تحديث للسؤال برقم 1
فتنة الصد عن سبيل الله أشد الفتن)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد ,,
فلماذا يتشبث بعض الناس بفتنة الصد عن سبيل الله, والله تعالى يقول: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ
وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ
اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ)) وقال سبحانه)) والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)). لاشك أن قتل النفس بغير حق من أكبر الكبائر, ولا يجوز قتلها إلا بحق فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث" الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة " قال الترمذي حديث حسن صحيح. واعلموا أن تنفيذ هذه
الثلاث منوطة بأولي الأمر لا بالرعية.
فلماذا يفجٌّر المفجرون بإخوانهم المسلمين وبغيرهم من المعاهدين والمستأمنين والذميين؟
ألا يعلمون أن القتال لا يصح إلا بجهاد شرعي موافق لكتاب الله ولسنة نبيه عليه الصلاة والسلام؟ ألا سألوا قبل أن يتورطوا بدماءٍ ستقف أمامهم يوم التغابن (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وهل من رجعة
لمن لم تتلوث يداه بالأبرياء؟ فيا من تخطط أو تنوي القتل: قف لحظة وفكر ثم قدر ثم انظر واسأل هل تجد عالما ربانيا أمر بهذا؟ أو قام به! نعم ستجد من هو أفضل من العالم قام بالجهاد ولكن كيف وبمن ولماذا ومتى؟
والله لو كان هدفكم موافقا لمرضاة الله لسبقكم العلماء إليه. بل لسبقناكم كلنا كما نتسابق إلى الصلاة والصيام وقراءة القرآن.
أتعتقدون أن الشهادة في سبيل الله مشروعة لكم وحدكم؟ فكم من بائع نفسه لله ينتظر أن يغمس نفسه في قلب العدو حتى يلقى الله تعالى شهيدا طاهرا زكيا. ولكن متى وأين ولماذا وكيف نقاتل؟
هذه لأولي الأمر منكم – لا من غيركم – ولأولي الحل والعقد من الحكام والعلماء الراسخين في العلم منكم. فاسألوهم عن هذه الأربع وستبرأ ذممكم بالجواب الكافي وتلقون ربكم بذمة بريئة ومن تمنى الشهادة ومات على
فراشه فهو شهيد بإذن الله. وفي المقابل " لماذا وصف الله تعالى فتنة الصد عن سبيل الله وإضلال المسلمين والمسلمات بأنها أكبر من جريمة القتل غير المشروعة؟ فقال سبحانه: " ))والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ
الْقَتْلِ)).لأن فتنة المسلمين في دينهم وحب إشاعة الفاحشة فيهم وتحريضهم على المعصية وتشويه الدين في قلوبهم, أكبر وأشد فرقة وضلالا وانحرافا من القتل, وهي السبب المباشر لفتنة التهييج والبغضاء والشحناء
بين المؤمنين, المسببة لفتنة التكفير والتفجير, ولذلك وصف الله تعالى المنافقين بأنهم: " هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" فاجتهدوا في إطفاء الفتنتين على السواء . )) وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ
الْقَتْلِ )).
د. مانع بن ناصر المانع