الشهداء كثر كما أخبر النبي (ص) وذكر منهم المطعون والمبطون ومن مات حرقا أو غرقا والمرأة تموت في نفاسها ومن قتل دون ماله أو عرضه. وأعلى رتب الشهادة من مات في لقاء العدو
مقبلا غير مدبر وكان قتاله لتكون كلمة الله هي العليا. أما التكفين والصلاة فالفقهاء يختلفون في ذلك، والراجح أن قتيل المعركة لا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن بدمه كما فعل النبي (ص) في قتلى أحد، وأما من
سواه فليس له حكمه من هذه الناحية.
" من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ".
أخرجه أبو داود (2 / 275) والنسائي والترمذي (2 / 316) وصححه، وأحمد (1652) 1653) عن سعيد بن زيد، وسنده صحيح. وفي رواية "" من قتل دون مظلمته فهو شهيد "
هذه بعض النَّماذج مما صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه أطلق عليه اسم شهيد، ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أنَّ هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقةً الذي مات في المعركة؛ وإنَّما هو من
باب التَّقريب في الفضل؛ يعني هؤلاء الذين أَطلق عليهم الرَّسول عليه الصلاة والسَّلام أنَّهم، أو أنَّ كل واحد منهم شهيد، له فضل لا يساويه في ذلك سائرُ النَّاس الذين لا يموتون في حالةٍ من هذه
الأحوال