السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندي مجرد تساؤل عن بعض مما قاله الامام الجليل"الذهبي" في حق نسب سيدي الجليل "أبي الحسن الشاذلي" الى آل البيت ...رحمهما الله تعالى
قال الإمام الذهبي فيما معناه باختصار : وهذا نسب مجهول لا يصح ولا يثبت وكان الأولى به تركه..الخ
وانا شخصيا من منبري هذا ..أعاتب الامام الذهبي عما قاله وكان الاولى بالامام الذهبي أن يترك الأمر تماما ويقول الله اعلم أو يقف على الحياد
فمن حقه ومن حق غيره الايؤمن بذلك لان في الحقيقة لايوجد دليل او شاهد مؤكد بالنسبة للشخص يقنعه
ولكن ايضا لايوجد دليل على كذب هذا القول ، بل الاصح ان يظن خيرا خصوصا مع ذكر أكثر من مرجع او شخص بالنسب
وخصوصا ان الامام الشاذلي مشهود له بالصلاح والتقوى ودوره في نصر الاسلام ودوره في الانتصارات الاسلامية
وخصوصا ان نهايته ووفاته كانت وهو متجها نحو البيت الحرام فسيرته واعماله تسبق نسبه
واذا كان مقصد الامام الذهبي الوقوف على الحياد فلامشكلة في ذلك ولكن اذا كان مقصده من الكلام تكذيب النسب فانا في هذه الحالة اعاتبه على ذلك غفر الله لنا جميعا ذلاتنا
تحديث للسؤال برقم 1
وعموما هناك غيري من رد على كلام الامام الجليل الذهبي رضي الله عنه وارضاه
هذا الرد القادم منقول عن غيري :
1- نحن نوافق العلماء القائلين بعدم ثبوت الأنساب والأحكام بالكشف والإلهام والرؤى المنامية ، ولكن يستأنس بالكشف الصحيح والإلهام والرؤى المنامية في حق الرائي ويستبشر بها من غير أن تكون طريقاً من طرق
الإثبات المتواترة أو الصحيحة لما يترتب على الإثبات من أحكام شرعية وحقوق دنيوية أو أخروية.
2- ما ذكره المؤلف بالنسبة لنسب الإمام أبي الحسن الشاذلي ورميه له بالادِّعاء والتجرؤ والاعتماد على الكشف مردود ومرفوض قطعاً وذلك لأمور:
أ- الإمام أبو الحسن الشاذلي مشهود له بالمعرفة والاستقامة وكلامه في الحقائق مضبوط بالكتاب والسنة وليس هناك اعتراض من علماء الشريعة على ما قاله ومن ادّعى ذلك فليذكر لنا كلامه المخالف للشرع ومن أنكر
عليه من العلماء ، ومن كان في رتبة الإمامة كأبي الحسن الشاذلي فإنَّ تقواه ومعرفته تمنعه من الادّعاء الكاذب في نسبه أو اعتماده على ما كاشفه به شيخه.
