الصحف الأمريكية حملة إعلامية على رئيس المخابرات المصرى اللواء مراد موافى، حيث زعمت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق
حيال مدير المخابرات العامة المصرية مراد موافى، خاصة بعد أن قام بزيارة غير معلنة إلى العاصمة السورية دمشق فى الشهر الماضى استغرقت يوماً واحداً شهد لقاءات بينه وبين مسئولين.
وتساءلت الصحيفة عما كان يفعله موافى فى دمشق ومع من التقى، ونقلت عن مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية قوله: "بصراحة، لدينا أفكارنا، لكننا لا نعرف شيئاً محدداً.. لن أقول إننا قلقون، لكننا "اهتمامنا" هى
أفضل كلمة لوصف الموقف".
وتشير الصحيفة إلى أن الثورات التى تتحدى الأنظمة المستبدة فى الشرق الأوسط تحدث انقلاباً فى العلاقات الاستخباراتية التى بنتها الولايات المتحدة عبر عقود، وتهدد التغييرات بتقويض النفوذ الأمريكى فى
المنطقة فى لحظة حاسمة، وتجعل جهود مواجهة القاعدة والجماعات الإسلامية الأخرى فى طى النسيان.
وفى مصر التى ظلت لعقود أكثر حليف عربى تعتمد عليه أمريكا، تتأكد هذه الحالة من عدم اليقين بشكل لا مثيل له فى أى مكان آخر فى الشرق الأوسط، فقد كانت العلاقات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة ومصر حجز
الزاوية فى عمليات أمريكا السرية فى المنطقة، وكانت معتمدة على حد كبير على رجل واحد، وهو عمر سليمان، المدير السابق للمخابرات العامة منذ 1993 وحتى يناير الماضى.
فقبل رحيله، قيد سليمان جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، وتقابل بشكل منتظم مع المسئولين الأمريكيين ونصحهم بشأن أكثر المعضلات الشائكة فى سياستهم الخارجية: كيفية التحقق من نفوذ إيران أو الحد من قوة
حماس، على سبيل المثال، وأصبحت مصر من خلال سليمان أول دولة تتعاون مع برنامج تسليم المشتبه فى تورطهم بالإرهاب إلى دولة ثالثة يواجهون فيها الاستجواب والتعذيب فى حالات كثيرة.
ويقول المسئولون الأمريكيون، إن المدير الجديد للمخابرات البالغ 61 عاماً، أكثر حذراً فى علاقته معهم، ويرى أحدهم، لم يكشف عن هويته، أن مصر قد مرت بزوبعة كبيرة، وأضافوا أنه من الواضح أننا نتعامل مع أشخاص
وشخصيات برزت مؤخراً، وأضافوا أن عمر سليمان كانت لديه اتصالات عميقة وشخصية بالرئيس مبارك، ولا نعرف كيف سيكون المدير الجديد للمخابرات".
ويعتقد المسئولون الأمريكيون، أنه "ربما ستتضح قريباً ملامح العلاقة الجديدة مع مصر، وحتى الآن، تشير الدلالات على أننا لدينا مصلحة مشتركة طويلة الأمد، وهى العثور على المتشددين المتبنيين للعنف ومنعهم من
العيث فساداً فى مصر أو فى الولايات المتحدة أو الدول الصديقة الأخرى"، وأعرب المسئول عن اعتقاده بأن هذا لا يزال يمثل قوة دافعة للتعاون بين البلدين.
وزعمت الصحيفة عن أن موافى كان من بين الشخصيات التى اتصلت بهم واشنطن فى أعقاب إطلاق سراح شقيق أيمن الظواهرى، فى ظل الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وشعرت واشنطن بالقلق من أن يكون الإفراج عن محمد
الظواهرى دلالة على تحول مصر نحو نهج أخف وطأة إزاء المتشددين، وتم إعادة اعتقال الظواهرى فى غضون أيام.
من ناحية أخرى، يشعر المسئولون الأمريكيون والأوروبيون والإسرائيليون بالقلق من أن موافى مثله مثل باقى مؤسسة الأمن القومى المصرية، سيجد نفسه يعمل مع حكومة جديدة أكثر استجابة للرأى العام، الذى يشعر
أغلبيته العظمى بمشاعر سلبية إزاء الولايات المتحدة وإسرائيل.
إلا أن الصحيفة تنقل عن محمد على بلال، وهو لواء سابق بالجيش تعامل مع موافى عن قرب قوله إن الأخير ومعه آخرون لديهم رؤية بأن العلاقة مع أمريكا يجب أن تكون مثلما كانت عليه قبل الثورة، فهذا عهد جديد ويجب
مراعاة مصالح مصر.
ويبدو أن الزيارة التى قام بها موافى لسوريا فى 18 مارس الماضى، تحمل مؤشراً على تغير أولويات مصر، فقد قال عدد من المسئولين المصريين ومن بينهم وزير الخارجية نبيل العربى، فى الأسابيع الأخيرة إنهم يريدون
إصلاح علاقات مصر بسوريا، وتتزامن زيارة موافى مع ضغوط مصرية للبدء فى عملية المصالحة المصرية، وربما كان اللقاء مع قادة حماس الذين يعيش أغلبهم فى دمشق هو الهدف من زيارة موافى.