السلام عليكم وصباااااااااااااح الخير
يف المدّ وأقسامه
المد لغة هو : المطّ والزيادة ، واصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف المدّ ،والأصل فيه ما رواه البخاري عن قتادة قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كان يمدّ مدّاً "
،وللمدّ ثلاثة حروف : الياء الساكنة المكسور ما قبلها ، و الواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والألف الساكنة المفتوح ما قبلها
( -ِ يْ -ُ وْ -َ اْ ) ومثالها جميعاً في كلمة ( نُوْحِيْهَا ) أو (أُوْذِيْنَا) .
يقسم المدّ إلى قسمين رئيسيين هما المدّ الأصلي (الطبيعي) والمدّ الفرعي وبيانهما فيما سيأتي.
المدّ الأصلي : المدّ الطبيعي ( الأصلي ) هو الذي يخلو حرف المدّ واللين فيه من همز قبله ومن همز أما سكون بعده، أما عن مقدار مدّه فيمدّ حركتين أو ألفاً واحدة وهذا هو الأصل وما عليه الإجماع.
المدّ الفرعـي : القسم الثاني من أقسام المدّ هو المدّ الفرعي واصطلاحا هو:" المدّ الزائد على الأصلي لسبب "،
مدّود فرعية تمد حركتين كالطبيعي:
مدّ البـدل: مدّ البدل من المدود الفرعية التي تتوقف على سبب ، ويتحقق هذا النوع من المدّ إذا سبق الهمز حرف المدّ في كلمة واحدة ، ويمدّ حركتين ، وله اسمان بالنظر إلى موقعه في الكلمة هما :-
1- البدل الأصلي :ويتحقق عندما تقع الهمزة في أول الكلمة وبعدها حرف المدّ نحو (ءامنوا، إيمان ، أوتي ، ءادم ) ، وسمي بذلك لأن أصل حرف المدّ فيه همزة ساكنة ، فكلمة ءامنوا أصلها ( أَأْمنوا ) ،وكلمة إيمان
أصلها
( إِئْمان ) ، وكلمة أوتي أصلها ( أُؤْتي ) ، وهكذا بتحريك الهمزة الأولى وتسكين الثانية ، فتبدل الهمزة الثانية حرف مدّ من جنس حركة الهمزة الأولى ، ولهذا سمي بدلاً .
2- شبه البدل : وهنا تقع الهمزة في وسط الكلمة أو في آخرها، وبعدها حرف مدّ في ذات الكلمة ، فهذا الشبيه بالبدل وصلاً نحو ( يئوس ، رؤوف ، باءوا ، إسرائيل ) ،والشبيه بالبدل وقفاً نحو(غثاءً ، نداءً )
،والشبيه بالبدل وصلاً ووقفاً نحو ( فآؤا ، نبئوني ) ، وهو في حكم البدل يمدّ حركتين ،وسمي بشبه البدل لأنه كالبدل في وقوع الهمز فيه قبل حرف المدّ، ولكنّ حرف المدّ أصلي فيه، وليس مبدلاً من الهمز الساكن
.
مدّ العوض : مدّ العوض مدّ طبيعي يمدّ حركتين وهو مدّ يظهر في الوقف لا في الوصل ،ويرتبط بحرف واحد من حروف المدّ وهو الألف ، وقد سمي بذلك لأننا نقوم بالتعويض بحرف الألف بدلاً عن تنوين الفتح في آخر
الكلمة الموقوف عليها، نحو الوقف على ( عليماً ، حكيماً ) .
مدّ الصلـة الصغـرى ومد الصلـة الكبرى: مدّ الصلة الصغرى ومدّ الصلة الكبرى مدّان مرتبطان بهاء الضمير المذكر أو هاء اسم الإشارة، وهي التي قصدها الناظم بقوله :" وشبه وجدا " ،أما هاء الضمير المذكر (هاء
الكناية ) فهي: "الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب " وتأتي في الأصل مضمومة، إلا إذا جاء قبلها كسر أو ياء ساكنة فتكسر ،وقد ضم حفص كلمتين خلافاً لهذه القاعدة ،الأولى:] ومآ
أنسانيهُ [ [الكهف:63] ، والثانية: ]عليهُ اللهَ [ [الفتح:10] ، وسبب المدّ في هاء الضمير، أنّ حرف الهاء حرف خفي قوي بالصلة .
