أونلاين"، ففي الوقت الذي تهيمن فيه شركة البرمجيات العملاقة على 94% من مساحة برامج
"أوفيس" في السوق، فإنها تواجه تنافساً متزايداً من قبل شركة "جوجل".
فقد أماطت "مايكروسوفت" اللثام عن منتجها الجديد، الذي أطلقت عليه اسم "أوفيس 365"، خلال فعالية جرت في مدينة سان فرانسيسكو، وجاء بعد أكثر من شهر بقليل على إطلاق الشركة لمتصفح الإنترنت "إنترنت إكسبلورر"،
والذي تقول إنه سيساعد بإنعاش مبيعاتها في الأسواق.
ويجمع برنامج "أوفيس 365" ما بين تقنيات برامج "مايكروسوفت أوفيس" و"شيربوينت أونلاين" و"إكستشينج أونلاين" و"لينك أونلاين".
ويعني هذا أنه بدل أن يدفع المستخدم لقاء حزمة كاملة من البرامج وإدخالها في جهاز الكمبيوتر الخاص به، أو في مخدم الشركة، فإن "مايكروسوفت" ستستضيف وتوزع البرنامج الجديد انطلاقاً من مراكز المعلومات
العملاقة الخاصة بها.
وتعليقا على أهمية المنتج الجديد بالنسبة للشركة، أكد كيرت ديلبين، رئيس قسم "أوفيس" في مايكروسوفت: "لقد بلغنا نقطة محورية في اعتماد خدمات الإنترنت". وأضاف قائلاً: "سوف يحصل العملاء على أفضل شيء نعرفه
عن الإنتاجية على مدى 365 يوماً في العام".
وأكدت مايكروسوفت أن لديها حالياً 40 مليون عميل يستخدمون منتجاتها التي تعتمد في تشغيلها وتطبيقاتها على خدمات الإنترنت. ويقدم برنامج "أوفيس 365" فرصة لمايكروسوفت للوصول إلى المزيد من العملاء.
ومن جانبه، أكد كريس كابوسيلا، نائب رئيس شركة "مايكروسوفت": "تظل الخدمات التي يتم إدخالها مباشرة على سطح المكتب وعلى الأجهزة في مقار الشركات والعملاء هى الأساس، إذ يقوم العملاء بأنفسهم بتشغيل برامجهم
ومركز المعلومات الخاص بهم".
وأضاف بقوله: "لا يزال هذا يشكل الغالبية العظمى من صناعة البرمجيات التي تسير قدماً بسرعة كبيرة."
ويقدم "أوفيس 365" فرصة لمايكروسوفت للوصول إلى المزيد من العملاء الصغار ومتوسطي الحجم، أي أولئك الذين ليس لديهم أشخاص يقومون بتشغيل خدمات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم.
وسيكون بإمكان صغار العملاء الحصول على خدمة برنامج "أوفيس 365" لقاء ستة دولارت في اليوم الواحد. أمَّا بالنسبة للشركات الأكبر حجماً، فستشمل الخدمة أيضاً ميزات إضافية، كالدعم والمساعدة عبر الهاتف، والتي
ستبلغ كلفتها ما بين دولارين إلى 20 دولاراً للمستخدم الواحد شهرياً.
ومن جانبها، أكدت إينا فرايد من موقع "سي نت دوت كوم" المختص بأخبار تكنولوجيا المعلومات: "هذا أمر كبير الأهمية بالنسبة لمايكروسوفت".
وأضافت فرايد قائلة: "هم يجنون معظم أموالهم من خلال منتجين: "ويندوز" و"مايكروسوفت"، أن هذا يغير حقاً الطريقة التي يجمعون من خلالها الثروة عبر خدمة الاشتراك. كما يمثِّل أيضاً تغيراً كبيراً في الطريقة
التي سيبيعون الأشياء من خلالها".
يذكر أن "مايكروسوفت" كانت قد بدأت قبل نحو عامين بتقديم برمجياتها المرغوبة عبر الإنترنت، وكان دافعها الأساسي في الإقدام على مثل تلك الخطوة هو الرد على الخدمات التي كانت شركة "جوجل" قد بدأت تقدمها في
هذا المجال.
ومن جانبه، أكد جيم سميث كبير مديري خدمات الإنترنت في سلسلة فنادق ستاروود، أن الانتقال إلى خدمة البرمجيات عبر الإنترنت قد أعطى أُكُله حقا. وأضاف قائلاً: "لقد حققنا وفراً هائلاً، وخصوصاً في مجال السفر.
فنحن لدينا أكثر من ألف فندق، وعملياً من المستحيل بالنسبة لكبار الموظفين أن يتنقلوا ما بين كافة هذه المنشآت المختلفة".
يُذكر أن برنامج "أوفيس 365" متوافر الآن بمرحلة "بيتا"، أي الانتهاء من التجارب النهائية عليه، وهو موجود في 13 بلداً، بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا واليابان والمكسيك
وألمانيا.