عندما يتعرض طفل صغير لتغيرات جسدية تحدث عادةً في مطلع المراهقة، تُعرف الحالة بالبلوغ المبكر. ورغم تفاوت معدلات النضوج الجنسي من شخص إلى آخر، فإنه من المتفق عليه بعامة أن
البلوغ الذي يبدأ لدى البنات قبل عمر الثامنة ولدى الذكور قبل سن التاسعة والنصف هو غير طبيعي، وبالإمكان كشف السبب وتقصيه في معظم حالات البلوغ المبكر، ويحتمل أن تزيد نسب البلوغ المبكر بين البنات 5إلى
7أضعاف عنها بين الذكور.
والعلامات الأشد دلالة هي نمو ما يعرف بالخصائص الجنسية الثانوية:
نمو الثديين والطمث وشعر العانة عند البنات، وشعر العانة والوجه وتضخم القضيب والخصيتين وخشونة الصوت عند الذكور، ويدخل الأطفال المعرّضون للبلوغ المبكر في فترة من النمو وزيادة الوزن السريعين شبيهة بتلك
الخاصة بالبلوغ الطبيعي حين تتصلب العظام وتنمو. أما الفرق، فهو أن هؤلاء الأطفال لم يتموا نموهم المألوف في سنواتهم الأولى.
تغيرات البلوغ الغدة النخامية التي هي بحجم حبة البازلاء الواقعة بقرب قاعدة الدماغ، وغدة الوطاء المجاورة لها. وكثيراً ما ينجم البلوغ المبكر عن مشكلات تصيب هاتين الغدتين المؤثرتين وعن اشتغالهما قبل
الأوان، لذا يعاني الأطفال المصابون من ارتفاع مستويات الهرمونات الجنسية.
لا يمكن في حالات كثيرة العثور على سبب للبلوغ المبكر. فهو يعود أحياناً، وفي الجنسين، إلى ورم يفرز الهرمون، ناشئ في الغدة النخامية أو الوطاء، وربما ترافق البلوغ المبكر مع اضطرابات في نشاط الغدة
الدرقية.
ينشأ أحد أنواع البلوغ المبكر المسمى البلوغ المبكر العلاجي من التعرض بصورة طارئة للإستروجين في الأدوية أو الأطعمة.
وهو ينطوي بصورة رئيسية على نمو الثديين الذي قد يحدث عند البنات والذكور الذين تسرّب الإستروجين إلى أجسامهم.
كذلك يسبب الإستروجين المعطى لبعض الدواجن في تضخم اثداء الأطفال