أما مدّ الصلة الصغرى، فهو مدّ طبيعي يمدّ حركتين، وذلك بتولد واو مدّية من حركة الهاء إذا كانت مضمومة بعد ضم أو فتح ، وإذا كانت مكسورة وقبلها كسر، تولد منها ياء مدّية نحو قوله تعالى: ] إنّهُ~ كان
بعباده خبيراً [ ، وقوله تعالى : ] إنّ ربّهُ~ كان بهِ~ بصيراً[ ، ومثال اسم الإشارة في قوله تعالى : ] هذهِ~ بضاعتنا [ .
وأما مدّ الصلة الكبرى، فهو مدّ فرعي متوقف على سبب المدّ (الهمز)، ويلحق بالمدّ المنفصل، وهو من المدود الجائزة، ويمدّ أربع حركات أو خمس من طريق الشاطبية ،والفرق بينه وبين مدّ الصلة الصغرى، وقوع همزة
القطع بعد هاء الضمير أو هاء اسم الإشارة في الصلة الكبرى، وانتفاء هذا الشرط في الصغرى ،ومثال الكبرى في قوله تعالى: :] من ذا الذي يشفع عندهُ~ إلا بإذنه [ ، ومثال هاء اسم الإشارة في قوله تعالى: ] وقالوا
هذهِ~ أنعام [.
ويشترط لهذين المدّين الشروط التالية :-
1- وقوع هاء الضمير أو اسم الإشارة بين محركين .
2- وصل الهاء بما بعدها لا الوقوف عليها، فهذين المدّين مرتبطان بالوصل لا بالوقف.
3- أن لا تكون الهاء مفتوحة، لأنّ هاء الضمير المذكر لا تأتي مفتوحة أصلا.
4- أن لا يأتي بعد الهاء همزة قطع في الصلة الصغرى خلافاً للصلة الكبرى .
أحكام المـدّ
أحكامه ثـلاثـة : يقسم المدّ من حيث الحكم إلى ثلاثة أنواع هي :
الأول- اللازم : ويمدّ بالإشباع ـ ست حركات ـ اتفاقاً عند جميع القراء، وقد أفرد له الناظم فصلاً خاصاً يأتيك بعد هذا الفصل.
الثاني-الجائز : والجواز حكم يتعلق بالمدّ المنفصل،وبالعارض للسكون.
الثالث- الواجب : ويتعلق هذا الحكم بالمدّ المتصل.
1-المدّ الواجب المتصل: مدّ فرعي متوقف على سبب لفظي وهو الهمز ، ويتحقق هذا المدّ إذا جاءت الهمزة بعد حرف المدّ في كلمة واحدة ، نحو " جآء ،سوء ،خطيئته " ، وسمي بالمتصل لاتصال حرف المدّ بسبب المدّ في
نفس الكلمة ، وسمي بالواجب لأنّ العلماء وأئمة القراء متفقون على وجوب مدّه مدّاً يزيد عن المدّ الطبيعي، وأما عن مقدار مدّه، فيمدّ أربع حركات (التوسط) أو خمس حركات (فويق التوسط) وقفاً ووصلاً إذا وقعت
الهمزة في وسط الكلمة بعد حرف المدّ نحو " سيئت " .
2- المدّ الجائز المنفصـل : المدّ الجائز المنفصل هو أيضاً من المدود الفرعية المتوقفة على سبب الهمز بعده كالمتصل ، فيأتي حرف المدّ واللين في آخر الكلمة، وتأتي الهمزة في أول الكلمة التي تليها نحو " يآ
أيها ، هآ أنتم ، مآ أنتم " ، وسمي بالمنفصل لانفصال السبب عن شرطه، أي لانفصال سبب المدّ (الهمز) عن حرف المدّ انفصالاً حقيقياً أو حكمياً ،فالحقيقي يكون إذا ثبت حرف المدّ رسماً ولفظاً نحو " مآ أنتم
"،وأما الحكمي فيكون إذا حذف حرف المدّ رسماً وثبت لفظاً نحو" يأيها" ، فمن الشاطبية يمدّ أربع حركات أو خمس لحفص كالمتصل ، وله بالقصر ( حركتان ) من طريق الطيبة (الكبرى).
