من مدونة القصائد
http://qsaayd.blogspot.com/
####### (( نصيحة الألبيري )) ######
شاعر أندلسي
حفظوها أولادكم
يخاطب ابنه
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
أبـا بـكـرٍ دَعَوْتُكَ لو أَجَبتا ـ إلـى مـا فيه حَظّكَ إن عَقَلْتا (1)
وتَـذكـرُ قََوْلَتي لكَ بعدَ حِينٍ ـ وتَـغـبِـطُها إذا عَنها شُغِلتا (2)
لَـسوفَ تَعَضُّ من نَدَمٍ عليها ـ ومـا تـغني الندامةُ إن نَدِمتا
إذا أبصرتَ صَحْبَكَ في سماءٍ ـ قـد ارتفعوا عليك وقد سَفَلْتَا
- فَـراجِعها ودَعْ عنك الهُوَيْنَى ـ فَـما بالبُطـءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا
تَـفُـتُّ فـؤادكَ الأيـامُ فَتَّا ـ وتَنْحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا
تـنامُ الدهرَ ويحكَ في غطيطٍ ـ بِـهـا حَـتى إذا مِتَّ انتبهتا
فـكـم ذا أنتَ مَخدوعٌ وحتَّى ـ مَـتى لا تَرْعَوِِي عَنها وحَتَّى
وتَدْعُوكَ المنونُ دُعاءَ صِدقٍ ـ ألا يا صاحِ : أنتَ أريدُ ، أنتا
أراكَ تُـحِبُ عِرساً ذات غَدرٍ ـ أبـتَّ طَـلاقـها الأكياسُ بَتَّا
فـلـيـستْ هذِهِ الدنيا بِشيءٍ ـ تَـسُـوؤكَ حِـقْبَةً وتَسُرُّ وَقتا
وغـايَـتُـها إذا فكَّرْتَ فيها ـ كَـفَيئِكَ أو كَحُلْمِكَ إن حَلَمْتا
سُـجِنْتَ بِها وأنتَ لها مُحِبٌ ـ فـكـيفَ تُحِبُّ ما فيه سُجِنتا
وتُطعِمُكَ الطَّعامَ وعن قريبٍ ـ سـتَطْعَمُ منك ما مِنها طَعِمْتا
وتَـعـرى إنْ لبِستَ لها ثِياباً ـ وتُـكـسى إنْ ملابسها خَلَعْتا
وتـشـهـدُ كلَّ يومٍ دفنَ خِلٍ ـ كـأنـكَ لا تُـراد بِما شَهِدتا
ولـمْ تُـخْلَق لِتَعْمُرَها ولكن ـ لِـتَـعْـبُـرها فَجِدَّ لِما خُلِقتا
ولا تحزن على ما فات منها ـ إذا مـا أنت في أُخراكَ فُزتا
فـلـيـس بنافعٍ ما نِلتَ فيها ـ مِنَ الفاني ، إذا الباقي حُرِمتا
ولا تـحـفلْ بمالِكَ والْهُ عنهُ ـ فـلـيـسَ المالُ إلاّ ما عَلِمتا
وليسَ لِجاهلٍ في الناس مَعنىً ـ ولـو مُـلكُ العراقِ لهُ تأّتَّى
ولا تَضْحَكْ مع السفهاءِ لَهواً ـ فإنكَ سوفَ تَبكي إن ضَحِكتا
وكيفَ لك السُّرورُ وأنتَ رَهْنٌ ـ ولا تَـدري أَتُـفْدى أم غَلِقْتا
وسَـلْ من ربك التوفيق فيها ـ وأخلصْ في السؤالِ إذا سَألتا
ونـادِ إذا سـجدتَ لهُ اعترافاً ـ بمـا ناداهُ ذو النُّون بنُ مَتّى
ولازِم بـابَـهُ قـرعـاً عَسَاهُ ـ سيـفـتحُ بابَهُ لكَ إن قَرَعتا
وأَكْـثِرْ ذكرَهُ في الأرضِ دَأباً ـ لِتُـذْكَرَ في السماءِ إذا ذَكَرتا
ولا تـقـل الـصِّبا فيه مجالٌ ـ وفَكِّـرْ كـمْ صغيرٍ قد دفنتا
ومَـنْ لـكَ بالأمانِ وأنت عَبدٌ ـ أُمِـرتَ فما ائْتَمَرْتَ ولا أَطَعْتا
ثَقُلتَ من الذنوبِ ولست تَخشى ـ لِـجـهلكَ أن تَخِفَّ إذا وُزِنتا
ولو قد جئتَ يومَ الفَصْلِ فرداً ـ وأبصـرتَ المنازلَ فيه شتَّى
لأعْـظـمـتَ الندامةَ فيه لهفاً ـ على ما في حياتك قد أضعتا
تَـفِـرُّ مـن الهجيرِ وتتقيه ـ فـهـلاَّ عن جهنمَ قد فَرَرْتا ؟
ولـسـت تُطيق أهونَهَا عذاباً ـ ولـو كـنـتَ الحديدَ بها لذُبتا
فـلا تـكـذبْ فإن الأمر جِدُّ ـ لـيس كما احتسبتَ ولا ظننتا
وصِـرتَ أسيرَ ذَنْبِكَ في وَثاقٍ ـ وكـيفَ لك الفكَاك وقد أُسِرتا
جـمعتُ لك النصائحَ فامتثلها ـ حياتك ؛ فهي أفضلُ ما امتثلتا
وطـولـتُ العتابَ وزِدتُ فيهِ ـ لأنك فـي الـبطالةِ قد أطلتا
فـلا تأخذ بتقصيري وسَهوي ـ وخذْ بوصيتي لك إن رَشَدتا
صلِّ على تمامِ الرُسلِ ربي ـ وعترتِه الكريمة ما ذكرتا
((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@)) ((@))
- مختارات من وصيته لابنه -