هذا مارواه الترمذي في سننه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وابن ماجة بإسنادٍ صحيح عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة
كان حمله ووضعه في ساعة واحدة كما يشتهي). راجع صحيح ابن ماجة للالباني 4329 – ومشكاة المصابيح 5648/4
قال ابن كثير فى البداية والنهاية " ذكر جماع أهل الجنة لنسائهم من غير منى ولا أولاد إلا إن شاء أحدهم الولد" :
قال : إما إذا شاء أحدهم أن يولد له كما كان فى الدنيا وأحب الأولاد .
قال الإمام أحمد حديث أبى سعيد الخدري : " إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحد كما يشتهي ولكن لا يشتهي " وهذا خلافا لما رواه البخاري والترمذى عن إسحاق بن راهويه أن ذلك
محمول على أنه إن أراد ذلك كان ولكن لايريده "
ونقل عن جماعة من التابعين كطاووس ومجاهد وإبراهيم النخعي وغيرهم أن الجنة لاتوالد فيها وهذا صحيح ، وذلك أن جماعهم لايقتضى ولدا كما هو الواقع فى الدنيا فإن الدنيا دارُ يراد فيها بقاء النسل لتعمر وأما
الجنة فالمراد فيها بقاء اللذة ، ولهذا لايكون فى جماعهم منىُُُُ يقطع لذة جماعهم ، ولكن إذا أحب أحدهم الولد يقع ذلك كما يريدون قال تعالى " فيها ماتشتهى الأنفس وتلذ الأعين " .
قال الشوكاني فى شرح فيض القدير على الجامع الصغير
9162 - (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) أي حدوثه له (كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة) ويكون ذلك كله (كما يشتهي) من جهة القدر والشكل والهيئة وغيرها والمراد أن ذلك يكون إن اشتهى كونه
لكنه لا يشتهي ذلك فلا يولد له فلا تعارض بينه وبين خبر العقيلي بسند صحيح إن الجنة لا يكون فيها ولد.
خلاصة القول أن الحديث صحيح وأن من أراد أن يتمتع بشئ فى الجنة سوف يكون له ذلك فضلا من الله عز وجل ففى الجنة كافة القوانين والمعايير تختلف عن الدنيا فتحقيق مايتمناه من يدخل الجنة يكون بقدرة الله عز وجل
فهل يعجز الله عز وجل أن يهب لمن يتمنى الولد ولدا دون حمل وولادة ؟ فكذلك خلق آدم عليه السلام !!! فلايجب أن نخوض فى الكيفيات لأن هذه الأمور قد خص الله بها نفسه وقد وعد بها المؤمنين نسأل الله أن نكون
منهم وأن يمن الله علينا بتلك الجنة التى " فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
وهذا نص سؤال والإجابة عليه من لجنة الفتوى
تنبيه :
هل هناك إنجاب في الجنة، أي هل هناك أطفال تولد من الزوجات أو الحور العين في الجنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الجنة ليس فيها إنجاب ولا ولادة.... ونساؤها مطهرات من كل أذى وقذى وريبة، قال الله تعالى في وصف بعض نعيم أهل الجنة: وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:25]، قال
أهل التفسير: أزواج مطهرة" من البول والغائط والحيض والحمل والنفاس... والأذى والأدناس والريب والمكاره...
وأهل الجنة يطوف عليهم الوالدان بالخدمة ولا يحتاجون إلى أولاد أو خدم، كما قال الله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا
[الإنسان:19].هذا هو الأصل وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا مانع من وجود الولد عند من يشتهيه مستلا بأدلة عامة وأخرى خاصة والله أعلم .