3- مدّ التعظيم : ومن أنواع المدّ المنفصل مدّ التعظيم ، ويقع هذا المدّ دائماً في لا النافية للجنس في كلمة التوحيد نحو ( لآ إله إلاّ الله ) و( لا إله إلا هو ) ، وهو مدّ منفصل كما هو واضح من الأمثله ،
وقد تسبب في مدّه سببان الأول لفظي، وهو الهمز، والثاني معنوي، وهو المبالغة في نفي الألوهية عما سوى الله ، ولذا يفضل مدّه عند الذين قصروا المنفصل وغيرهم.
4- المدّ العارض للسكون :المدّ العارض للسكون من أنواع المدّ الجائز، وهو:" أن يقع سكون عارض للوقف بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده " . ولذا يتحقق هذا المدّ إذا وقف القارئ على كلمة كان الحرف
قبل الأخير بها حرف مدّ أو لين ، فسبب المدّ هنا هو السكون العارض على الكلمة الموقوف عليها، نحو الوقوف على "تعلمون " و" نستعين " و"عباد"، ومثال العارض بعد اللين نحو" شئ " و" خوف " ، وأما في حالة وصل
هذه الكلمات فيبقى المدّ طبيعياً، لزوال العارض بالنسبة لحروف المدّ واللين، وأما بالنسبة لحرفي اللين في الوصل، فيمدّان مدّاً يسيراً دون المدّ الطبيعي، لأنّ فيهما بعض ما في حروف المدّ ، ويجوز في المدّ
العارض أوجه ثلاثة: القصر(حركتان ) ،والتوسط ( أربع حركات)، والطول ( ست حركات ).
5- مدّ التمكيـن: مدّ التمكين، هو أن يأتي في الكلمة ثلاث ياءات ، أو ياءان، أولاهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة ، وقد سمي بهذا الاسم لأنه يخرج متمكناً بسبب الشدة على الياء ، وتمدّ فيه الياء الساكنة وهي
الثالثة ترتيباً، بمقدار حركتين مدّاً طبيعياً نحو ] حُيّيتم [ ، ويجدر بالذكر أن مدّ التمكين يصبح مدّاً عارضاً في بعض الكلمات إذا وقف عليها، نحو ]النّبيّين[ و]أُمّيّين[ ،فتشدد الياء الأولى فيهما، وتمدّ
الثانية بمقدار حركتين أو أربع حركات أو ست وقفاً ، وأما في حالة الوصل فتمدّ حركتين فقط .
6- مدّ الليـن: ومن أنواع المدّ الفرعي أيضاً مدّ اللين ،واللين في اللغة ضد الخشونة ، وفي الاصطلاح: خروج الحرف من غير كلفة على اللسان ، وهو من أنواع المدّ الجائز ، ففيه أوجه المدّ الثلاثة : القصر
والتوسط والطول ، ويختص هذا النوع بحرفين من أحرف المدّ، هما الياء والواو الساكنان المفتوح ما قبلهما نحو الوقوف على :
( خوْف ، بَيْت ، الطَوْل ، الصَيْف ، شَيْء) ، وقد سمّيا بحرفي اللين لأنهما يخرجان بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان لاتساع مخرجيهما ، فإن المخرج إذا اتسع انتشر الصوت فيه وامتدّ ولان .ويشترط في هذا
المدّ ما يلي :-
1- أن يأتي حرفا اللين ( الواو و الياء ) ساكنين وما قبلهما مفتوح .
2- أن يأتي بعد حرفي اللين سكون عارض للوقف ،أما في حالة الوصل فلا مدّ فيهما كحروف المدّ .
7- المدّ اللازم
شرطه أن يقع سكون أصلي بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده في كلمة أو حرف وصلاً أو وقفاً ، وقد سمي بهذا الاسم للزوم سببه (السكون) وصلاً ووقفاً ، أو لالتزام القراء مدّه مقداراً معيناً من غير
تفاوت، وهو ثلاث ألفات على الأصح، أي ست حركات لزوماً عند جمهور القراء .
أقسام اللازم : يقسم المدّ اللازم إلى أربعة أقسام ،فيأتي في الكلمة وفي الحرف ويأتي فيهما مخفف ومثقل .
أولاً – المدّ اللازم الكلمي المخفف : ويكون هذا المدّ، عندما يأتي سكو