تمهيد
العشوائية دائماً تبنى عليها الكثير من السلبيات والإنسان يعد الكائن الوحيد الذي يتدخل في التأثيرات على البيئة التي تضم الحيوان والنبات والإنسان سعياً لتكييف وتسخير موجوداتها لصالح معيشته اليومية,
والمبيدات والكيماويات لها استخدامها اليومي في حياة المزارعين ولكن الشيء الذي يرفضه المجتمع هو الطريقة التي يستخدمها أولئك المزارعون أنفسهم بعيداًعن الطرق الفنية السليمة التي تعمل على حماية صحته
وصحةالبيئة بشكل عام وفي هذا التقرير نصور للقارئ الكريم الأساسيات في التعامل مع المبيدات المنتشرة بشكل واسع وهذاالتقرير حصيلة نقاش مع اختصاصيين في مجالي الزراعة والطب.
وقبل البدء في مناقشة هذا الموضوع نتحدث أولا عن المبيدات ونذكر بأنها كثيرة الأنواع ولكن نذكر الأكثر استخداما بين المزارعين وهي: مبيدات فطرية، ومبيدات فسفورية، ومبيدات حشرية، وهي لعلاج الكثير من
الإصاباتالتي تصيب النباتات ويعتبر مرض المن ومرض الكروس ومرضالقشرية في النخيل هي الأكثر شيوعا. العشوائية دائماً تبنىعليها الكثير من السلبيات والإنسان يعد الكائن الوحيد الذييتدخل في التأثيرات على
البيئة التي تضم الحيوان والنبات والإنسان نفسه.
تستعمل الأسمدة بالتربة لتغذية النباتات، وتحتاج الصنوف الجديدة من المحاصيل الحقلية والخضار إلى كميات مرتفعة من الأسمدة الكيميائية للحصول على إنتاج جيد. أما الخطر الناجم عن الاستعمال المكثفف يكمن في
أنها تترسب مع مياه الري إلى المياه الجوفية وتتحول إلى مركبات أخرى، فتتحول الأسمدة النيتروجينية أوالأزوتية مثلاً إلى مركبات النيترات Nitrates وقد تصل على هذا النحو إلى مياه الشرب، وبعدها يمكن أن تتحول
في معدةالإنسان، وبخاصة لدى الأطفال، إلى مركبات النيترايت Nitrites، وبعدها يمكن الدم في الجهاز الهضمي لتنتج مركب Methaemoglobin الذي يمنع دخول الأوكسجين إلى الدم فيالرئتين، الأمر الذي يسبب التسمم
Cyanosis. وقد حددت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى الحد الأقصى للنيترات بالمياهل50 جزءاً بالمليون، أما النيترايت فالحد الأقصى هو 0,1جزء بالمليون فقط.
لا توجد دراسات وافية عن تلوث المياه بالنيترات في لبنان، وقد تبين من دراسة قديمة أننسبة النيترات في المياه الجوفية في البقاع الجنوبي بلغت 49 جزءاً بالمليون مقابل 18 جزءاً بالمليون في وسط سهلا لبقاع،
وتعد هذه النسب مرتفعة، وبخاصة في البقاع الجنوبي. ولا بد من إجراء دراسات جديدة عن مدى تلوث المياه الجوفية والسطحية في المناطق الزراعية في لبنان نظراً إلى تزايد استخدام الأسمدة منذ إجراء هذه
الدراسة.
سلبيات الإفراط في رش المبيد
وعشوائية الاستخدام لجهل المستخدم بطريقة التحضير والاستخدام تبنى عليها سلبيات كثيرة تضر بحياة الطبيعة على الأرض وتفصيل ذلك كمايلي:
أولا(النبات): الزيادة تؤدي لحرق النباتات والتقليل لا يفي بالغرض في معالجة الإصابة.
ثانيا(الحيوان): يخضع تأثير المبيد على الحيوان لتناوله المزروعات قبل انتهاء المدة المحرمة أوبعد الرش مباشرة لعدة عوامل لإظهار خطورة تأثيره ونعددها كالآتي: نوع النبات من حيث الورق وقابليته للترسب وكذلك
عمر النبات اثناء تناول الحيوان له وأيضا قوة تركيز المبيد أثناء الرش وكذلك نوعية المبيد المستخدم.
كما أن تأثرالحيوان بالمبيد يعتمد على عدة خصائص منها: سن الحيوان حيث يختلف تأثيره على الصغيرة والكبيرة والمعمرة والعشار وكذلك الحالة الصحية للحيوان فكلما كانت جيدة فان المقاومة تكون كبيرة بعكس إذا
كانت رديئة وخاصة عند الإصابة بالطفيليات وكذلك كميات الآكل التي أكلها الحيوان إضافة لذلك حالة المعدة أثناء الأكل من حيث خلوها من أي طعام أياً كان نوعه.
الآثار على الإنسان والحيوان:
كيف تتأثر منتجات الثروة الحيوانية بالمبيد بعد تناول المزروعات؟
- الإجابة عن هذا السؤال تتلخص في ترسب بعض المبيدات في أجزاء من الحيوان كالكبد والكلى ونخاع العظام والطحال لفترة طويلة ولا تتأثر بالحرارة عند الطهي، وهناك بعض المبيدات يزيد تأثيرها التسممي أثناء الطهي
كما أن بعض المبيدات يتم إفرازها في اللبن فور إصابة الحيوان بالتسمم.
بينما ينقسم تأثير المبيدات على الإنسان إلىتأثيرين مباشر وغير مباشر والتوضيح كما يلي:
التأثيرالمباشر: يكون عن طريق امتصاص الجلد للمبيد أثناء الرش وكذلك الاستنشاق وهو أكثر شيوعاً لدى المزارعين أثناء موسم زرع البطيخ (الحبحب) وهذا يؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي.
