خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي الأمير توفي سنة 85
خمس وثمانين من الهجرة وهو الذي ترك الخلافه بعد توليها ثلاث أشهر
لطلب علم الكيمياء وقد برع فيه وله مؤلفات كثيرة مثل
السر البديع في فك رمز المنيع في علم الكاف
كتاب الحرارات
كتاب الرحمة في الكيمياء
كتاب الصحيفة الصغير
كتاب الصحيفة الكبير
مقالتا ميريانس الراهب في الكيمياء
وصيته إلى أبنه في الصنعة
وفي كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء منظومة قال هذي القصيده
التي تثبت صناعة الزئبق الأحمر وخصائصه العجيبة
يا طـالــبـًا بـوريـطش الـحكـمـاءِ عــي مـنـطـقا حـقـا بـغيرِ خفاءِ
هـو زيـبـق الشرق الذي هتفوا به فـي كتـبـهم من جُـملة الأشياءِ
سـمّـَوه زَهْـرًا فـي خـفي رموزهـم والخُرْ شُقُلا أغـمـضَ الأسـماءِ
في أبياته هذه يدعوا لطالب الحكمة أن لا يلتبس عليه الأمر وان يحكم عقله
فالذي هتفوا به في كتبهم وقالوا عنه بالأشياء العجيبة والأساطير فما
هو إلا زئبق الشرق
وسماه بزئبق الشرق لأنة يوجد في بلاد الشرق إوز باكستان وروسيا بلاد
الثلج كما ذكرها بن كثير في كتاب البداية والنهاية وسماه بماء الحياة
والمعروف أن الزئبق الأحمر لا يوجد إلا في تلك المناطق الباردة جداً
فقام بذكر ألا سامي التي عرف بها عبر التاريخ القديم وأثبات أن الذي يقصدونه هو بعينه الزئبق الاحمر با ختلاف أسمائه.
ودَعَـوْه بابـن الـنـار كيما يصـدقوا عـن صـنعـةٍ بـُخـلا عـن البعداءِ
كانوا القدماء لا يؤمنون انه يصنع ويستبعدون صناعته لاعتقادهم أنه وليدة النار
حيث يستخرج عن طريقها فسموه بابن النار فكان إدعائهم هذا, هو المحرك
الذي دعاه إلى قول هذه القصيدة ليثبت أنه يصنع وإثبات ما يقال عنه من عجائب
فـإذا أردتَ مـثـاله فـاعـمـدْ إلــى جـسم الـنحاس وناره الصفراءِ
الذي أكدني ويدعني أجزم على صحة هذه القصيدة بسبب هذا البيت
فهو يقول
إذا أردت أن تصنع الزئبق الأحمر عليك بجسم النحاس وناره الصفراء
ركز هنا , فهو قال جسم النحاس وليس النحاس فجسم النحاس تتكون
عليه قشرة حمراء وذلك بعد إحمائه والوسط العلمي قد أحتار فيها
لغرابتها وشذوذها العلمي فلم يعرفوا بأي مصنف يضعونها , فجعلوا
لها تصنيف خاص لها وقالوا عنها هذه مادة يفرزها النحاس كي لا
يتأكسد فهي مادة مانعه للتأكسد فتمنع الأكسجين من أن يتحد مع النحاس
فامزجْهما مزج امرئ ذي حكمة واحكـمْ مـزاوجـة الـهـوا بالماءِ
هنا لم يذكر بماذا تمزجه لخطورته إذا وقع بيد المنافقين
ولكن اكتفى بذكر الكيفية العلمية في تحضيره وهي تنم عن معرفة
علميه, فالهواء المذاب في الماء مسؤول عن تفاعلات كيميائية
كثيرة في الاختزال أو التأكسد فلو وضعت مسمار حديد في أنبوب فيه
ماء ووضعت طبقه من الدهن في الماء تحجب الهواء من ملامسه الماء
ستجد أن المسمار لا يتأكسد لأنك منعت الهواء أن يذوب في الماء,
وهذا البيت يدعوا إلى أهمية الهواء المذاب في الماء لتحضير الزئبق
واسْحَقْ مركـَّبَك الـذي زوجته بالـجـد من صُـبح إلى الإمساءِ
سَـحْقًا يــفــتِّـُته ويـنهك جسمه حتى تـراه كــزبـدةٍ بـيـضـاءِ
واجـمـعـه واتـقـنـه ودَعْهُ بِصِرفه حتى الصباح وغطـِّه بـغطاءِ
بعد وضعك للمركب في الماء وأكسدته وزوجته بالهواء المذاب في الماء
بفترة من الصبح إلى المساء, تقوم بعد ذلك بسحقه حتى يكون كالبودرة
الناعمة التي مازال فيها الماء من المرحلة الأولى فتكون كالزبدة لنعومته
بعد تفتيته وبعد ذلك تجمعه وتغطيه كي لا يتعرض الماء الذي فيه للتبخير
أثناء تعرضه للهواء
هـذا أبارُ نـحـاسـهـم فـافطنْ له هذا مُذِلُّ ذوي اللحى النجباءِ
يأكد هنا أن الزئبق الأحمر ينتج بعد تلقيح النحاس له ويجزم أن هذا
ليس شبيهه بل هذا الذي يطلبونه كرماء وأعالي القوم وسادتهم
ويبحثون عنه وقد ذلوا لعجزهم في الحصول عليه لأنهم يتمنونه بشده
هذا هو الإكسير فاعرفْ قدره هذا حياة جـمـاعة الأحـيـاءِ
في هذا البيت وصف الزئبق الأحمر أنه أصل كل حياة حي فهو أساس الحياة
والغريب أن العلماء يقولون أن في جسمنا نسبه من الزئبق الأحمر
قال الله تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ***خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ ** يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ )ِ
من ناله أضحى عظيما في الوَرَى وعلا على النـظراءِ والخلطاءِ
أي من أصابه أصبح عظيما في التاريخ ويتميز عن الذين كُبر ِسّنه وما
حوله من الناس .
