بعض الروايات تقول ان فرعون الخروج الذي خرج وراء موسى عليه السلام و غرق في اليم هو
" رمسيس الثاني "
احد ملوك الاسرة التاسعة عشر والذي تولى الحكم منذ
(1290 – 1222 ) ق .م
هذا لايتفق مع طبيعة ومنطق التاريخ والاحداث الزمنية التي تتصل بواقع الخروج والشخصيات المرتبطة بها
من حيث التاريخ يوجد اجماع ان موسى عليه السلام ولد بين
(1440 – 1436 ) ق.م
وعاش لمدة 120 سنة أي توفى حوالي 1320 ق.م
بينما تؤكد المصادر التاريخية ان " رمسيس الثاني "
ولد في عام
1310 ق.م
وحكم فيما بين
1290 -- 1222 ق.م
أي انه ولد بعد وفاة موسى عليه السلام بحوالي
10 سنوات
ان المصادر التاريخية تشير الى ان سنة الخروج هي السنة التي خرج فيها موسى عليه السلام من مصر مع قومه وكان عمره
80 عامًا
وذلك لانه مكث مع قومه في التيه حوالي 40 سنة قبل ان يتوفى
وحيث ان واقعة الخروج مصحوبة بموت فرعون
فلو كان " رمسيس الثاني " هو فرعون الخروج
فإن ذلك يعني بان سنة الخروج هي سنة
1220 ق .م
هي سنة موت " رمسيس الثاني "
وهو تاريخ قريب جدًا من من زمن نبي الله " داود "
وهذا لايتفق مع ماجاء في تاريخ بني اسرائيل !!!!!!!!
ونجد ان الصفات التي ذكرها القرآن عن فرعون الخروج لاتنطبق على " رمسيس الثاني "
استنادًا على سيرته وتاريخه الموثق
وهناك رواية تقول انه الملك "منفتاح " الذي تولى الحكم بعد " رمسيس الثاني "
(1222-- 1211 ) ق.م
وتضاربت الروايات في اسم فرعون الخروج
ولكن هناك ادلة وبراهين تؤكد ان فرعون الخروج هو
"امنحوتب الثالث "
عند الرجوع الي مخطوطات ونقوش وآثار التاريخ المصري القديم في التسلسل الزمني لفراعنة مصر
نجد تزامن تاريخ ماعرف بواقعة الخروج مع تاريخ موت " امنحوتب الثالث "
فقد اكد المؤرخون ان الخروج قد حدث حوالي
1360 ق.م
وان هذا التاريخ هو نهاية عهد فرعون مصر
"امنحوتب الثالث "
ولو رجعنا للقرآن الكريم
فالقرآن يذكر لنا صفات هذا الفرعون انه كان يدعي الالوهية
وجاء في مصادر تاريخية كثيرة تؤكد ان
" امنحوتب الثالث "
هو الفرعون الوحيد الذي ادعى انه إله وان حياته كما وصفه القرآن مولعًا بالترف وبناء القصور والاستكبار والعنف
واكثر الفراعنة على الاطلاق اهتمام بالتعمير والبناء و تشيد الصروح
قال تعالى :
(( وقال فرعون ياأيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي ياهامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين
وفي هذا المجال نجد ان مصادر التاريخ المصري القديم الموثقة والمجسدة في الآثار التي لازال البعض منها قائمًا تؤكد ان
" امنحوتب الثالث "
هو الفرعون الذي اهتم ببناء الصروح
وعلى صفحات كتاب " ملوك النيل "
نجد صورة واضحة لاحد الصروح التي بناها
" امنحوتب الثالث "
عند مدخل معبد الاقصر والذي مازال قائمًا حتى يومنا هذا
ولقد ذكر القرآن الكريم مستوى الترف في حياة هذا الفرعون
قال تعالى :
(( ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )
وقد جاء في النقوش والمخطوطات مايؤكد هذه الحقيقة
ومنها ماجاء في كتاب
" مصر القديمة " الجزء الخامس
يذكر ان هذا الفرعون كان اكثر الفراعنة الذين اهتموا بإقامة القصور الشامخة والمعابد الفاخرة في طيبة
كما لم يفعله فرعون من قبله
كما انه انشأ بحيرة صناعية بجانب قصره وكان يتنزه على مياهها في قاربه المسمى
"قرص الشمس يسطع "
ولعل هذه البحيرة هي التي اشار اليها القرآن الكريم بالانهار تجري من تحته
( ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون )
الحمد لله على نعمة الاسلام
