يوم جاء القذافي الى السلطة عام 1969 كان شابا في الثلاثينات من عمره
وكان ملازم اول في الجيش الليبي وما ان استقر له المقام حتى رفعته (الجماهير)
على اكتافها وكأنه مرسل من السماء وصارت تطوف به شوارع طرابلس وبنغازي
حاله حال الكثير من (الزعماء) وكما وقف المثقفون امام غيره وقف الكثير امام
القذافي ينفخون به وينفخون حتى صار الرجل اشبه بعلي شيش منفوخا وصارو يسمونه
قائد حتى لولبس حذاءه بل وقف احدهم امامه عام 72 ليقول له انت واضع نظرية القومية
الثورية وانت معيد الاسلام الى مجده فشهق الرجل وهو ينظر الى نفسه ويتلمس بدنه
فتمخض عقله ليلد فئرا وهو الكتاب الاخضر الذي ابتلى الله به شعب ليبيا وهو الكتاب
الذي يدعو الى الغاء العملة والعودة لنظام المقايضة والغريب يومها وصفه احد زعماء
العالم الاسلامي بأنه من ورثة الفكر المحمدي لانه وقف الى جانب ايران في حربها مع العراق
وصار سليل العروبة وابن افريقيا البار ثم فلت من العروبة ليجعل افريقيا امته كل هذا
ولو عطس العقيد صفقت له الملايين وهم يهنفون يا لعطستك النبيلة التي اعادت الحياة للجماهير
حتى خرج العقيد من مدار الارض ليصبح يدور في افلاك السماء كقمر منير يبزغ على تخوم
الانسانية المعذبة
كان ديمقراطيا (كما تقول الجماهير) التي تهتف له مع كل حرف وكل سعلة
وعندما وقع ما وقع في ليبيا
وخرج الامر من يد العقيد وحتى مقتله انقلبت المعادلة كلها
فقد صار العقيد ابن زنا وانه انجب من اب غير شرعي
وكان العقيد طاغية
وكان العقيد دكتاتور
وكان العقيد كافر
وكان العقيد مصاب بجنون العظمة
وكان العقيد صديق لشارون
اذا كان هذا كله العقيد فمن الذي كانت الناس تصفق ومن رفعت سيارته وهو بداخلها على الاكتاف
يبدو ان الناس حملت على كتفها ابن زنا وطاغية ودكتاتور وكافر ومريض
وصديق للصهيونية
وهذا ينطبق على غيره من اباطرة العصر الحديث الذين كبرو ثم انفجروا
والان صار واضحا
من الذي يصنع الطغاة
تحديث للسؤال برقم 1
وجود الطغاة بيننا ليس ظاهرة طارئة بل هي صورتنا الحقيقية التي لا تتم إلا بوجوده.
إذا أردنا أن نتحرر من الطغاة فيجب أن نتغير لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.