هل تعلم أن السبب الرئيس الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لغضب ابنته رضي الله عنها: ويقول مقالته الشهيرة التي يحتج بها الروافض الآن ضد أبي بكر رضي
الله عنه(فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني) هو أن علي رضي الله عنه كان ينوي أن يتزوج على فاطمة رضي الله عنها من بنت أبي جهل!!! فلما انتهى الخبر إلى علم الزهراء رضي الله عنها غضبت، وذهبت مغاضبة إلى
أبيها تشكون، مما جعله صلى الله عليه وسلم يغضب لغضبها، الشيء الذي جعل عليا رضي الله عنها يعدل عن فكرة الزواج عليها نهائيا حتى توفيت رضي الله عنها ..
ونحن لا نقول أبدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد غضب على علي بن أبي طالب رضي الله عنه !! بل كل ما في الأمر أن عليا رضي الله عنه ليس معصوما من الخطأ، وأنه قد تراجع عن خطئه قبل وقوعه،
فقد جاء في علل الشرائع للصدوق صـ 785 ما يلي :
من ذلك واستوى جالسا ثم قال: انه جاء شقي من الاشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله (ص) فقال لها: أما علمت ان عليا قد خطب بنت أبى جهل فقالت: حقاما تقول؟ فقال: حقا ما أقول ثلاث مرات فدخلها من الغيرة مالاتملك
نفسها وذلك ان الله تبارك وتعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهادا وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الاجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله، قال: فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست
وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الايمن والحسين على عاتقها الايسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء علي فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم
القصة ماهي فاستحى ان يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ثم جمع شيئا من كثيب المسجد واتكى عليه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها من الماء ثم لبس
ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعاالله ان يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم وذلك انه خرج من عندها وهى تتقلب وتتنفس الصعداء فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله انها لا
[ 186 ]
يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها قومي يا بنية فقامت فحمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن وحملت فاطمة الحسين واخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي " ع " وهو نايم فوضع النبي صلى الله عليه وآله رجله على
رجل علي فغمزه وقال قم يا أبا تراب فكم ساكن ازعجته ادع لي أبا بكر من داره وعمر من مجلسه وطلحة فخرج علي فاستخرجهما من منزلهما واجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
يا علي أما علمت ان فاطمة بضعة منى وانا منها فمن آذاها فقد آذانى من آذانى فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتى كان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتى،