رفضت وزارة الدّاخلية التّرخيص لحزب التجمّع الوطني الديمقراطي، قلب المعارضة في الجزائر، تنظيم مسيرة سلمية في الجزائر العاصمة الأسبوع الماضي، رغم أنّ الطّلب المتقدّم به
كان استجابة لدعوة نفس الوزارة الجزائريين عقب الأحداث التي شهدتها البلاد في بداية الشّهر الجاري من السّنة الجديدة إلى التّظاهر السّلمي و تبنّي طريقة حضارية في رفع المطالب و توصيل الانشغالات.
الحزب المعني مصرّ على التّظاهر، و السّلطات العليا في البلاد مصرّة على الرّفض، ليدخل الإثنان في سباق مع الزمن الأوّل لإثارة الشّارع المثار أصلا، و الثّانية لخنق أنفاس الجزائريين في الدّاخل و المخنوقين
أصلا كذلك.
سيارات الشرطة الآن متأهّبة في ساحة أوّل ماي قلب العاصمة، و السّلطات في حرج كبير و ضغط شديد، حرج من الثّورة التونسية المباركة، و ضغط خارجي بالخوف من انتقال لفح ثورة البوعزيزي من نبوابة الشرق و ضغط
داخي باحتقان غير مسبوق و معارضة تتربّص الفرص و واقع يشهد عليها و ضدّها في كلّ شأن.
رغم ذلك فالسّلطات نفسها لاتزال متنعّتة في طريقة معالجتها للوضع، و تتفنّن في ممارسة تناقضات لم يعد لها في زمن المغلوماتية و الإعلام ما يبرّرها أكثر ممّا يفضحها، تدعو للتظاهر سلميا ثم تمنع منح
التّراخيص لذلك لمن يطالب بها، تنهى عن الشغب و العنف و التخريب و هي لا تكف عن عنف التضييق على الحريات و شغب خنق الأفكار و تخريب العقول.