هل أحسست يوما بالألم يعتصر فؤادك … ألم من كل نوع … آلام شتى كلها مؤلم وكلها شديد
هل أحسست أنك تتهاوى تحت وطأتها وأنك لا تستطيع احتمالها .. هل أحسست وخزها يدفعك إلى الصياح
إلى التأوه .. إلى الانفطار .. إلى انهيار الأعصاب .. وانهيار السلطان على النفس ثم … هل تمالكت نفسك
رغم هذا قلت تواسي نفسك وتجمع شتاتها … تصبرها : " فليكن ذلك في سبيل الله * إنها الطريق إلى الله … *
هل ضاقت نفسك بالحياة فما عدت تطيق آلامها وقسوتها … هل تملكك الضجر واليأس وأحسست بالحاجة إلى الشكوى … ثم هل تلفت من حولك فلم تجد من تشتكي إليه أو لم تجد راحة في شكواك إلى الناس ..؟
ثم هل تطلعت إلى السماء وانفجرت بالشكوى … هل وجدت الله وشكوت له بثك وشكواك … ؟ * إنها الطريق إلى الله … *
هل صفت نفسك في نور القمر .. ؟ هل سرح طرفك في هذا الكون الحالم الغارق بالضياء .. ؟ هل نسيت نفسك وأحسست بالحواجز بينك وبين الكون تتذاوب وتختفي رويدا رويدا .. حتى كأنك جزء من العالم الواسع الفسيح وأحسست
أنك أنت والناس
جميعاً ذرات هائمة في الملكوت لا ينبغي أن تتصادم فالكون فسيح … بل ينبغي أن يخلي بعضها الطريق لبعض
وأن تتجاذب لتسبح معا منسابة في النور؟
هل أحسست أنك طليق كهذا الشعاع السارب في الفضاء ينقل بسمة القمر الحالم إلى وجه الأرض … طليق من أي رغبة أو نزعة دنيوية … * إنها الطريق إلى الله *