مضي ربع قرن علي هبوط طائره «سيسنا 172» الصغيره في الساحة الحمراء بموسكو والتي اسهم دورها في تسريع انهيار الاتحاد السوفياتي وتبدد اجواء الحرب الباردة. اذ
استغل ميخائيل غورباتشوف، اخر رؤساء الاتحاد السوفياتي السابق، حادثه هبوط الالماني الشاب ماتياس روست في الساحه الحمراء، مخترقا دفاعات الاتحاد السوفياتي الجويه المخيفه، كي يطيح باكثر الجنرالات الروس
المعارضين لسياسه البريسترويكا والغلاسنوست التي قادها، والتي اعادت روسيا الي مسارها القديم علي طريق اقتصاد السوق. ففي يوم 28 مايو (ايار) 1987 حط الالماني ماتياس روست، هاوي الطيران بالطائرات المروحيه،
قرب الساحه الحمراء في مغامره صبيانيه، بعد ان دار عده دورات حول مقر الزعامه السوفياتيه في الكرملين. وهذا يعني انه تسلل من دون علم الرادارات السوفياتيه علي شواطئ بحر الشمال، وطار مسافه 700 كلم في عمق
الاراضي السوفياتيه، وصولا الي العاصمه موسكو، وحط قرب الكرملين من دون ان يكشفه احد.
اصبح عمر ماتياس روست اليوم 44 سنة ويعترف بان ما فعله عام 1987 كان «تصرفا غير مسؤول»، وانه ما كان ليفعل ذلك لو انه كان بعمر 30 سنه. حصل كل شيء اذن في لحظه «غباء»، وانطلاقا من روح مغامره صبيانيه،
تزامنت مع «صدفه» كان فيها ضباط الرادارات يعبون «الفودكا»، او لان الطياره الصغيره كانت تطير علي ارتفاع منخفض، ولكنه حدث. وغير ذلك الحدث الصغير مجري التاريخ.
وقال روست بعد 25 سنه من الحادث، في مقابله صحافيه، ان الفكره واتته بعد لقاء غورباتشوف والرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان في ايسلندا عام 1986 وفشلهما في التوصل الي نتائج واضحه علي طريق السلام
العالمي. ويضيف «فكرت وانا في الساحه الحمراء ان اطير مجددا واهرب، ثم قررت ان ابقي وان اتحمل تبعات ما فعلت».