الاستذان أدب رفيع يدل علي حياء صاحبه وشهامته وتربيته و عفته ونزاهة نفسه وتكريمها عن رؤية مالايجب أن يراه عليه الناس أو سمعاً حديث لايحل له أن يسترقه دون معرفة المتحدثين
أو الدخول على قوم و إيقاعهم بالمفاجأة والإحراج ومع تقدم الحضارة وصناعة البيوت المقفلة والأبواب المحكمة فما زال هناك من يدخل دون سلام أو يغشى غرفة غيره أو يقتحم مجلس دون إعلام واستئذان.
ولذلك حرص أخوانكم على تقديم طائفة من آداب الاستئذان والزيارة التي جاء بها ديننا الحنيف قبل أن يعرف الناس أصول الأعراف وفن المعاملات وحسن التعرف واللباقة في البيوت والمجتمعات.
الاستئذان
هو طلب الإذن في الدخول لمحل لايملكه المستأذن.
حكم الاستئذان
يحرم على الإنسان أن يدخل بيت غيره من الناس إلا باستئذان لقوله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا }
سورة النور (27)
الحكمة من الاستئذان
الاستئذان صيانة لحرمات البيوت وعدم هتك أستارها.
عدم النظر بداخل البيت
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : « اطلع رجل من جُحرٍ في حُجَر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدري (أي مشط) يحك به رأسه فقال : لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جُعل
الاستئذان من أجل البصر» متفق عليه.
صفة الاستئذان
عن رجل من بني عامر« أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: أألج ، فقال صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له : قل السلام عليكم أأدخل، فسمعه الرجل فقال :
السلام عليكم أأدخل ، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل» رواه أبو داود وصححه الألباني
أين يقف المستأذن
عن سعد بن عباده رضي الله عنه قال: «جاء رجل فقام على باب النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن مستقبل الباب ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هكذا عنك فإنما الاستئذان من أجل البصر» رواه أبو داود وصححه
الألباني.
كيف يقف عند الباب
عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال:« كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : السلام عليكم» رواه أبو داود وصححه
الألباني
يخبر المستأذن عن اسمه
عن جابر رضي الله عنه قال : « أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دَيْن كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا ؟ فقلت أنا، فقال : أنا أنا كأنه كرهها » متفق عليه
قال ابن الجوزي : إن السبب في كراهة قول " أنا " أن فيها نوعا من الكبر، كأن قائلها يقول : أنا الذي لا أحتاج إلى أن أذكر اسمي أو نسبي.
الاستئذان ثلاث
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أستأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع » متفق عليه.
مشكور الله يجزيك الخير