حضارة دلمون ذكرت في ملحمة كلكامش بانها ارض الملوك وجنة الالهة لانها كانت جزيرة محاطة بطبيعة جميلة
حضارة دلمون. عرفت هذه الفترة باسم حضارة دلمون ودلمون اسم أطلقه سكان بلاد الرافدين على الأراضي الواقعة إلى الجنوب من بلادهم وكانوا يتاجرون معها. وربما كانت هذه الفترة أقدم فترة حضارية يمكن أن تسمى
باسم مملكة؛ فقد ورد في الكتابات القديمة ما يشير إلى وجود ملوك لها جرت لهم أحداث مع مجاوريهم في بلاد الرافدين والهلال الخصيب. وقد عرفت معبوداتها، وقواربها البحرية، وتجارتها، وصادراتها، ووارداتها،
وملوكها، ونظام إدارتها، وأهميتها للعالم القديم. ويتضح أن جميع أجزاء الجزيرة العربية كانت عامرة بالاستيطان خلال الزمن المشار إليه آنفًا؛ فقد اكتشفت مواقع في مختلف أرجائها تؤرخ إلى زمن سيادة
دلمون.
والمادة الآثارية لهذه الحضارة متنوعة، وتشتمل على الثابت مثل : المنازل، وما يتصل بها، والأسوار، والآبار المطوية، والمعابد، والمقابر المتنوعة في تصاميمها ومساحاتها. أما المادة المنقولة فهي متنوعة
أيضًا، وتشمل بشكل عام: المصنوعات المعدنية، مثل المجسمات الحيوانية والآدمية، والأوزان، وأدوات الزينة، وشفرات الحلاقة، والمرايا البرونزية، والأسلحة المعدنية. وهناك مجموعات من الآنية الفخارية، ومجموعات
من الآنية الحجرية المصنوعة من عدة أنواع من الصخور مثل: الحجر الصابوني، والحجر اللين، والمرمر الأبيض.
اعتمدت الحياة الاقتصادية لحضارة دلمون على دعامتين أساسيتين؛ الأولى التجارة، والثانية الزراعة. وقد كانت دلمون معبرًا لصادرات مكّان الذي يعتقد أنه الاسم القديم لعُمان أو الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة
العربية، وملوخا الذي يعتقد أنه الاسم القديم لبلاد السند. فمن الأولى استوردت دلمون المواد المعدنية والثمار والمواد العطرية، ومن الثانية استوردت الأحجار الكريمة والأخشاب النفيسة وسلعًا أخرى. وتفيد
النصوص القديمة المكتوبة أن بلاد الرافدين كانت تستورد من دلمون: الذهب، والبرونز، والنحاس، والفضة، والعاج، ومصنوعات من العاج، والأخشاب، والمرجان الأبيض، والعقيق الأحمر، واللازورد، وعددًا آخر من أنواع
الأحجار الكريمة، ومحار اللؤلؤ، والتمور، والبصل، والعطور، وبعض الحيوانات. وقد شكّلت التجارة ـ بشكل عام ـ المورد الأساسي لدلمون وتجارة المعادن بشكل خاص، كما تاجر الدلمونيون بالأواني المصنوعة من الحجر
الصابوني والمعادن. ولا شك أن الزراعة، وخاصة زراعة النخيل، كانت تمثل أحد موارد الاقتصاد الرئيسية؛ وتدل المصادر المكتوبة على أن شجر النخيل كان ينتشر في المنطقة بكثافة، وتمثل ثماره أحد الصادرات
المهمة.
بنهاية الربع الأول من الألف الثاني، يبدأ ذكر أمة عرفت من المصادر التاريخية باسم أمة مدين، فتأخذ القيادة من مراكز الحضارة الدلمونية في شرقي الجزيرة العربية، ومعها ينتقل الثقل الاستيطاني إلى الشمال
الغربي للجزيرة العربية وتشكّل حضارة عرفت بحضارة مدين.
المصدر : حضارة دلمون
http://forum.arabia4serv.com/t82941.html#ixzz2ad22PrL9