نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية مقالا جاء فيه ان الحكومة العراقية والنظام الحاكم في كردستان يحشدان قواتهما على امتداد جانبي الحدود التي تفصل جنوب
العراق عن شماله. وكتب مراسلها بن فان هوفيلين يقول ان حشد هذه القوات ينذر باحتمال نشوب حرب اهلية – وهي حرب يمكن ان تشعلها شركة النفط "اكسون موبيل". وهذا نصه:
على الرغم من ان قادة الجانبين يجرون مفاوضات للتراجع عن حافة الهاوية، فانهم يقولون ان قواتهما يمكن ان تثار بسهولة للدخول في معترك القتال. ومن بين الشعلات الحساسة شركة "اكسون" للنفط، التي تستعد للتنقيب
عن النفط في اراض متنازع عليها في وسط التوتر العسكري. وتعتبر مؤشرات الانفجار السياسي بالنسبة للعراق وهما ما يتعلق بالارض والنفط، على وشك الانطلاق.
وقال سامي العسكري، عضو البرلمان ومن الثقاة لدى رئيس الوزراء نوري المالكي، ان "رئيس الوزراء كان واضحا. اذا مدت اكسون اصبعا الى المنطقة، فانهم سيواجهون بالجيش العراقي. نحن لا نريد الحرب، لكننا سنتوجه
اليها من اجل النفط والسيادة العراقية".
وكان فريق الاغلبية العراقية قد اعلن عن مطالبه تجاه حزام أرضي بين منطقة كردستان وجنوب العراق. ويحدد "خط المراقبة" غير الرسمي المناطق المتنازع عليها، ويرسم الحدود الجنوبية لمنطقة الحكم الذاتي
الكردستاني.
بدأت الازمة في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) في بلدة خورماته التي تتمثل فيها التوترات العرقية المماثلة للمناطق المتنازع عليها. فقد انطلقت النار عندما حاولت قوات فيدرالية القاء القبض على بائع نفط كردي، طلب
من الجنود الاكراد الذين يطلق عليهم البشماركة حمايته.
لم يلبث المالكي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني ان اصدارا الاوامر الى الاف التعزيزات للتحرك الى خط المراقبة. وقال البرزاني في كلمة امام القوات المرابطة على الخطوط الامامية "نحن لسنا طلاب
حرب. ولكن اذا كتبت علينا، فان كل اهالي كردستان مستعدون لها".
ولا يزال اكراد العراق يعانون من الجراح التي اصابتهم في حملات صدام حسين لعمليات التطهير العرقي. وبعد انهيار نظامه، قاموا بتثبيت حكم ذاتي واسع في شمال العراق، واصبح لدى اقليم كردستان مظاهر كبيرة لدولة
مستقلة.
غير ان الكثير من جيرانهم العراقيين في جنوب الاقليم، يشتكون من ان الاكراد يحاولون الاستيلاء على اراض ليست من حقهم. وتقول السلطات العراقية في بغداد انهم مجبرون على نشر الاف القوات لمنع المزيد من
الامتداد الكردي.
وقال احد كبار الضباط العسكريين في بغداد، دون الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع من الناحية السياسية، ان "الازمة الاخيرة هذه منحت فوائد للاكراد".
ويقول قادة عسكريون في بغداد وفي اقليم كردستان ان القتال يمكن ان يبدأ باطلاق النار عن غير قصد. ففي بعض المناطق القريبة من مدينة كركوك، مركز الاراضي المتنازع عليها، يقع الجيش العراقي وقوات البشمركة ضمن
نطاق نيران كل طرف ضد الاخر.
وقال الضابط العسكري ان الجيش العراقي قد يطق النار في احدى حالات ثلاث: اذا اطلقت البشمركة النار اولا، او تخطت في تقدمها مواقعها الحالية، او اذا بدأت شركات نفط العمل في الاراضي المتنازع عليها.
وقال "اذا هم فعلوا ذلك، فان ذك يعني اعلان الحرب".
وليست إكسون الشركة الوحيدة التي حصلت على صفقة نفطية في المناطق المتنازع عليها داخل العراق، الا ان العقود التي ابرمتها كان الاكثر مدعاة للجدال لان مكانتها وموقع استكشافها، عند أقصى الطرف الجنوبي
لتفسير كردستان العراقي لتوسيع اراضيها. وقبل ان توقع إكسون العقود في تشرين الاول (اكتوبر) 2011، حذرت بغداد الشركة من انها تعتبر تلك الاتفاقات غير مشروعة.
تحديث للسؤال برقم 1
ويحكى المراسل : " أنه والمصور " ايفور بريكيت" ركبا فى سيارة من طراز فورد " إف 150" القوية ذات الدفع الرباعى مع ثلاثة من عناصر البشمرجة ومترجم ، ويقول إن عناصر البشمرجة مسلحة
تسليح قديم حيث البنادق الخشبية المشققة ، وتساءل المراسل عمن سيفوز فى المعركة اذا اندلع قتال بين البشمرجة والقوات العراقية ... ويجيب أن القوات العراقية مسلحة تسليحا جيدا من امريكا ، إلا أن البشمرجة
الإكراد لديهم الحماس والدراية الكاملة بالمناطق الجبلية. ورغم سوء تجهيز الأكراد إلا أنهم نجحوا فى إرهاق جيش "صدام" لعقود طويلة ، كما أنه من غير الواضح كم عدد عناصر القوات العراقية المنتمين للأقلية من
السنة والتركمان يرغبون فى محاربة حلفائهم وأصدقائهم الأكراد ، والمعروف أن الجيش العراقي هو من الشيعة في الغالب.