عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع
وكلكم مسئول عن رعيته ) متفق عليه
وهذا شرح الحديث من عندي وانت لم تسال عنة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فيهيئها له ويرعى مفاسده فيجنبه إياها كراعي الغنم ينظر ويبحث عن المكان المربع حتى يذهب بالغنم إليه وينظر في المكان المجدب فلا يتركها في هذا المكان هكذا بنو
آدم كل إنسان راع وكل مسئول عن رعيته .....إلى أن قال .. الرجل راع لكن رعيته محصورة هو راع في أهل بيته في زوجته في ابنه في بنته في أخته في عمته في خالته كل من في بيته هو راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته
يجب عليه أن يرعاهم أحسن رعاية لأنه مسئول عنهم كذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها يجب عليها أن تنصح في البيت في الطبخ في القهوة في الشاي في الفرش لا تطبخ أكثر من اللازم ولا تسوي الشاي
أكثر مما يحتاج إليه يجب عليها أن تكون امرأة مقتصدة فإن الاقتصاد نصف المعيشة غير مفرطة فيما ينبغي مسئولة أيضا عن أولادها في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم وشئونهم كإلباسهم الثياب وخلعهم الثياب غير النظيفة
وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه وتغطيتهم في الشتاء وهكذا مسئولة عن كل هذا مسئولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه وهكذا مسئولة عن كل ما في البيت ..الى آخر كلامه رحمه الله
يقول ابن حجر فى فتح البارى
وَالرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صَلَاح مَا اُؤْتُمِنَ عَلَى حِفْظه فَهُوَ مَطْلُوب بِالْعَدْلِ فِيهِ وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ .
إلى أن قال رحمه الله::
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِشْتَرَكُوا أَيْ الْإِمَام وَالرَّجُل وَمَنْ ذُكِرَ فِي التَّسْمِيَة أَيْ فِي الْوَصْف بِالرَّاعِي وَمَعَانِيهمْ مُخْتَلِفَة ، فَرِعَايَة الْإِمَام الْأَعْظَم حِيَاطَة
الشَّرِيعَة بِإِقَامَةِ الْحُدُود وَالْعَدْل فِي الْحُكْم ، وَرِعَايَة الرَّجُل أَهْله سِيَاسَته لِأَمْرِهِمْ وَإِيصَالهمْ حُقُوقهمْ ، وَرِعَايَة الْمَرْأَة تَدْبِير أَمْر الْبَيْت وَالْأَوْلَاد
وَالْخَدَم وَالنَّصِيحَة لِلزَّوْجِ فِي كُلّ ذَلِكَ ، وَرِعَايَة الْخَادِم حِفْظ مَا تَحْتَ يَده وَالْقِيَام بِمَا يَجِب عَلَيْهِ مِنْ خِدْمَته .انتهى
جاء فى عمدة القارى شرح صحيح البخاري:
والراعي هو
الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره فكل من كان تحت نظره شيء فهو مطلوب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته فإن وفى ما عليه من الرعاية حصل له الحظ الأوفر والجزاء
الأكبر وإن كان غير ذلك طالبه كل أحد من رعيته بحقه....إلى أن قال رحمه الله
ورعاية الرجل أهله سياسته لأمرهم وتوفية حقهم في النفقة والكسوة والعشرة .
ورعاية المرأة حسن التدبير في بيت زوجها والنصح له والأمانة في ماله وفي نفسها