دبي تدفع ثمن الفورة العقارية الحادة التي تغذت بالد
مع مشاريع ملغاة وورش متباطئة ووحدات سكنية فارغة، يبدو ان 'لؤلؤة الخليج' دبي تدفع ثمن الفورة العقارية الحادة التي غذتها الاستدانة والمضاربة.
وقال الموظف اللبناني وسام خوري (35 عاما) 'ان الشقق كانت تباع في دبي عام 2007 مثل سراويل الجينز'. واضاف 'كانت تباع العقارات على الخارطة في اكشاك داخل مراكز التسوق والوسطاء العقاريون كانوا يؤكدون
للشارين انهم سيتمكنون من الحصول على ارباح تصل الى 40' في غضون سنة'.
واقدم الاجانب الذي يشكلون غالبية سكان دبي على شراء العقارات بكثافة في الامارة مستفيدين من قانون صدر في 2006 وسمح بتملك الاجانب في بعض المناطق، فيما كانت غالبية الصفقات تتم قبل ان تبدأ اعمال الحفر في
ارض المبنى المزمع انشاؤه.
فقد كان حلم الجميع في دبي شراء شقة في منطقة المارينا التي تعج بالابراج او على جزيرة النخلة الاصطناعية، وذلك ليس للسكن في العقار بالضرورة، بل لبيعه بعد اشهر او ايام، او حتى ساعات، مع تحقيق ربح.
وغذت هذه الظاهرة التي تحولت الى فقاعة انفجرت مع اندلاع الازمة المالية العالمية، الاستدانة المكثفة من قبل المستثمرين والمقاولين على حد سواء، مع العلم ان اكبر شركات البناء في دبي تملكها حكومة الامارة
كليا ام جزئيا.
ولكن المشاريع على الخارطة تحولت الى حقيقة في كثير من الحالات مع الانتهاء من بناء اعلى برج في العالم واكبر جزيرة اصطناعية في العالم هي جزيرة نخلة الجميرا لشركة نخيل العقارية.
وبعد ان انخفضت الاسعار بنسبة تصل الى 50'، بدا وضع السوق العقاري وكانه يتجه نحو الاستقرار والتحسن، الا ان الصدمة الجديدة التي تسبب بها اعلان دبي المفاجئ عاد ليقض مضجع القطاع العقاري مع مخاوف من مزيد
من التدهور.
وشكك نيكولاس ماكلين مدير شركة سي.بي ريتشارد اليس ميدل ايست العقارية بصوابية 'الطريقة التي مولت من خلالها المشاريع العقارية' لاسيما عبر بيع الوحدات قبل انشائها.
وقال ان 'الناس كانت تقترض المال لدفع 10' من ثمن الوحدة ظنا منها انها يمكن ان تبيع الوحدة نفسها وتحقق الربح قبل ان تستحق الدفعة الثانية'. واضاف انه مع حلول الازمة المالية العالمية في خريف 2008، 'توقف
عدد كبير من المنفذين عن سداد استحقاقاتهم لان زبائنهم توقفوا عن تسديد الدفعات العقارية'.
وذكر ان اكثر المتضررين هم 'المستثمرون الصغار الذين لا خبرة لهم'. فخليل راضي، وهو استشاري لبناني في الرابعة والاربعين من العمر اشترى فيلا في اب/اغسطس 2008 بـ6.4 مليون درهم (25،1 مليون دولار).
وقال 'لقد اشتريت لانني لم اكن اجد زرافة لاستأجرها كما ان الايجارات اصبحت جنونية ووجدت ان الاستدانة سهلة، فكان يكفي ان اقدم شهادة براتبي'. والان لا يخفي راضي ندمه لشراء الفيلا التي 'تساوي حاليا 55' من
الثمن الذي دفعته لشرائها' والذي يتعين عليه ان يسدد اقساطه على مدى 19 عاما.
والآن تنتشر لافتات 'للبيع' او 'للايجار' على مبان بحيلها بينما تباطأت الورش التي كانت تعمل ليلا نهارا في السنوات الماضية.
كما تزامن تسليم عدد كبير من الوحدات مع الازمة الاقتصادية وانحسار الطلب، مما فاقم ازمة العقارات في دبي.
وذكر ماكلين ان '50' من مشاريع الشركات العقارية التابعة لحكومة دبي معلقة او مؤجلة'.
وفي غياب ارقام دقيقة عن الشقق الفارغة، يؤكد ماكلين ان 'العرض يفوق حاليا الطلب لان عدد سكان دبي' لم يعد يزيد بالوتيرة نفسها التي سجلت في السنوات الماضية، والتي كان يسعى المقاولون لمواكبتها. وذكر
ماكلين ان عدد سكان الامارة الذي يقدر حاليا بـ7.1 مليون نسمة، كان يزداد بمقدار 300 الف نسمة سنويا في آخر سنوات الفورة.
واذ توقع ماكلين ان 'تنخفض اسعار العقارات اكثر' بسبب الازمة المتجددة في دبي، الا انه رأى في ذلك عاملا مشجعا للشركات الجديدة التي تود ان تتخذ من دبي مقرا لها. وقال انه 'بالرغم من كل هذا، تبقى دبي افضل
مكان للعيش في الشرق الاوسط'.
قمنا بتغير احدى كلمات هذا المقال, ما هي الكلمة الجديدة؟ هل بأمكانكم ان تجدوا الكلمة التي ليست في مكانها والتي لا تتلائم مع المغزى؟