الرسل و الأنبياء هم خيار البشر المبلّغون لرسالات ربّهم ..
===============================
إرسال الله تبارك و تعالى الرسل و الأنبياء فضلٌ منه و ليس واجب عليه فهو تبارك و تعالى زيادة فى الفضل و المنّة أراد هدايتنا فأرسل رُسله من بيننا إلينا مُبلّغين و مبشّرين و مُنذرين بما يُرشدنا للصلاح و
الحصول على الجواب لأهمّ أسئلة الوجود البشرى على مرّ الزمان ..
الرسول أو النبىّ هو إنسان يحمل كلّ صفات الإنسانية جهّزه الله لتلقّى الرسالة السماوية فعصمه الله من الوقوع فى المعاصى المقصودة و الكبائر و خلّقه بأفضل الأخلاق قبل إبلاغ الله له بتحمّل مهام النبوّة أو
الرسالة بمعنى أنّ الرسول أو النبى قبل الرسالة أو النبوّة استحال عليه الذنب الظاهر و الباطن حسب وضعه قبل معرفة الشرع إذ لم يكن يعرفه أمّا بعد وصوله البلاغ عصمه الله تبارك و تعالى من الوقوع فى الصغائر
و المعاصى و الكبائر معًا لعلمه بأحكام الشرع و ذلك فى إطار نقصه البشرى الطبيعى من جواز المرض عليه و النسيان أو السهو فى غير تبليغ كلام الله و أحكامه و كذلك طلب الأكل و الشرب و خلافه من نقائص البشر
العادية ..
يمتاز الرسل و الأنبياء عن غيرهم بالمُعجزات الحقيقية بدايةً من حياتهم الشخصية التى تخلو من المطامع و المعاصى و الأغراض الخبيثة و لهو الدنيا نهايةً بتبليغهم رسالات ربّهم بالعقل و الحكمة و الموعظة
الحسنة مُخلصين فى دعواهم لوجه الله فى الإلتزام بالمنهج القويم و العمل على التدليل المُناسب لكلّ عصر على حدة مع إستصحاب المُعجزة الخارقة للعقل المؤيّدة لصدقهم ..
فالتفرقة بين الرسول و النبى و بين غيره من الأفّاقين و المُحتالين أو حتّى المُصلحين و الأخيار هو وجود العصمة التى تمنع صاحبها عن الزلل و الخطء حتّى قبل البلوغ و إستلام مهمّة التبليغ و كذلك الإلتزام
بقواعد المنهج الربّانى المتواتر و المُجمع عليه بين كلّ الأنبياء و الرسل من عبادة الله و الإيمان به و بالملائكة و القضاء و القدر و خلافه من الأشياء المتواترة و المجمع عليها بين جميع الأنبياء بالإضافة
إلى الإلتزام بشرع من سبق من الرسل فى تفاصيل التشريع الفقهية إن لم يكن هناك تعديلًا أو تجديدًا عليه بحسب سنّة الله فى التدرّج فى تنزيل الأحكام ..
أمّا الفرق الأكبر الذى يُدلّل على صدق الرسول أو النبى فى سبيل دعوته إلى الله هو المُعجزة التى يؤيّده الله بها و التى تأتى لكلّ رسول أو نبى بحسب قومه فتكون المُعجزة واقعية و مُستحيلة الحدوث من بشرى
بمعنى غير قابلة للصنع من البشر و حسيّة ملموسة ليست خدعة بصرية و تجرى أمام القلوب بما لا يدع مجالًا للشكّ مثل مُعجزة عصا موسى صلّى الله عليه و سلّم و ناقة صالح صلّى الله عليه و سلّم و غيرهم من
الأنبياء و الرسل الذين أيّدهم الله بمُعجزات حسّية ملموسة واقعية تجرى أمام العيون يستحيل لبشر صنعها ساحرًا كان أو كاهنًا أو أيًا كان قدرته البشرية ..
فتكون المُعجزة جنبًا إلى جنب مع المنهج الذى يدعو إليه النبى أو الرسول مع خصائص حياة النبى أو الرسول من العصمة هى خير دليل قاطع على صدق مصدر الرسالة و صدق محتواها من الأوامر و النواهى و التشريع و
الإخبار بالغيب و بالطبع مُعجزة رسولنا الكريم خاتم النبيين سيّدنا مُحمّد صلّى الله عليه و سلّم التى تستمر معنا إلى يومنا هذا هى القرءان المُعجز مع وجود مُعجزات أخرى كثيرة لا تُعدّ و لا تُحصى له رءاها
من عاصره صلوات الله و سلامه عليه مثل إكثار الطعام و تسبيح الحصى و إتيان الشجر إليه و ما غير ذلك من مُعجزات كثيرة ليس المجال هنا لحصرها و ذكرها بما يليق بها ..