التأثير غير المباشر: يكون هذا التأثير عن طريق تناول الثمار والخضراوات بعد قطفها قبل نهاية المدةالمحرمة وكذلك تناول المبيد من قبل الأطفال والعمال
بالرغم من الأبحاث والدراسات الزراعية والصحية والتي حذرت من مخاطر النباتات المعدلة وراثيا ، إلا أن التوسع في إنتاج هذه النباتات ما زال في اطراد مستمر ، حيث تدل الإحصائيات أن مقدار الازدياد في الرقعة
الزراعية المخصصة لهذه النباتات قد زاد بمقدار 13 % مقارنة بالعام الماضي ، فمن بين ما مجموعه خمسة عشر مليار دونم منالأراضي المزروعة في العالم في عام 2006 ، زرع نحو ملياردونم منها بمحاصيل معدلة وراثيا
.
ويحتل فول الصويا المعدلة وراثيا نصف مساحة الأراضي المزروعة بنسبة بلغت 57 % ، يليه الذرة بنسبة 25% ثم القطن بنسبة 13% فالأرز والقرع ، وقد شهدت الهند أكبر توسع في زراعة المحاصيل المعدلة وراثيا حيث تمت
مضاعفة مساحة الأراضي المخصصة لهذه النباتات بمعدل ثلاث مرات ، أي من 13 مليون دونم إلى 38مليون دونم ، تليها كل من جنوب إفريقيا بزيادة مقارها 180 % ثم الفلبين بزيادة مقدارها 100 %.
إن التوسع المطرد في زراعة النباتات المعدلة وراثيا بالرغم من التحذيرات المتكررة حول مخاطرها المحتلمة على البيئة وعلى الصحة العامة ، يعزو إلى الإنتاجية العالية لهذه النباتات وقدرتها الفائقة على مقاومة
الآفات الزراعية والمبيدات الحشرية وبالتالي تتمكن هذه النباتات من تلبية جانب كبيرمن الاحتياجات الغذائية اليومية المطردة للإنسانية بسبب الانفجار السكاني وانتشار الكثير من الأوبئة الزراعية ،وتراجع
الأراضي المخصصة للزراعة بسبب استغلالها في الأغراض الصناعية والسكنية .
تجدر الإشارة إلى أن الفوائد الاقتصادية المتراكمة منذ عام 1996 وحتى عام 2005 من زراعة هذه المحاصيل المعدلة وراثيا قد بلغ 27 مليار دولار ، وأنعدد المزارعين الذين يزرعون هذه النباتات قد بلغ أكثر منعشرة
ملايين مزارع ، وأن 90 % من هؤلاء المزارعين هم مندول نامية أو فقيرة أو مكتظة بالسكان ، كالصين والفلبين والهند وبعض دول أمريكا
المحاصيل المعدلة وراثيا تثير اهتمام الرأى العام !
تعرضت الزراعة فى مختلف أنحاءالعالم الى مناقشات حادة أثارت الاهتمام وذلك بشأن زراعةالمحاصيل المعدلة وراثيا. وقد شملت تلك المناقشات كافة المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية وأيضا الدينية،كما دار
الجدال فى مختلف الاماكن منها المعامل البحثية،مجالس ادارات الشركات، المجالس التشريعية رؤساء تحريرالصحف، المعاهد الدينية، المدارس، المحلات، المقاهى وأيضاداخل المنازل. ويتطرق السؤال عن ماهية هذا الجدال
، وعنأسباب الانفعال عند تناول تلك القضية المتعلقة بزراعة المحاصيل المعدلة وراثيا.
وفى هذا الكتيب نحاول القاء الضوء على هذا الخلاف وذلك بطرح عدة أسئلة حول المحاصيل المعدلة وراثيا.
1- لماذا تم التفكير فى انتاج نباتات معدلة وراثيا ؟
فى الماضى، حاول العاملون فى مجال تربية النباتات نقل الجينات بين نباتين من نفس النوع لانتاج جملالصفات المرغوبة ،وقد تم هذا التبادل الجينى عن طريق نقلحبة لقاح مذكره من نبات الى العضو المؤنث فى نبات
آخر، وهذاالتلقيح الخلطى يقتصر على التبادل الجينى لنباتات ذاتقرابة وراثية.
ومن عيوب هذه الطريقة انها تحتاج الى وقت طويل ، بالاضافة الى أنه توجد صفات مرغوبة لايمكن ايجادها فى أنواع ذات قرابة وراثية ، ومن ثم لايمكن اجراء تحسين للنبات أو نقل الصفة المرغوبة اليه. وعلى عكس ذلك،
نجد أن استخدام تكنولوجيا انتاج النباتات المعدلة وراثيا تمكن مربى النباتات من تجميع العديد من الصفات المرغوبة فى نبات واحد، حيث تؤخذ تلك الصفات من نباتات متنوعة ولا تقتصر على اأنواع القريبة وراثيا
للنبات المستهدف. وتتميز تلك الطريقة بالوصول الى الهدف المرغوب فى وقت قصير مع الحصول على أصناف نباتية عالية الجودة ، بالاضافة الى زيادة انتاجية المحصول بدرجة تفوق ماكان يتمناه مربى النباتات.
2- من الذي يقوم بإنتاج النباتات المعدلة وراثيا ؟
من المعروف أن معظم الأبحاث التي تم إجراؤهاعلى النباتات المعدلة وراثيا قد تمت فى الدول المتقدمة وخاصة فى أمريكا الشمالية وغرب أوربا،
وحديثا بدأت الدول النامية فى تنمية قدراتها فى مجال تكنولوجيا الهندسة الوراثية