السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

من هم قوم لوط ؟

0 تصويتات
سُئل أبريل 23، 2015 في تصنيف الإجابة على الأسئلة بواسطة هديل (161,680 نقاط)
أول من ذكر قوم لوط هي التوراة على أنهم كانوا موجودين في المنطقة العربية قرب البحر الميت [ علما أن سكان تلك المنطقة كانوا من الأقوام غير عربية اللسان في ذلك الزمان بل كانوا كنعانيين و آراميين و عبرانيين ]، ولا ندري بالضبط من أين أتت القصة فالتوراة كتبت في القرن السادس قبل الميلاد بحسب الدراسات التاريخية الموثقة ، أثناء السبي البابلي لليهود من قبل نبوخذ نصر ، و تقول التوراة أنهم كانوا يسكنون قرب البحر الميت و أن جميع قوم لوط شيوخهم و شبانهم بلا استثناء كانوا مثليين بحسب سفر التكوين اصحاح 19 جملة 4 ، و هو كلام لا يمكن قبوله من الناحية العلمية ، لأن نسبة المثليين في أحسن أحوالها لا تتجاوز 10% من السكان ، و زعمت التوراة أن قوم لوط أرادوا مضاجعة ضيفي لوط و هما ملكان ، فقدم لوط لقومه جميعا ابنتيه ليفعلوا بهما ما يشاؤون [ جملة 9 من نفس الاصحاح ] ، وهو كلام غير منطقي و لا يمكن قبوله أيضا ، ثم تزعم التوراة أن الله خسف بهم الأرض جميعا ، و تؤمن الأديان التي تسمي نفسها سماوية بهذه القصة و تفاصيلها و مصدر جميع الكتب لهذه القصة هو كاتب التوراة الأول . لا يوجد أي دليل تاريخي على الإطلاق ولا آثاري على وجود قوم لوط ، و المثلية الجنسية من الناحية العلمية موجودة منذ فجر التاريخ و قبل الإنسان في كافة عوالم الطبيعة ، و في تاريخنا العربي مثل اي تاريخ توجد بعض ملامح لتأريخ بعض ما يخص المثلية ، و الزعم بأن قوم لوط هم أول المثليين في المنطقة العربية أو العالم زعم لا دليل علمي عليه . و عليه فتعبير لواطة تعبير ساقط علميا ، و ينبغي استبداله بتعبير الممارسة الجنسية المثلية . ........................................................................................
تحديث للسؤال برقم 1
في الآيات 28 - 29 من سورة العنكبوت : [ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر، فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين ]  .. هذه الآية مكملة للآية السابقة  ، فهي تؤكد على وصف قوم لوط بأنهم يأتون الرجال كصفة خاصة بهم مع قيامهم بمنكرات كثيرة في ناديهم ، ونلاحظ كيف فصل كلمة المنكر عن تعبير إتيان الرجال ، فالمنكر الذي كانوا يقومون به في ناديهم هو بالتأكيد ليس إتيان الرجال على وجه المثلية ، بل شيء آخر كلعب الميسر و أشياء أخرى و الممارسة المثلية العبثية كانت جزءا مميزا لهم ، و إلا لما كان ذكر ذلك بجملة مستقلة ، و قد وصف أعمالهم مجملة بالفاحشة في بداية الكلام ، و هي لا تعود بالطبع على موضوع إتيان الرجال بشكل مستقل كما فهمها المفسرون ، بل على كل الجمل التالية لها كما هو واضح . و أما قوله تعالى عن قوم لوط في سورة الحجر آية 72 : [ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون] ، فهي جزء من الآيات : [وَجَآءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ * وَاتّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ * قَالُواْ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ] نلاحظ أن وصف قوم لوط بالعمى في سكرهم ، وصف لحالتهم المنكرة ، حيث قدم لهم بناته للزواج بهم ، و هو لا شك يعلم أنهم سيكتفون بهم بدلا من مهاجمة الملكين في بيته و اغتصابهما عنوة ، مما يعني أنهم لم يكونوا مثليين خالصين ، بل كان يمكنهم إقامة علاقة حب مع الجنس الآخر ، وهم يرفضون ذلك ، ثم يهاجمون بيت النبي و يمنعونه من استقبال أحد ، و وضعوه في الحجر ، فهل أقل ما يوصف به عملهم الشنيع هو العمى في السكر ؟ إنهم بأفعالهم هذه بلا شك مجرمون يستحقون أشد أنواع العقوبة الآيات القرآنية التي تناولت قضية قوم لوط لم تكن مقتصرة على الممارسة المثلية بأي شكل ، و أن قوم لوط كانوا مفسدين في الأرض و كان بإمكانهم الاكتفاء بالجنس الآخر إلا أنهم و لأسباب ماجنة فقط أرادوا ترك الجنس الآخر ليكتفوا بأبناء جنسهم و لو كان ذلك بالاغتصاب لملائكة الله ، و بتكذيب نبيهم و حصاره و منعه عن الناس ، وإتيانهم كل فعل فاحش بحيث جمعوا كل المنكرات فسبقوا غيرهم من الأمم في فعلهم هذا ..و لاحظنا كيف أن تركيز الفقهاء و المفسرين على الممارسة المثلية كوصف وحيد لقوم لوط هو تركيز بعيد كل البعد عن ظاهر الآيات وحقيقتها ، و فيه إجحاف كبير بحق المعاني القرآنية المنزلة .. من المؤكد أن النزعة الذكورية في المجتمع الشرقي منذ قديم الزمان هي التي سيطرت على رؤية المفسرين و الفقهاء في تناول هذه القضية و ليست الرؤيا الحيادية الباحثة عن الحقيقة الصرفة .. لم تذكر الآيات القرآنية موضوع الممارسة المثلية الصرفة النابعة من الغريزة الأصيلة في النفس البشرية ، و كل ما لم يذكره القرآن و يوضح أحكامه فهو من المسكوت عنه ، ويندرج في قوله تعالى : [ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها .] و قد قال البعض أن الآية في سورة النساء [ و اللاتي يأتين الفاحشة من نساءكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوافهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ، و اللذان يأتيانها منكم فآذوهما  فإن تابا و أصلحا فأعرضوا عنهما
تحديث للسؤال برقم 2
] زعم بعض المفسرين بأنها حكم على الممارسة المثلية ، بالنسبة للمرأة تحبس في البيت حتى تموت أو تتزوج ، و الرجال يتعرضون للضغط الاجتماعي فقط حتى ينتهوا عن فعلتهم ..و لكن الآيات غير صريحة أولا ، و قد قال معظم الفقهاء أنها منسوخة بحكم الزنا الذي جاء بعدها ، و على فرض أنها جاءت فعلا في تجريم الممارسة المثلية فلا شك أنها تقصد الممارسة العلنية التي يجاهر بها أصحابها بدليل طلب أربعة شهود لإثبات الواقعة ، و ليس ثلاثة شهود أو أقل ،ولا يمكن لأربعة أن يشاهدوا الواقعة إلا إذا كانت في مكان عام .. و بالإجمال ، لا يوجد أي حكم شرعي في القرآن الكريم ولا في السنة الثابتة الصحيحة يقوم بتجريم الممارسة المثلية ، و الأحاديث النبوية الواردة في ذلك لا تصح جميعها استنادا إلى علم الرواية كما ذكرتها في موضوع آخر هنا في هذا المنتدى ، و أقوى حديث فيها  رواه عكرمة البربري [ من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به ] و عكرمة هذا هو مولى لعبد الله بن عباس و قد اتهمه علي بن عبد الله بن عباس بالكذب في الرواية كما أكد ذلك عبد الله بن عمر الصحابي المشهور و المكثر من رواية الحديث كما جاء في ترجمة عكرمة هذا في كتب الرجال..و السؤال هنا : لو صح حقيقة مثل هذا الحديث الذي يحكم بالقتل على الممارسين للمثلية فلماذا لم يروه سوى عكرمة هذا ؟    أين باقي الرواة العظماء من الصحابة و أبنائهم و العلماء الآخرون ؟ و من ناحية أخرى ، فالقرآن الكريم ينص على أنه جاء بالدين كاملا غير منقوص ، و قد أعطى لكل أمر مهم في الحياة حكما شرعيا واضحا و صريحا ، فالقاتل يقتل ، و السارق يقطع ، و الزاني يجلد  و غير ذلك من الأحكام في سائر الأحوال ، فهل يعقل أن يترك القرآن حكما فيه حد القتل بلا ذكر ؟ و هل الروح البشرية رخيصة إلى هذا الحد حتى يؤخذ الحكم بقتلها من نص ضعيف ؟ القرآن الكريم تكلم في أحكام اليمين و الزواج و الطلاق و التبني و الجهاد و الرضاعة و غير ذلك مما يتعرض له الناس فلماذا يسكت عن حكم الممارسة المثلية ليأتي الفقهاء و الرواة المتهمون بالكذب بإيراد نصوص تحكم بالقتل على ممارسي المثلية ؟ لا نشك بعد هذا أن الرواة قد افتروا علينا افتراء عظيما ، إذ لا يوجد أي حكم يفيد معاقبة ممارسي المثلية في القرآن الكريم ، و هم يفترون على الله تعالى كما يفترون علينا ..
...