قال تعالى
{ وَإَذَآ أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } الفرقان 13
الطبري نقل المعنيين التاليين عن السلف--
الأول "عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ":في قوله: ( وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ) يقول: ويلا. فالثبور هو الويل بحسب ابن عبّاس
والثاني"عن الضحاك "ا يقول, في قوله: ( لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا ) الثبور: الهلاك.
وإذا به يخالفهما متخذا المعنى اللغوي للثبور فيقول
(والثبور في كلام العرب: أصله انصراف الرجل عن الشيء, يقال منه: ما ثبرك عن هذا الأمر: أي ما صرفك عنه، وهو في هذا الموضع دعاء هؤلاء القوم بالندم على انصرافهم عن طاعة الله في الدنيا، والإيمان بما جاءهم
به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم حتى استوجبوا العقوبة منه, كما يقول القائل: وا ندامتاه, وا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله)وأنا على علمي المتواضع في نهجه فوجئت--فكيف يتخذّ المعنى اللغوي للكلمة في حين
وجد للآية تفسير بالمأثور؟؟
قال الفرّاء رحمه الله في معاني القرآن
(وقوله: {ثُبُوراً...}
الثبور مصدر، فلذلك قال {ثُبُوراً كثيراً} لأن المصادر لا تُجمع: ألا ترى أنك تقول: قعدت قُعُوداً طويلاً، وضربته ضرباً كثيراً فلا تجمع. والعربُ تقول: ماثَبَرَك عن ذا؟ أى ما صَرفك عنه. وكأنهم دَعَوْا بما
فَعلوا، كما يقول الرجل: واندامَتَاهُ.)
فيكون الطبري قد التزم بنفس المعنى الذي قال به الفرّاء--