اعلم وفقنا الله وإياك وأذاقنا من هذا الشراب الصافي : إن للحقيقة المحمدية ظهوراً في كل عالم فليس ظهوره صلى الله تعالى عليه وسلم في عالم الأجسام كظهوره في
عالم الأرواح لأن عالم الأجسام لا يسع ما يسعه عالم الأرواح وليس ظهوره صلى الله تعالى عليه وسلم في عالم الأرواح كظهوره في عالم المعنى لأن عالم المعنى ألطف من عالم الأرواح وأوسع وليس ظهوره صلى الله
تعالى عليه وسلم في الأرض كظهوره في السماء وليس ظهوره صلى الله تعالى عليه وسلم في السماء كظهوره عن يمين العرش وليس ظهوره صلى الله تعالى عليه وسلم عن يمين العرش كظهوره عند الله تعالى حيث لا أين ولا كيف
فكل مقام أعلى يكون ظهوره صلى الله تعالى عليه وسلم فيه أتم وأكمل من المقام الأول ولكل ظهور جلالة وهيبة بقلبهما المحل حتى انه يتناهى إلى محل لا يستطيع أن يراه فيه أحد الأنبياء والملائكة والأولياء ،
وذلك معنى قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ( لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل ) ، فارفع يا أخي همتك لتراه في مظاهر العلياء المعاينة الكبرى أينما هو فافهم الإشارة وأوصيك بدوام ملاحظة
صورته ومعناه ولو كنت في أول الأمر متكلفاً في الاستحضار فمن قريب تألف روحك فيحضرك صلى الله تعالى عليه وسلم عياناً وتحدثه وتخاطبه فيجيبك ويحدثك ويخاطبك فتفوز بدرجة الصحابة وتلحق بهم إن شاء الله تعالى
قال صلى الله تعالى عليه وسلم : ( أكثركم عليَّ صلاة أقربكم مني يوم القيامة ) ، وإذا كان هذا نتيجة الصلاة باللسان فما نتيجة الصلاة عليه بالقلب والروح والسر ؟ وهل تكون إلا معه وعنده تعالى ، لأن نتيجة
العمل الظاهر وهو الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم الفوز بالمكان وهو الجنة ونتيجة الباطن وهو التعلق والإقبال ودوام الاستحضار صورة ومعنى الفوز بالقرب بالمكانة فهو عند الله تعالى نزل في مقعد صدق حيث
لا أين ولا كيف فافهم الإشارة تقع على البشارة .
تحديث للسؤال برقم 1
من قال مات فهو إذا ميت بالدنيا قبل الآخرة .. وأبسط أبسط أبسط دليل حياة الشهداء عند ربهم يرزقون