ب- بيّن علماء الأنساب ما يتعلق بنسب الإمام أبي الحسن الشاذلي وما قيل حوله وهم العمدة في ذلك وإليهم المرجع ، فالمذكور في أكثر الكتب أنه علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن
يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن علي بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن سيد شباب أهل الجنة أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومولاتنا
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول: قال صاحب (( سلوة الأنفاس)): ما عند ابن عطاء الله في لطائف المنن وتبعه البوصيري في داليته وغيره من رفع نسبه من طريق محمد بن الحسن السبط غلط واضح نبَّه عليه القصَّار وغيره لأن محمداً هذا لم يعقب
كما نصَّ عليه ابن حزم في فهرسته ، وغيره ، وكذا ما في شرح المواهب من أنه من ذرية محمد بن الحنفية لا يصح أيضاً ا.هـ
فكلام الحافظ الذهبي في تاريخه محمول على هذا النسب الذي لم يصح ولم يثبت ، والصحيح في نسبه كما قال صاحب سلوة الأنفاس في ترجمة الشيخ الإمام الجليل أبي حفص عمر بن سيدنا ومولانا إدريس الأزهر بن سيدنا
ومولانا إدريس الأكبر رضي الله عنه ما نصه:
وكفاه ـ يعني السيد عمر ـ فضلاً وفخراً وشرفاً وذكراً أن من ذريته الشيخ الإمام مفتي الإسلام القطب الشهير والغوث الكبير شيخ الطريقة ومعدن السلوك والحقيقة تقي الدين أبا الحسن سيدي علي بن عبد الله بن عبد
الجبار الغماري المالكي الشاذلي العَيذابي رضي الله عنه على ما هو التحقيق في نسبه حسبما حرره الأستاذ القصار والإمام الأقصرائي في كتابه (( نفحات الصفا )) وصاحب كتاب (( النبذة المختصرة المفيدة )) قبلهما
وهو سبط الإمام الشاذلي المذكور ، وفي الروضة المقصودة للشيخ أبي الربيع مولانا سليمان بن محمد الحوَّات رحمه الله ما نصه:
والقطب الشاذلي رضي الله عنه ينتهي نسبه إلى مولانا إدريس بن إدريس رضي الله عنهما من طريق ولده عمر دفين جامع الشرفاء من فاس مع أبيه ، ورفع نسبه رضي الله عنه على ما هو التحقيق هكذا ثم ذكره كما تقدم إلى
محمد بن عيسى ـ المكنى بأبي العيش ـ بن يحيى بن إدريس الثالث بن عمر المخاضي نسبة لسكناه بالمخاض ظاهر طنجة ، بن إدريس المثنى بن إدريس الأكبر بن عبد الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي
طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ج- تبين بما ذكره المحققون من علماء الأنساب صحة نسب هذا الولي الصالح الذي كان يحضر درسه ومجلسه أكابر علماء عصره كابن الحاجب والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وعبد العظيم المنذري وابن الصلاح وابن
عصفور ويمشون بين يديه إذا خرج ، وأنه لم يكن مدعياً للنسب ولا كاذباً ولا معتمداً على الكشف بل مكاشفة شيخه له جاءت مطابقة لما قاله علماء الأنساب في الصحيح المعتمد.
ولو أنَّ الحافظ الذهبي حقَّق في المسألة ورجع إلى ما قاله علماء الأنساب من بيان نسبه الصحيح وردّ النسب الذي لم يثبت لما وقع في تلك الهفوة ولما طعن بنسب هذا الإمام الجليل ولما رماه المؤلف الخضر
بالادعاء والكذب.
غفر الله للحافظ الذهبي هفواته في حق أولياء الله وأحبابه وللمؤلف ولنا أجمعين ، ورضي الله عن الإمام أبي الحسن الشاذلي وأصوله وفروعه ومشايخه وخلفائه ومحبيهم وعن جميع السادة الأشراف أهل البيت ونفعنا بهم
وبمحبيهم وحشرنا معهم بفضله وكرمه آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
===================================
ملحوظة : السؤال اعلى موجه فقط للرجل الذهبي
ربما هذا اخر سؤال موجه بيننا بالموقع وان شاء الله نتواصل من المواقع الاخرى مثل اجابة او الفيس
كل التحية والاحترام لك ولجميع الاخوة المحترمين بالموقع ..
في حفظ الرحمن..
تحديث للسؤال برقم 2
اظن أن الذهبي بالفعل تأثر بابن تيمية ولكنه تأثر ايضا بعدد من الصوفيين ويمكن البحث عن ذلك بموقع ويكيبديا او غيرها من المواقع
اما الى ماذا استقر اكثر قلب الذهبي في نهاية عمره ..الله اعلم ولكن اظن انه له نظامه الخاص به والله اعلم بقلبه وعمله
رحم الله الجميع وغفر ذلاتنا وذنوبنا جميعا
ان شاء الله
العفو. امين ..في حفظ الله..