هي زينب بنت إسحاق الهواري من قبيلة نفراوة أو (نفزاوة) الأمازيغية، كان والدها تاجرا من تجار القيروان، وتوصف زينب بأنها كانت ذات حسن وجمال وعقل
وتدبير.
تزوجها أمير المرابطين أبو بكر بن عمر اللمتوني في إحدى سفراته إلى شمال دولته. ولما عزم على خوض حروب جهادية في أفريقيا جنوب الصحراء لم يشأ أن يتركها معلقة أو أن يأخذها معه إلى الصحراء لعدم استطاعتها
العيش هناك، فطلقها وقال لها: إني راجع إلى الصحراء وأريد الجهاد بالسودان، ولعلي أرزق بالشهادة، فلا أحملك ما لا تطيقين.
ويُذكر أنه أوعز لابن عمه يوسف بن تاشفين قائد جيوش المرابطين الشمالية أن يتزوجها، وقال له إنها امرأة عاقلة. وارتحل أبو بكر راجعا إلى الصحراء عام 453هـ/1061م فتزوج يوسف زينب وأعانته برأيها وحصافتها
وحسن تدبيرها، وكان يستشيرها في أموره ويتبع ما تشير به عليه.
ولما عاد أبو بكر إلى المغرب مرة ثانية عام 465هـ/1073م وكان ملك ابن تاشفين وسلطانه قد بدأ يقوى بالمغرب، فأحس أبو بكر أن في الأمر تهديدا للجناح الجنوبي من دولة المرابطين، فنزل أبو بكر بمدينة أغمات
القريبة من مراكش، وبعث يستحضر ابن تاشفين غير أن هذا الأخير لم يعد يرغب في أن يظل تابعا لابن عمه أبي بكر.
استشار ابن تاشفين زوجته زينب النفراوية في كيفية الاستقلال عن زوجها السابق، فقالت له "إن ابن عمك رجل متورع فإذا لقيته فقصر عما كان يعهده منك من الأدب والتواضع، وأظهر له أنك مساو له ومماثل، ولاطفه مع
ذلك بالأموال والهدايا فإنه يسلم لك".
فعمل يوسف بما أشارت به زينب من عدم التواضع لأبي بكر وإظهار الترفع عليه والاستكثار من الهدايا والخروج إليه بجيش جرار، فقد سلم يوسف على أبي بكر وهو راكب، ولم ينزل له كما كانت عادته.
ولما شاهد أبو بكر أسلوب ابن عمه في التعامل معه نظر إلى عدد كبير من الإبل موقورة قد أقبلت، فقال: ما هذه الإبل؟ قال: أيها الأمير جئتك بكل ما معي من مال وثياب وطعام لتستعين به على عيش الصحراء. فأدرك أبو
بكر أن المغرب قد أفلت من يده وأنه لا سبيل إلى منازعته، وكان ذلك بفضل استشارة زينب النفراوية.