(1) من رحمة الله تعالى بنا أنه لم يؤاخذنا بما نراه في نومنا من أحلام وخيالات وما إلى ذلك؛ لأن القلم قد رُفع عن النائم، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه سلم-
أنه قال: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يحتلم" رواه أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم.
(2) أن الأحلام في المنام كما أنه لا يؤاخذ عليها، فإن تأويلها غالباً لا يكون على ظاهرها، ولذا كثيراً ما يؤول الحلم تأويلاً بعيداً عما يتبادر عند سماعه، وكثيراً ما يعبِّر المؤولون مثل هذه الأحلام بأنها
خير توصله إلى قرابتك أو يصلهم عن طريقك.
(3) ولقد بيّن لنا صلى الله عليه وسلم أن الحلم القبيح هو من أفعال الشيطان التي يكيد بها بني آدم، وأن ذلك لن يضر الرائي، فلا ينبغي أن يهتم أو يصيبه القلق، قال أبو قتادة -رضي الله عنه- سمعت النبي –صلى
الله عليه وسلم- يقول: "إذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره". أخرجه البخاري وفي رواية
لمسلم عن أبي هريرة : "فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس".
وربما أرجع بعض علماء النفس مثل هذه الأحلام لخلافات واقعة بينك وبين أهلك، أمك وأختك، وهو نوع من التنفيس أو صورة من صور السيطرة، فإن كان ذلك فأحسن إلى أهلك "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله
كان عليكم رقيبا" [النساء: 1].
وحُكي أن رجلا أتى ابن سيرين فذكر له أنه ينكح أمه، فلما فرغ منها نكح أخته وكأن يمينه قطعت، فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك، فقال: هذا عاق قاطع للرحم، بخيل بالمعروف، مسيء إلى
والدته وأخته.
هذا فقط للتذكرة، والذكرى تنفع المؤمنين.
وعموماً ننصحك ـ أخي الكريم، بالآتي:
(1) لا تذهب للنوم وأنت ممتلئ البطن، حاول أن تمشي بعض الوقت بعد العشاء.
(2) إذا ذهبت لفراشك عليك بالوضوء.
(3) صلِّ الوتر (ركعة أو ثلاث ركعات).
(4) لا تنم على بطنك (وهي ضجعة يكرهها الله ورسوله) لكن نم على شقك الأيمن.
(5) اقرأ الأذكار (أذكار النوم) وأهم شيء آية الكرسي، وإن تيسَّر لك أمر الزواج مبكراً فلا تتردَّد فهو طريق العفة.. والله أعلم.