الإسرائيليّات في القرآن 8
الإسرائيليّات التلموديّة والمدراشيّة:
وإذ إنّ العهدين القديم والجديد مليئان بالأساطير
أيضا التلمود والمدراش
وهما منجمان كبيران للأساطير والخرافات.
ولفظة التلمود مشتقّة من جذر למד = لمد
وتعني تعلّم وعرف ودرس،
فتلمود تعني دراسة وهي قريبة من لفظة
"تلميذ تتلمذ درس تعلم "،
ويتكوّن التلمود من محورين رئيسين:
المشناه اداة الشن
شَنَّ: ( فعل )
شَنَنْتُ ، أَشُنُّ ، شُنَّ ، مصدر شَنٌّ
شَنَّ الْجَيْشُ غَارَةً عَلَى العُدُوِّ : وَجَّهَ هُجُوماً
شَنَّ شنًّا : يَبس ، وأخْلَق
شَنَّ: ( فعل )
شَنَّ ، يَشِنُّ ، مصدر شَنَانٌ ، شَنينٌ
شَنَّ الْمَاءُ :
شَنَّ الماءُ شنينًا ، تَشْنَانًا : سَالَ قَطْرَةً قَطْرَةً ، تَقاطَرَ
شَنَّ السَّائِلَ : صَبَّهُ مُتَفَرِّقاً
شَنّ: ( اسم )
والجمارا هي من حرار الجدل والصراع كجمر النار
وهي نقاشات حول المشناه،
أمّا المشناه فهي الشريعة النقليّة الشفويّة،
ويزعم اليهود أنّها منقولة عن موسى،
وهي تتكوّن من ستّة مباحث ولفظة مشناه
مشتقّة من جذر שנה = شنه،
وقد تعني "ثنّى" بالعربيّة وراجع وأعاد
وهذه اللفظة تذكّرنا بلفظة "المثاني" في القرآن
فإن كانت ستّة في التلمود فهي سبعة في القرآن،
(آتيناك سبعا من المثاني)
تحديث للسؤال برقم 1
الإسرائيليّات في القرآن 9
ويوجد التلمود البابلي والتلمود الأورشليمي
وقد انتهتْ كتابة التلمود في القرن السادس بعد الميلاد
اي مع بداية الديانة الاسلامية
فما هو تأثير الاسم على الكتابات التلمودية
أمّا المدراش فهو ما يوازي كتب التفسير في الإسلام،
أي كتبه رجال دين يهود لتوضيح أو تأويل التوراة،
ولفظة "مدراش" تعني الدراسة أيضا والبحث والتأويل
وجذرها "درش" وتقابلها لفظة "درس" بالعربيّة،
والمدراش تتوزّع كتابته بين القرن الثاني
والقرن الثالث عشر بعد الميلاد،
بيد أنّنا نستطيع معرفة تاريخ كتابة
بعض النصوص قبل الإسلام أو بعده.
وونعمل مقارنة لقصص القرآني عن الأنبياء
و القصص في التلمود والمدراش،
إلاّ قصّتي عاد وثمود بوصفهما قصصا عربيّة
غير مذكورتين في التراث اليهوديّ.
او لان اليهود لا يريدون ان يعترفوا
بأنبياء بين ابونا نوح وابونا ابراهيم
وبّماإنّها قصص صحيحة ذكرها القرآن
ولا شيء ينفي أن يذكرها من كان قبله،
فهي ليست سرّا من الأسرار،
تحديث للسؤال برقم 2
الإسرائيليّات في القرآن 10
فالقرآن ترجمة بلسان عربيّ
لما هو موجود في زبر الأوّلين،
وإحقاقا للحقّ فقد أبدع
وحاز قصب السبق في استعمال عنفوان
وبلاغة اللغة العربيّة في المجال اللاهوتي.
وقد كانوا يعلمون أنّ القرآن فيه من كتب الأوّلين
إلاّ ان بعض آياته وكما جاء في صحيح مسلم
أنّ ملكا من السماء نزل إلى النبيّ وقال له:
(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك
فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة)
فكلّ كلام القرآن قد يكون قدأوتي لنبيّ من قبل،
إلاّ سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة،
حسب ابن عبّاس راوي الحديث.
الإسرائيليّات العربيّة:
و قد قدم القرآن العديد من القصص والأحكام
المتوافقة مع التراث اليهوديّ
بيد أنّه كان يتدخّل أحيانا
في صياغة القصّة أو التشريع
ليجعله موافقا للأرضيّة العربيّة
وقد حافظ القرآن على تشريعات موجودة
كقطع يد السارق مثلا وهي عادة جاهليّة
حيث جاء في المنمّق أنّ قريشا في الجاهليّة
كانت تقطع يد السارق ناهيك عن عادة "الحجّ"
وهي شرائع كانت في فترة الوثنية و جاهليّة
قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» [رواه البخاري]
تحديث للسؤال برقم 3
الإسرائيليّات في القرآن 11
تمكّن النبيّ من اللغة العبرية بوحي من الله
ومن اللغة العبريّة كما نرى مثلا في قوله:
(من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه
ويقولون سمعنا وعصينا وأسمع غير مسمع
وراعنا ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين
ولو أنّهم قالوا سمعنا وأطعنا
وأسمع وأنظرنا لكان خيرا لهم وأقوم…)
(النساء، 46)
فقول اليهود "سمعنا وعصينا"
يعني "سمعنا وأطعنا" ושמענו ועשינו
فلفظة "عصينا" العبريّة עסינא عسينا עשינו عشينو
تعني بالعربيّة "أطعنا" אטענ
وهي الجملة التي قالها اليهود لموسى
حيث نقرأ في سفر التثنية 5، 27:
ושמענו ועשינו = وشمعنو وعصينو
وتعني بالعربيّة: سمعنا وأطعنا،
فاليهود في هذا الآية في القرآن يتهكّمون
حيث يذهب في خلد من كان حاضرا أنّهم يعصون النبيّ،
فإن اعترض أحد الصحابة أو النبيّ قالوا:
بل نقصد عصينا العبريّة أي الطاعة
وإن لم يعترض أحد ظلّ السامع يعتقد بعصيان اليهود جهرا،
وقولهم كذلك "راعنا"
وهي مشتقّة من لفظة רע = رع
والتي تعني "الشرّ"
فقولهم "راعنا"
أي أنت "شرّنا" بالعبريّة
بينما بالعربيّة تعني "ساعدنا"
و "اصبر علينا" لذلك يقول القرآن معلّقا
"ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين"
فالنبيّ كان يفهم العبريّة
والمقاصد من غمز اليهود،
وكيف لا وهو الملهم بالوحي لقصص التراث اليهوديّ
والتي صاغها بلسان عربيّ بليغ ورائع
فلم يجانب الصواب حين يتحدّى الناس
بأن يأتوا بمثل هذا القرآن بالعربيّة،
ومن حقّه أن يفخر ويتحدّى.