Alkeek
*****
مصطلح الاختيار له دلالات كبيرة ومتشعبة ويحتاج إلى بصيرة نافذة ونظر ثاقب وقدرة على قراءة السلوك بناء على جغرافيا وحركات الجسد، وهذه المهارات لا تتوفر في كل الناس والحمد لله، نعم حمدت الله لأن الناس لو
كانوا كلهم من أصحاب هذه الخصائص، لضاع حاضر ومستقبل الثقلاء والمحتالين وذوي الدم البارد والمعوجين سلوكيًا...
للاختيار مجالات كثيرة منها المهنة والصديق ونوع العربة والزوجة أو الزوج ولا إخالني قادر على حصرها لذا سأكرس مقالي هذا للذي يريد زوجة صالحة خدومة نبيلة العشرة ليس لاتفاقية سيداو من اهتمامها نصيب ودا
كله لأنك أنت تهمني وخايف تفوت والسكة بيك ما تلمني...
ينخدع كثيرٌ من الرجال في اختيار المرأة المناسبة لأنهم ينتقونها من المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ لذا تكون النتائج ضارة بالصحة ننصحك بالابتعاد عنها...
مثال على ذلك تجد أن جل الشباب يختارون زوجاتهم من أماكن احتفالات الزفاف أو أعياد الميلاد أو مكان العمل وفي كل هذه المواضع تختفي الحقيقة تمامًا... قول لي كيف ؟؟؟؟
قبل الحضور إلى بيت العرس تجد أن الفتاة قد طافت على كل حوانيت الحرفيين والحرفيات الخاصة بالجمال والتجميل ابتداء من محلات البخار الجاف بالحمامات المغربية مرورًا بالكوافير حيث الدهانات والصبغ والمعاجين
وإزالة النمش وطمس حب الشباب وشد الجلد بقوة تميط بعض الأعضاء عن مواضعها كأن تقترب إحدى الأذنين من أرنبة الأنف أو ينزل الكوع إلى أسفل حتى يلامس مرفق الكف، إضافة إلى صنفرة وتبييض الوجه بكريمات أغلبها
مصنوع من أجساد الأجنة المجهضة التي تأتي من بلاد الهند حيث المبتكرين والسحرة وخبراء إخفاء المعالم، والحكمة يا مان إنك لا تجد خبراء التجميل الا في أفظع المناطق قبحًا ... خلي بالك كويس، كل ذلك إضافة إلى
البدكير والمنكير ولبس البدل المحشوة بالإسفنج لإخفاء عيوب الهيكل وتنتهي العملية في ورشة نقاشة لضرب الجفون بوهيات تنسجم مع لون الحذاء ثم يأتي آخرون ويزرعون حواجب تمتد من نصف الجبين أعلى الأنف إلى مبنى
السفارة الأمريكية بسوبا، شفت المغسة دي؟؟
في صبيحة اليوم التالي وعندما تقوم الفتاة من نومها وتبدأ عملها اليومي بالمنزل تجد أن العلاقة بين شكلها الآن وشكلها بالأمس مثل العلاقة بين المرتبات والأسعار... وعليه أوصيكم يا شباب بأن تختاروا زوجاتكم
ساعة المحن والشدائد كأن تذهب إليها في اليوم الثالث لوفاة والدها أو تزورها عندما تكون مرافقة لأمها بمستشفى الشعب وهناك ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود... حيث تتمعن في الحجم
الطبيعي والفلتر الناعم كما تلمس مدى حزنها لفقد والدها أو إلى أي مدى هي مكتئبة ومشفقة على صحة والدتها وهاتان الخصلتان أعني الحزن بفقد عزيز أو التوتر لمرضه لا يعتريان إلا أصحاب القلوب البيضاء والمعدن
النفيس وهذا مؤشر للعديد من السلوكيات الرفيعة التي أصبحت تنكمش بل تتلاشى على زماننا هذا.
حسم ثوري:
في ندوة أقامتها إحدى المصالح الحكومية وقف المدير بعد أن انتهى من كلمته الافتتاحية وسأل أحد الخفراء الذين كانوا يستمعون إليه باهتمام فقال: بالله رأيك شنوفي سياستنا في الوزارة دي؟؟
وقف العامل وقال : والله إني أخاف الله إن كذبت وأخافك إن صدقت!!!!
د. فتح العليم عبد الله