و كان النبي صلى الله عليه و سلم قد أرسل حاطب بن ابي بلتعة يحمل رسالة الى المقوقس فكان رد المقوقس ... اما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت من ذكرت وما تدعو اليه وقد علمت ان نبياً
قد بقي و كنت أظن ان يخرج بالشام وقد أكرمت رسلك وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم وكسوة و مطية لتركبها والسلام عليك
ودفع المقوقس بالكتاب الى حاطب معتذرا بما يعلم من تمسك القبط بدينهم وموصياً اياه بأن يكتم ما دار بينهما فلا يسمع القبط منه حرفا واحداً و كانت الجاريتين هما ماريا وأختها سيرين كما ارسل المقوقس عبد خصي
اسمه مأبور والف مثقال ذهب وعشرين ثوباً ليناً من نسيج مصر وبغلة شهباء اسمها دلدل وبعض من عسل بنها وبعض العود و المسك وصل الركب الى المدينة سنة سبع من الهجرة وقد عاد النبي صلى الله عليه و سلم من
الحديبية بعد ان عقد الهدنة مع قريش وتلقى هدية المقوقس واصطفى النبي صلى الله عليه و سلم ماريا وأهدى سيرين الى شاعره حسان بن ثابت