هذا مـزيل الفـقر عن أحزانه فيُرى بحُسْنِ الحال كـالأمراءِ
يقول أن الزئبق الأحمر يزيل الشقاء والتعب والمرض فهي أحزان الفقر
وتصبح هيئته كالأمير المنعم الذي لم يشقى في حياته .
يا ربِّ عـلمه امـرءًا مــتـورعـا في الدين ذا كرم وذا إعطاءِ
واحرمه كلَّ مـنـافـق متـجـبر ٍ يسطو على الأصحاب والقرناءِ
أو حـاسد أو ظـالم أو مـارقٍ أو خَلَفِ سوء مقرَّبٍ بـبـلاءِ
يدعوا ربه أن يعرفه مؤمن كريم ذا إعطاء ولا يبخل في المؤمنين إن
عرفه من أجل ذلك دعا ربه أن يعلمه مؤمن كريم في العطاء فإن كان
بخيل فلن ينفع أحداً , وأن يحرمه من المنافقين والحسده والظالمين أو
الذين مقربين بالبلاء ولا يحسنون استخدامه
من ناله يسمو ويـعلو قــدرُه بين الأنام وكـان ذا إثــراءِ
أي لا يتحسن جسمه فقط بل يتحسن عقله أيضا ويعلوا قدره بين الناس
هذا الذي أردى الأنـام بجهلهم حتى أصارهم إلى الإكـداءِ
يقول ان جهل الناس بمعرفة صنعته جعلت حياتهم في مشقه وتعب
نظراً بما يصنع الزئبق الأحمر لشاربه واكتسابه قوة عجيبه تذهب عنه
المكدة وشقاء الدنيا
حُرِّجَ عليَّ منال ما قد قلته إن ننطوي فيه على الإفشاءِ
حُرِّجَ عليه أن يقول المعادلة كلها خشيه كما قال من الظالمين والمنافقين ففي هذه
القصيدة إنجبر على أن ينطوي على إخبارنا في المعادلة كلها على أن يفشيها
إن ماعُرف عن الإكسير انه يزيد في عُمر الإنسان مثله مثل السم الذي
ينقص في عمر الإنسان , فهذا سبب في إ طالة العمر وهذا سبب
نقصانه ومن أصابه كان اجله أن يصيبه وكل شيء في كتاب مبين
**********************************************
أثره في القرآن الكريم
كان قوم عاد الذين حكموا الارض من إكتسابهم القوة من هذا الاكسير لم يكفيهم طول الأجل الذي حصلوا عليه , فحاولوا في تطوير صناعته حتى يأتي الإكسير بنتيجة الخلد لهم , ولكن الله لم يجعل الخلد لأي
إنسان
قال الله تعالى(وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُون) الشعراء
َ
ونصحهم نبيهم هود عليه السلام أن يتقوا الله الذي أمدّهم بالعلم فلا يطغوا تصوّر , نبي يشهد لقومه بالعلم !! لماذا ...؟
قال الله تعالى على لسان نبيهم (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ )
قال الله تعالى (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) الشعراء
فقد غرتهم قوتهم فاستكبروا في الارض وبطشوا فيها
قال الله تعالى (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) فصلت
لماذا قالوا من اشد منا قوة,,؟
ما هي القوة التي اكتسبوها من الزئبق الأحمر
في الوسط العلمي لديهم معادله معروفه وهي زئبق + كالسيوم = معدن
فالكالسيوم بطبيعته ناشف مليء بالمسامات والزئبق سائل معدنى
فلا مانع أن يتشرّب الكالسيوم الزئبق بحكم صفته الجافه وكسب
صفتة الزئبق المعدنية
ولبحث أن الذي دفعهم إلى هذا القول ((من أشد منا قوه )) هو بسبب إكتساب عظامهم صفه معدنيه
أنظر كيف كان عقابهم فهم تحدوا في قوتهم بعظامهم فكان جزائهم من
جنس عملهم إذ أرسل الله عليهم الريح التي جعلت عظامهم كالرميم
فأصبحت اجسادهم مجوفه ليس فيها عظام من فعل الريح التي جعلتها رميما , كالنخيل المجوفه الخاويه من الداخل
قال الله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ )
فصلت
وقال تعالى(مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيم )
وقال تعالى (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ )
************************************************** ******
قال الله تعالى في سورة فاطر اية 11(وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذالك على الله يسير) ومثيل هذي الايةهي (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) أية رقم 13
والقطمير في الكتاب المنير هي القشره الرقيقة التي تكون على طعامة التمرة
فالقطمير أي شيء يكون مثل قشره رقيقة إذا إفترضنا ان المقصود
بالقطمير هو قشرة النحاس فتفسيرالاية يكون على النحو التالي ( أن
الاصنام التى تدعونها ميت