خرجت صبيحة يوم من ايام الخريف، اطلب مخبزة لشراء رغيف .مررت على قطيع من نسوة ثيبات و ابكارا قد افترش بعضهن الرصيف و في حجر إحداهن صبي نحيف تحسب اضلاعه
.يتأوه جوعا فعرفت أنهن ينتظرن الحمام ليفتح.
دنوت منهن و اقتحمت عليهن حجابا من الصمت ضربنه حولهن و قلت السلام عليكن ،و إذا بجارية كأنها القمر ليلة اكتماله تقف و تخطو خطوات نحوي فارتعدت مفاصلي و اهتز قلبى و تلعثم لساني .قالت و عليك السلام و رحمة
الله كم الساعة ؟اخرجت هاتفي النقال من جيبي ،و جعلت اضغط على الزر ليفتح فارى كم الساعة فلم تسعفني يدي، وكأنما شلت .قالت لا عليك ايها الشاب الظريف، و ابتسمت فإذا الفجر قد اطل بين شفتيها و رب البيت
،اسنانها كعقد من الجوهر.طأطأت رأسي و مشيت مبتعدا عنها على استحياء كاستحياء العروسة في مخدعها ،و جعلت استرق النظرة و النظرتين لساقها فتفطنت عجوز لنظراتي ،صاحت ........هيا انصرف، فمثلك لا حظ له في ود
الجميلات يا هذا ........و كنت أنذاك قد اكملت الحول العشرين ،أحلم بالنكاح المباح ،قد عفت نفسي عما حرم الله.سمعت ما قالت العجوز فتصببت عرقا باردا ،حياءا .أما باقي النسوة من صويحبات يوسف فجعلن يتغامزن
علي و يقهقهن قهقهة منكرة .سامحهن الله و رزقني من الجنة خير من تلك الحسناء .